{ أزمة (دائرة الحلفايا السامراب) التي يحتدم فيها التنافس الانتخابي بين المؤتمرين، لا تكمن أزمة هذه الدائرة في فوز كادر المؤتمر الشعبي الأخ الأستاذ إبراهيم عبد الحفيظ، فهو رجل يشرِّف المنابر الوطنية والمجالس، ولا تكمن أيضاً في سقوط ممثل ومرشح حزب المؤتمر الوطني في هذه الدائرة، لولا أن مرشح الوطني هو البروفيسور إبراهيم غندور أمين الأمانة السياسية ورئيس اتحاد عمال السودان. { ولو حدث هذا، فأتوقع من الآن أن بعض الصحف ستخرج باللون الأحمر الباهظ تحت عنوان (سقوط الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني بالسامراب)! (وكمبيوتر الوطني) ما قالوا بعرف كل شيء؟!. ولم يملك الحزب الحاكم يومئذ إلا أن يذهب في حالة رثاء.. والبرلمان بعدك كوم رماد.. لاطب ولا صيدلة لا اقتصاد. { كان على المؤتمر الوطني، ومنذ وقت طويل أن (يأمن على أمينه السياسي)، كأن يذهب به إلى بحر أبيض مسقط رأسه، كما ذهب بدكتور نافع إلى شندي، والزبير أحمد الحسن إلى الدامر، فنحن لا نستبق الأحداث، وقد يحالف الحظ البروفيسور غندور، وقد لا يحالفه، وربما عند نشر هذا المقال تتضح الرؤى. { كلما رافقت الأخ الصديق الصحافي عثمان محمد محجوب، كلما تحمّل الرجل بجَلَد شديد (أعباء الكلام)، ليترك لي في المقابل أن أتحمل (عبء الصمت)، أحاول جاهداً في الفترة الأخيرة أن أُتقن (فن الاستماع). { من الأخبار التي تستحق الانتباه في مضاربنا، هي نبأ تحوُّل القيادي الإسلامي بالباوقة، السيد السر إبراهيم الخليفة من حزب المؤتمر الوطني إلى الحزب الإتحادي الأصل، بل قُل من الحركة الإسلامية إلى الحركة الإتحادية، حيث أدى الرجل بيعة الطريقة الختمية أمام مولانا الميرغني في رحلته الأخيرة إلى المنطقة. { بيعة الطريقة الختمية التي تُقرأ في حضرة مولانا الميرغني، تنص على أن شيخ الطريقة (هو شيخك في الدنيا والآخرة)، خلافاً لبيعة الإسلاميين(أبايعك في المنشط والمكره.. إلا أن أؤمر بمعصية)، ولا علينا، فكما يُقال(لكل شيخ طريقته) ولكل طريقة بيعتها.. { ولو لم تحقق زيارة مولانا الميرغني إلى الباوقة، إلا هذا (الصيد الثمين)، لكفاها ذلك انجازاً، فالرجل السر الخليفة واحداً من القيادات الشابة المُجْمع حولها، غير أن السر إبراهيم مثل مطر العافية أينما هطل نفع وأتى خراجه لأهله في الباوقة، فهنيئاً لحزب الاستقلال (بالعمدة إبراهيم). وبالمناسبة ما هو رأي صديقه الصادق المهدي، أعني الصادق المهدي (النسخة المريخابية) كان يفصل بين الرجلين نهر واحد، والآن أصبح يفصل بينهما (نهران باهظان).. وكيف الرجوع لزول قِنع؟!! { لما نعبر مرحلة الانتخابات هذه، ستكتمل ملامح (وصورة الزميل الطاهر حسن التوم)، وربما كانت من أعظم الإنجازات الإعلامية، أن كسبت الشاشة السودانية محاوراً مميزاً أفرزته قناة النيل الأزرق، ولا أقول صنعته، أيضاً كان (ابن المغاوير) الأستاذ سيف الدين البشير نجماً آخر في (مجهر الطاهر حسن التوم). { بالمناسبة أين (مجهر حنين)؟ وربما لا تدركون أن الأستاذ بابكر حنين هو الذي أطاح بأولئك المرشحين، قبل أن تطيح بهم أحزابهم والجماهير، وكان الإمبراطور حنين في ذلك البرنامج أعظم من أولئك الرؤساء المحتملين، المنسحبين، ولا ندري من هو الرئيس.. حنين أم ضيفه المسكين؟، حنين كان ينتهرأولئك الرؤساء ويصرف لهم الأسئلة المُغلّظة. الأخ حنين هو الذي (طفّش) وأرهب أولئك الرؤساء وجعلهم يهربون من المعركة. { أرشح الأخ الزميل الأستاذ بابكر حنين (لرئاسة دولة الإعلام القادمة) فعلى الأقل في حضرته يهرب الرؤساء من المايكرفون.. والله أعلم!.