كشف د. لام أكول رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي عن مشاركته في العملية الانتخابية بكافة مستوياتها، وقال في حوار أجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية أن الحركة الشعبية تقوم بعملية تزوير كبيرة في عملية الاقتراع الأمر الذي يؤدي إلى عدم نزاهتها سيما أن المفوضية غضت الطرف عن تجاوزات الحركة الشعبية، وأكد أكول بأنها لم تحاول إبداء رأيها بالرغم من النداءات المتكررة التي قامت بها جميع الأحزاب الجنوبية وأبدى تفاؤلاً واضحاً بالفوز لرئاسة الجنوب مؤكداً القيام بإصلاح حال الجيش الشعبي حال فوزه كاشفاً عن برنامجه الانتخابي الذي يشتمل على التنمية والاهتمام بالمرأة والتعليم. وتطرق الحوار إلى علاقته مع المؤتمر الوطني مشيداً بحركته والمستقبل الواعد الذي ينتظره في الجنوب معاً إلى مضابط الحوار: في البداية ألا تعتقد أن انسحاب بعض الأحزاب الجنوبية قد يؤثر سلباً باعتبار ضرورة التواجد السياسي في هذه المرحلة؟ الأحزاب الجنوبية لم تنسحب من عملية الانتخابات وهي تواصل منذ البدء في العملية الانتخابية، وشاركت في عملية التعداد السكاني والسجل الانتخابي إلى أن وصلت الآن إلى عملية الاقتراع؛ بل شاركت بفعالية في كل تلك المراحل مما يدل على استعدادها الكامل إلى نهاية المطاف. كان هنالك انسحاب واحد فقط هو انسحاب المستشار بونا ملوال، هو انسحاب في دائرته الخاصة، وجاء ذلك الانسحاب على خلفية القبض على وكلاءه من قبل قوات الجيش الشعبي واعتقال جميع منسوبيه مما جعله أمام تحدي حقيقي، وكذلك عملية التزوير التي صاحبت العملية الانتخابية في جنوب السودان من قبل المسئولين وأفراد وضباط الجيش الشعبي مما يقدح في سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها في الجنوب، ولذلك لم يجد أمامه سواء الانسحاب. ولكن طبيعة الانسحاب تختلف من مستوى لآخر خاصة أن بونا ملوال مرشح دائرة، إذن ليس هنالك خيار سواء الانسحاب، لأن الدائرة لا تؤثر في النتيجة بالنسبة للمرشح في أكثر من مستوى مثل الترشيح لحاكم الولاية أو مرشح لرئاسة حكومة الجنوب الولاية لا تؤثر أيضاً وإنما يعتمد ذلك على مستوى الترشيح، وفي حالة بونا ملوال وهو نازل في دائرة جغرافية محددة ولم تتاح له فرصة كافية لتدشين برنامجه الانتخابي، وكذلك المفوضية تقف عاجزة أمام ما يحدث، إذن ليس هنالك خيار وهذا الانسحاب له تأثير سلبي بالتأكيد لأن بونا ملوال كان من المفترض أن يفوز فوزاً كاسحاً في هذه الدائرة. إذن يا دكتور ما هو مصير المرشحين المستقلين وهل تسمح لهم حكومة الجنوب بالمشاركة في الأجهزة التنفيذية والتشريعية، أم ان مصيرهم سيكون معلقاً مثل بونا ملوال؟ اعتقد الآن في ظل ممارسات الحركة الشعبية وتجاوزاتها التي فاقت حد التصور وذلك من خلال عمليات الاعتقال والإرهاب والطرد وقيام سلطات الحركة الشعبية بممارسة عملية التزوير ومثال لذلك محافظ أويل قام بأخذ صناديق الاقتراع إلى منزله واستحوذ على جميع البطاقات لصالحهم، هذه العمليات تتم في وضح النهار من خلال قيام السلطات بالاقتراع نيابة عن الناخبين والتزوير الذي يحدث بوضوح، ولذلك ستقوم الحركة بالتزوير ضد هؤلاء المستقلين ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية والمشاركة في الحكومة، بل يتعدى ذلك سحب حقوقهم القانونية والتي ينص عليها القانون وكذلك الأحزاب والشخصيات الأخرى ما دام ذلك التزوير يتم بدون رقيب. إذن برأيك هل تعتقد أن المفوضية أخفقت في كبح جماح الجيش الشعبي وهل هنالك إجراءات دستورية تلزم حكومة الجنوب؟ بالتأكيد المفوضية أخفقت تماماً؛ بل أنها لم تقوم بأي محاولة بالرغم من النداءات المتكررة والأصوات التي تنادي بحل هذه المعضلة التي تقف في وجه الأحزاب بالرغم من المذكرة التي تقدمنا بها وطالبنا فيها بممارسة حقنا السياسي في الجنوب وتقديم برامجنا الانتخابي للمواطن الجنوبي الذي يتلهف للقائنا، إلا أن المفوضية تغض الطرف عن كل تلك الممارسات الخاطئة. ولكن هنالك نصوص واضحة تلزم المفوضية في اتفاقية السلام الشامل لكي تقوم المفوضية بممارسة صلاحيتها وسلطاتها؟ هنالك نصوص واضحة في الاتفاقية لممارسة صلاحيات المفوضية بموجب المادة (10) من قانون الانتخابات العامة للعام (2008م) واتخاذ حزمة من التدابير والإجراءات الصارمة والحازمة و الفعلية وذلك بإبعاد الجيش الشعبي وعناصره من مراكز الاقتراع، وكذلك قانون الانتخابات واضح وصريح في هذا الشأن وكذلك القوانين الانتخابات التي قاموا بوضعها بها نصوص واضحة و قاطعة ولكن لم يقوموا بممارستها. د. لام تحدثت كثيراً عن تجاوزات حكومة الجنوب ولكن في نظرك الاستجابة من المفوضية ضعيفة، هل تعتقد أن الحركة مسنودة من المجتمع الدولي ولذلك لا تلتقي بالاً للتحذيرات؟ في رأيي أن الحركة تقوم بتجاوزات كثيرة في حق الأحزاب الجنوبية والمواطن الجنوبي، بالنسبة للسؤال عن من الذي يقف وراءها ليس هنالك إجابة مقنعة.. إلى أي مدى أثرت علاقتك بالمؤتمر الوطني على سمعتك السياسية في الجنوب ولماذا لم تستطع أن تنفي ذلك؟ ولماذا أنفي ذلك، أنا لا أنفي علاقتي بالمؤتمر الوطني، أنا لدي علاقة بالمؤتمر وهذه حقيقة واضحة.. وهنالك أشياء تربطني مع المؤتمر الوطني ومن ينكر هذه العلاقة يكون كاذباً، وكذلك المؤتمر الوطني يعمل مع الحركة الشعبية في الانتخابات وباتفاقية السلام الشامل وهذه حقيقة تربطهم الاثنين معاً. إذن ما هو مستقبل الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي في الجنوب؟ بالتأكيد لدينا مستقبل واعد ومثمر في الجنوب، لأن لدينا سند جماهيري ضخم وشعبية كبيرة من مواطني الجنوب، وكذلك الانتخابات العامة تقوم بإبراز الحقائق للرأي العام بوضوح و لا تحتاج إلى أدلة أو براهين لإثبات ذلك المستقبل. سبق وأن تحدثت كثيراً يا دكتور عن الاعتقالات والتعذيب وممارسات الحركة الشعبية التي فاقت حد التصور ولم تستجب الحركة لذلك، ألا تعتقد أن الحركة قد استفزتك كثيراً مما حملك على عدم إمكانية التراجع عن الترشح؟ لابد من تغيير حكومة جنوب السودان لكي يتم إبدالها بحكومة ديمقراطية تحترم الحريات وتمارس الديمقراطية وإعطاء المواطن الجنوبي الحق في ممارسة حرياته وحقه في جميع نواحي الحياة، وتشرع في التنمية لأن الجنوب يمتاز بخيرات وفيرة و مبشرة ولذلك لابد من التغيير في ذلك الوقت، ولذلك سأواصل إلى نهاية المطاف حتى الفوز. إذن هل سيكون هنالك تحالف مع الأحزاب الجنوبية التي تعاني نفس الإشكال في ظل الأجواء الملبدة بالغيوم؟ نحن متحالفين الآن كأحزاب جنوبية، وأنا مرشح لتحالف هذه الأحزاب وسبق أن تحدث كثيراً عن هذا التحالف. بصراحة إذا سارت العملية الانتخابية بطريقة دستورية هل تتوقع الفوز لرئاسة الجنوب وماهو برنامجك الانتخابي حال فوزك؟ نعم أتوقع أن أفوز، ولذلك متفاءل جداً ولديِّ أمل كبير في شعبيتي في جنوب السودان، وأركز في برنامجي الانتخابي على الجيش الشعبي وصرف المرتبات في وقتها دون تأخير والاهتمام بالمعاشين وصحة المرأة والاهتمام بالسلم التعليمي على أساس (4) فصول لكل مرحلة، وكذلك الاهتمام بوسائل النقل والمواصلات إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة.