.. سألت واحداً من الشعراء الشباب وهو في ذات الوقت إعلامي يحمل رؤية وفكرة خاصة به في ما يتعلق بالتجربة الشبابية الغنائية، سألته ما جدوى أن يقوم بعض الفنانين الشباب بإنتاج فيديو كليبات خاصة بهم ليتم عرضها على فضائيات عربية لفترة محدودة ولا تجد لها مساحة في الفضائيات السودانية ولا يشاهدها المشاهد السوداني دون الحاجة للبحث عنها في فضائيات أخرى؟ بل وسألته سؤالاً مهماً إن كانت هذه الأغنيات المقصود بها المشاهد العربي بدليل أنها تبث خارجاً، وكان بالإمكان أن يشاهدها من فضائياتنا طالما أنها متاحة وموجودة على خريطة البث الفضائي؟ قال لي الشاعر الشاب، وعلى ما يبدو أنني «فتحت له الباب» ليتحدث بحسرة وألم، كيف أن الفنان طه سليمان مثلاً عندما قام بإنتاج فيديو كليب (بريدك يلا غني معاي) قام بعرضه على الفضائية السودانية ليتم بثه من خلالها لكنه للأسف رُفض بحجة أن الفتاة التي تشاركه الكليب (ما لابسة طرحة) وهو في رأي محدثي ورأيي منطق معوج إذ كيف تعرض الفضائية السودانية مسلسلات عربية لفتيات بدون (طرحة) وأحياناً على قول عادل إمام يرتدين ملابس من شاكلة (كم آه وكم لا) وترفض باكورة إنتاج هذا الشاب بمثل هذه الحجة الواهية لتكسر مجاديفه وكان بإمكان مركبه أن يغرق لكنه وبعزيمة لا تلين لا زال يواصل الإبحار وأحسب أنه بهذه الروح قادر على أن يصل إلى بر الأمان. .. في اعتقادي المتواضع أننا في فترة ما واجهتنا ورغم القيود الموضوعة على الفضائية السودانية تحديداً واجهتنا هجمة استلابية شرسة وشبابنا مفتون ومنقاد للأغنيات (الهيفاء وهبية) و(النانسي عجرمية) وأغنيات تامر حسني التي أعتبر أن نصفها (هايف) لكن سر القبول عند رب العالمين، والحل والمخرج لها، بل وطوق النجاة الذي أنقذنا من هذا الاستعمار، كان أغنيات الشباب التي رغم ما قيل عنها يكفي أنها أعادت آذان أولادنا إلى السمع السوداني واللحن السوداني لأن خمس سنوات (لقدام) على هذه الشاكلة كانت الخرطوم كلها (حترقص على الواحدة ونص). ما أريد أن أصل إليه أنه تقع على الفضائيات السودانية بل والجهات المعنية بأمر الثقافة والسياحة معاً ضرورة دعم كل فنان إن كان شاباً أو مخضرماً لإنتاج فيديو كليبات نغزو بها المشهد الغنائي العربي و(ما في زول يقول إن غُنانا) لا يجد أذناً صاغية بدليل أغنيات شرحبيل التي يغنيها محمد فؤاد على عينك يا تاجر وأغنيات الرائع وردي التي يشارك بها محمد منير في المهرجانات وكأنها ملك خاص له. إذن المشكلة يا سادة يا كرام ليست في كلماتنا ولا ألحاننا ولا أصوات فنانينا، المشكلة في الوسيلة والقناة التي يجب أن يصل من خلالها هذا المنتوج إلى الأذن العربية طالما أن الحسابات الفنية لم تعد خاضعة لسحنة الفنان أو لونه عبر معايير محددة فالناس سئمت أن تكون مرافعة الفنان لتقديم نفسه فقط من خلال وسامته أو أناقته وبدأت في البحث عن المغني الجيد والطرب الأصيل ومصير صاحبات الطلعة البهية مؤكد إلى زوال فهل نعي وندرك هذه الحقيقة!! كلمة عزيزة .. رغم التجاوب والمتابعة التي وجدها برنامج نجوم الغد طوال مواسمه السابقة وهو تجاوب لم ينافسه عليه إلا برنامج أغاني وأغاني، رغم ذلك أقول إن البرنامج لن يستمر أكثر من موسم واحد قادم (بالتلتلة) ليس لأن الأصوات الجميلة نضب معينها أو أن حواء الإبداع عقمت ولكن تواصل البرنامج بذات الكيفية وذات النمطية سيجعله مملاً للحد البعيد خاصة وأن مقدمه ومخرجه يقفان في ذات المحطة التي بدآ بها البرنامج أول مرة. ثانياً في نظري إن الموسم الأخير وما أفرزه من أحاديث عن المحاباة والمجاملة في البرنامج أفقدته المصداقية وربما الكثير من المشاركين في الموسم القادم يخشون أن تتكرر معهم دموع نادية الطيب التي فضحت بعضاً مما يدور خلف الكواليس وربما قاصمة الظهر للبرنامج كانت حديث (الرهيبة) فهيمة والتي تعاملت معها القناة للأسف برد فعل مبالغ فيه وحجبتها عن خريطة بثها ورد الفعل المبالغ فيه أظن أنه فقط إرضاء لعيون بابكر صديق. في العموم أتمنى لو أن البرنامج غير جلده وتبنى إعادة اكتشاف الشباب الذين شاركوا من قبل لكن هذه المرة بأعمال خاصة تحفزهم على إنتاج رصيد يخصهم (وكفاية فنانين عطالى). كلمة أعز .. شكراً الإخوة والأعمام في دكان ود البصير و(ما جبتَ حاجة من عندي) لأنكم تستحقون وزيادة!!