دعا الأمين العام لجامعة الدولة العربية السيد عمرو موسى إلى قيام رابطة إقليمية تضم بالإضافة إلى الدول العربية دول الجوار وأهمها تركيا وإيران، وتضم أيضاً دولة تشاد. وقال موسى إن تشاد هي الدولة الإفريقية الوحيدة جنوب الصحراء التي ينص دستورها على أن اللغة الرسمية هي اللغة العربية، وشدّد الأمين العام على أهمية جذب إيران إلى هذه الرابطة وعلى ضرورة خلق تفاهم معها في مسائل كثيرة منها البرنامج النووي. ورغم أن هذه الرابطة الإقليمية التي دعا لها عمرو موسي ليست بديلاً للجامعة العربية، إلا أن هذه الدعوة تحمل في ثناياها ما يشبه الإعتراف بأن الجامعة العربية لم تحقق ما كان منشوداً منها، لكنه يرى أنها أسهمت بدرجة ما في الوصول بالعراق والسودان إلى مرحلة الانتخابات. وهذه الدعوة تؤكد حرص عمرو موسي على ضرورة فعل شيء فالمنطقة في أسوأ حالاتها والخطر والاستهداف محدقان بها من جميع الإتجاهات وفي حالة استمرار الوضع السيئ الضعيف العاجز على ماهو عليه، فمن المحتمل وربما المؤكد أن تُجرى ترتيبات جديدة تخدم مصالح الدول الكبرى وإسرائيل ويصبح تغييرها فوق إمكانات الجيل الحالي الممسك بالحكم والأجيال اللاحقة. ربما يُثار سؤالاً أو أكثر فإذا كانت الجامعة العربية حيث اللغة الواحدة والدين الواحد تقريباً فالسواد الأعظم من العرب مسلمون، عاجزة عن تحقيق ما كان منشوداً منها، فكيف تستطيع منظمة أو رابطة أخرى تضم آخرين مثل الأتراك والإيرانيين أن تحقّق المطلوب؟ وهل ينسى العرب مآخذهم على الأتراك من استعمار لوطنهم وإن كان ذلك الاستعمار تم تحت اسم الخلافة العثمانية؟ وهل بهذه السهولة يتقاضى الإيرانيون عن النظرة الاستعلائية العربية لهم التي ترجع إلى قرون وقرون؟ فالعرب يعتزون بأصلهم وربما أكثر من اللازم ويرون أن الآخرين عجم وما أدراك ما تعنيه كلمة (عجم) في أعمق أعماق الإنسان العربي! والعجم يعرفون ذلك وهم في نفس الوقت يعتزون بأصلهم وربما أكثر من اللازم، بل أن بعض الحكام العرب كانوا عندما تسوء علاقتهم مع الإيرانيين يسمونهم بالفرس وهم فرس فعلاً ويعتزون بذلك، لكنه الجهل والشوفينية. والفرس شعب عريق ذو حضارة وقد أسلموا منذ فجر الإسلام وكان منهم الصحاب الجليل سلمان الفارسي الذي لولاه لانهزم المسلمون في غزوة الأحزاب فهو صاحب فكرة الخندق ورغم ذلك فإن نجاح فكرة الرابطة الإقليمية التي دعا لها عمرو موسي ممكنه. فقد سبق إلى نجاح مثل هذه الفكرة وإن كانت في ظروف مختلفة الإتحاد الأوروبي. ونختم بأن عمرو موسي اختلف عن أسلافه من أمثال عزام وحسونه ورياض والقليبي وعصمت عبدالمجيد الذين أدوا فتراتهم في الجامعة العربية عاملين في إطارها ولم يفكروا في تعزيزها بقيام روابط أو منظمات أخرى.