أكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أمس قُبيل صلاة الجمعة أن حزبه سيشارك بأعداد محدودة لها ظروفها الاستثنائية في الانتخابات التشريعية، لكنه احتفظ بموقفه الرافض في المشاركة في الانتخابات الرئاسية حتى آخر لحظة قُبيل بدء الانتخابات، معلقاً إمكانية التراجع عن موقفه المقاطع إلى تغيير محتمل في موقف المؤتمر الوطني. وأعلن في لقاء خاص بمنزله بأم درمان بالإعلام المصري أن حزبه سيشارك في الانتخابات التشريعية في المناطق التي لها وضعية خاصة ويمكن أن تؤثر على قرار تقرير المصير المقرر في يناير المقبل. وسمّى المهدي منطقتيْ النيل الأزرق وكردفان، وقال إن مؤسسات حزبه قد تتخذ قرارات بمشاركات حسب ظروف معينة، وأضاف: «لن يصدر قرار عام بخوض الانتخابات لجميع الولايات وسيترك ذلك لأجهزة الحزب لتحدد كل حالة على حدة»، واستطرد أن هذه الحالات ستظل خاصة مهما اتسعت، ملمحاً إلى إمكانية المشاركة الواسعة حتى في حالة عدم استجابة المؤتمر الوطني لكل شروط الأمة، وزاد: «مابين طرفة عين وانتباهتها قد يغير الله من حال إلى حال». وفي رده على أسئلة «الأهرام اليوم» حول أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد خذلت تحالف جوبا واتخذت قراراً بالانسحاب من انتخابات الرئاسة منفردة، قال: «إن هذا الكلام غير صحيح، وأن قرار الانسحاب قد ناقشناه على مستوى الأحزاب قبل قرار الشعبية. وفسّر المهدي موقف المؤتمر الشعبي بالمشاركة في الانتخابات قائلاً إن الشعبي يرى أن قاعدته الجماهيرية مع الوطني واحدة، وأن الوطني لم يعهد التداول الديمقراطي، الأمر الذي أدى إلى ظهور اضطراب لدى القواعد، مضيفاً أن الشعبى رأى أنه في ظل هذا المناخ من الممكن أن يحقق لحزبه انتصاراً. ونفى ما تردد بقوة بأن حزبه سيشارك في جميع الدوائر الانتخابية، وأضاف أنه في حال تغير موقف الحزب الحاكم وقبوله بعض من شروطنا، وخاصة فيما يتعلق بالتأجيل المحدود للانتخابات، فإنه يمكن أن يعود بالكامل عن قرار المقاطعة. وقال المهدي إن مشاركتنا في الانتخابات كانت في مصلحة الجميع بمن فيهم الوطني لأنها كانت ستضفي شرعية محلية وإقليمية ودولية على الانتخابات، مضيفاً أن حزب الأمة أعقل خصوم الوطني الحاكم، وقيادته والمعارضة تصب في مصلحة النظام والدولة، على العكس من المؤتمر الشعبي المرشح الآن لاحتلال هذه الخانة والمعروف بعداوته الحادة للوطني. وفيما يخص الموقف الأمريكي قال المهدي إن واشنطن تتعامل مع السودانيين بلسانين أولهما مؤيد لإجراء الانتخابات في موعدها، والثاني لا يعطي أهمية لها، وقال إن المبعوث الأمريكي بالسودان «سكوت غرايشن» ممثل التيار الأول الذي يحبذ إقامة علاقة ملطفة مع المؤتمر الوطني. ووصف المهدي غرايشن بأنه «ساذج» وتم تضليله بما أعطى الانطباع بأن البشير مرشح أمريكا. وتطرق المهدي إلى الموقف المصري من الانتخابات، مشيراً إلى غياب موقف يساوي حجم مصر وأهمية السودان لها، وقال إن زيارة وفد الرئاسة المصرية برئاسة اللواء حاتم باشات تأخر في حضوره، علاوةً على أنه لم يكن على المستوى المطلوب في تشكيله، مشيراً إلى أن مصر لم تدخل بفاعلية في المشكلة السودانية، وقال إن الموقف الأخير هو استمرار لغياب مصر عن مؤتمر الدوحة.