*لم يتبقَ على خوض سباق الإنتخابات سوى يومين ينتظرها المواطن السوداني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ليدلي بصوته في صناديق الإقتراع لإختيار ممثلي الشعب نتمنى ان تأتي الإنتخابات بخير وعلى خير والا تتوالى علينا مفاجآت المرشحين من انسحاب الى زعل و(حرد) وخروج من حلبة السباق في اللحظات الحاسمة والسياسة لا تحتمل الزعل ولا تُرضي الحردانين اذا ما ارادوا إخلاء الساحة فالمنتظرون كُثر. وقبل بداية سباق الإقتراع ونهاية الحملات الإنتخابية تنشط المرأة بكل مستوياتها في التثقيف والتعريف بضرورة المشاركة المكثفة للمرأة في الريف والحضر، ورغم قلة الدعاية في الريف الا ان التلفزيون لعب دوراً مقدراً من خلال البرامج التثقيفية التي تبين دور الناخب، لكن التلفزيون لا يصل لكل بيت في أصقاع البلاد المترامية الأطراف وكذلك الإذاعة رغم ان دورها لا يغفله أحد، وفي الايام الفائتة ظل الإتحاد العام للمرأة السودانية هو فرس الرهان لمشاركة المرأة في الإنتخابات ومحاولة إشراكها في العملية الإنتخابية من خلال برامجه المشتركة مع وسائل الإعلام سواء بالأفكار او المشاركة في الإعداد مما يجعله في صدارة العمل الإنتخابي بإعتباره مؤسسة جامعة لكل نساء السودان دون تحيز للون او قبيلة او انتماء لجهة ما. وفي الأسبوع المنصرم قدم التلفزيون حلقة تثقيفية حول التعقيدات التي تواجه المرأة في الإنتخابات مستضيفاً عدداً من النساء للإدلاء بدلوهن في هذا الموضوع الهام والحيوي، ولا زالت المرأة السودانية تعول على اتحاد المرأة في الكثير من القضايا.. * دُهشت من الإنسحاب المفاجئ لمرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان مصدر دهشتي ليس انسحابه من المنافسة الإنتخابية لكن من التوقيت الغريب الذي جعل الأمر اشبه بفبركة مدبرة ارادت بها الحركة وعرمان لفت نظر العالم للحركة، وإختلاق تقليعة جديدة يكسب بها تعاطف الناس مع اوباما السوداني كما يطلق عليه بعض الحالمين بالتغيير ولا أدري عن اي تغيير يتحدثون وكيف ستعمل الحركة على هذا التغيير وتنسى الحركة او تتناسى ان في كل بيت غصة وألم مما فعلوه من قتل وتمثيل بجثث الشهداء، ان ابتلع الناس نيفاشا لأجل حقن الدماء فإن هذا الأمر لايعطي الحركة الحق في الفتوى وتقرير مصير الآخرين وكأنهم قطيع لديها، لقد ظلت الحركة تفتعل المشاكل والإحتقانات بين كل الأحزاب حتى وان أظهرت خلاف ما تبطن لتضرب الجميع ببعضهم وتتفرج عليهم وهم يصطرعون لتنفرد بكعكة الحكم لوحدها، وقد ادركت الحركة ان مصيرها ومصالحها مرتبطة بالمؤتمر الوطني حتى وان انكرت وتنكرت لكن يظل الأمر ان المصالح قد تعلو احياناً على المبادئ وهذا ما تفعله الحركة الشعبية فهي في سبيل مصالحها تبيع المبادئ وكل ما وعدت به اتباعها الواهمين بالتغيير، على هؤلاء الذين وضعوا املهم في الحركة ان يكفوا عن هذا الوهم فالحركة ذاتها لا تصدق كذبتها وها هي عند اول تقاطع مع مصالحها ضحت بمن إعتقد انه ملك أكثر من الملك ضحت بأحد أبناء قرنق ضحت بعرمان ورغم وضوح الصورة يأبى المذهولون من انسحابه التصديق بأن هذا الأمر تم برضا وموافقة ومباركة الحركة وان وضح عكس ذلك وللسياسة لعبتها التي لا يجيدها الا الأقوياء... وبعد ما حدث اتساءل ان كان الأمر كذلك منذ البداية فلماذا الصرف البذخي من اموال جمعت من هذا الشعب المغلوب على أمره والذي قدره ان يحتمل تجارب الآخرين،، ولماذا الليالي السياسية والمهاترات والشتائم التي يعف عنها اللسان لماذا كل هذا الماراثون وكل هذا الخداع ولماذا هذه المسرحية التي ارهقت معها العالم فلم يغب عرمان او الحركة ممثلة في رئيسها او امينها العام عن شاشات العالم الذي كان قدره الصبر على مسرحية لم تكتمل فصولها وحسناً فعل عرمان بإنسحابه فهو ليس نداً للبشير حتى ينازله في ساحة الإنتخابات،، فالجميع مع الرئيس وان اختلف البعض في رؤيتهم تجاه بعض المرشحين لكن يبقى الإجماع على البشير هو الذي لا خلاف عليه... مرايا أخيرة: ترى هل نفذت المفوضية شروط الإمام الثمانية ولماذا خرج هو وحاتم السر من السباق ثم عادا سريعاً قبل ان يجف مداد تصريحاتهما للصحف إثر المقاطعة العجيبة هنيئاً للشعب بقادة كهؤلاء لايستطيعون الثبات على المواقف.