عندما تعذَّر على مدرب حراس الهلال سيد السويركي الاستمرار مع الفريق قبل سنوات لاسباب تتعلق بعمله الرسمي اختار الانسحاب بهدوء من المشهد الهلالي والسوداني واعتذر بلطف للإدارة الهلالية وقرر الرحيل للمحافظة على سنوات عمله الطويلة بإحدى شركات الاسماعيلية. لكنه واصل عمله الرياضي لأن كرة القدم تجري في دمائه ولم يرفض العودة لناديه القديم ولم يرفض تنفيذ مهمة رسمية اختار ان يكون طابعها السرية حتى لا تفشل الصفقة وقد كلفته ادارة الدراويش بالتفاوض مع مدافع الهلال الفتي الابنوسي قلب الاسد. وعندما اكتشف امره الاخ الثقيل خالد عز الدين ادعى انه وصل الخرطوم في مهمة عملية لينفي عنه التهمة الرياضية او الشبهة وكل ذلك كان نوعا من الحرص واتباع التعليمات للمزيد من الدقة ولانجاز المهمة. ولكن الاعلام السوداني لا يساعد على سرية التحركات التي تقوم بها ادارات القمة ومن قبل كشف البعض سفر ريكاردو لجوهانسبيرج وتابع سفر المترجم جمال وغيرها من القيادات التي تسبق البعثات إما للمتابعة الفنية او لجمع المعلومات اللازمة عن الخصم وهو حق مشروع. قد يرفض البعض الفكرة بادعاء ان المعلومات المطلوبة متوفرة ومتاحة عبر الانترنت ولكن مشاهدة الخصم على الطبيعة ومعرفة تفاعل لاعبيه مع اجواء المباراة ووسط الجماهير وتحت ضغط الخصم تختلف عن مشاهدة الاشرطة. نلعم ان دوافع معظم الاقلام الهلالية المصلحة العامة ولكن مجرد الاشارة لسفر كامبوس لرحلة سواء كانت بغرض العلاج او متابعة الاسماعيلي طالما انه لا يخرق القانون ولا يعد خروجا على ادبيات التنافس ولكن متى نتعلم الدروس فليس كل ما يُعرف يُقال. حسن النية متوفر وسط الزملاء والصحف ولكننا نرجو ان نتخذ جميعنا الحيطة والحذر حتى لا يندس بين الصفوف خائن وحتى لا يتسلل العملاء لواذا لتشكيل الطابور الخامس. تابعت مباراة الاسماعيلي واتحاد الشرطة وارجو الا يكون حديثي مدخلا للتراخي والاستهانة بالخصم ولكنها الحقيقة حيث لم يرقَ الاسماعيلي لمستوى ان يكون عقبة في طريق الهلال بمعيار المستوى الفني الهزيل وفشل مهاجمو الاسماعيلي في تصويب كرة واحدة طوال الشوط الثاني بل كان اتحاد الشرطة هو الافضل من حيث التنظيم والتدرج ونقل الكرات وفي بناء الهجمات من الخلف وفي التنوع والتهديف فيما كان الاسماعيلي اقرب للدفاع وقد انقذه العائد الحضري من ثلاثة اهداف محققة فيما يشكو دفاعه التصدع وتكثر اخطاؤه وتتعدد مخالفاته. آخر الحروف تعهّد مدرب الاسماعيلي بكسب نقاط المباريات الثلاث التي يخوضها قبل منازلة الهلال في اشارة لعدم اهتمامه بملاقاة قاهر الابطال ولكنه فشل في الفوز على اتحاد الشرطة. ادارة الدراويش اهتمت بتصعيد المباراة اعلاميا في محاولة لصرف انظار الاهلة عن لقاء الخرطوم حتى يسهل عليهم لقاء الرد. وعلى ادارة الهلال تنبيه اللاعبين لعدم التعاطي مع ما يثار في المواقع الالكتروني ومحاولات الزج بقائد الهلال في التصريحات المفبركة معلومة الغرض. والتفرغ التام لمباريات الممتاز والافريقية معا. والرد الحاسم يكون بقطع اللسان داخل الملعب وليس بالتصريحات والبحث عن المبررات. يحاول الاسماعيلي اختلاق ازمة وافتعال عراقيل حتى يهيئ الجماهير للخسارة الكبيرة المتوقعة من الهلال. بالقياس على مباراة الشرطة لن يجد الهلال صعوبة تذكر في تخطي الاسماعيلي في المباراتين او على الاقل الفوز العريض بالخرطوم وفرض التعادل بالاسماعيلية. أحر التعازي للزميل الأستاذ رمضان أحمد السيد واخوانه في وفاة المغفور له بإذن الله والدهم. تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.