تجاوز المريخ محطة مهمة نحو استعادة اللقب المحلي بعد الفوز الذي حققه على هلال الساحل في بورتسودان في الاسبوع الثامن للدوري لكن يبقى العرض المتراجع في الجزء الاخير للمباراة والضغط الرهيب الذي تعرض له الاحمر من الساحلي الذي لعب بتسعة لاعبين يبقى ذلك الضغط هو مؤشر الخطر الحقيقي الذي يجب على الجهاز الفني للمريخ الوقوف عنده قبل السفر الى تونس.. لقد ظل المريخ وفي كل مباراة يستفيد من ضعف التهديف الذي تعاني منه فرق الممتاز وكم من مباراة فاز فيها الفريق بفارق هدف او هدفين لتخرج بعدها الصحافة المريخية وهي تشكر وتمدح اللاعبين وتمجدهم متجاوزة عن قصد تناول السلبيات والهنّات الدفاعية والتي تكون اكثر وضوحاً عندما يلاقي المريخ فرقاً لها وزنها ومكانتها في القارة السمراء.. ويبقى التهرب الذي تمارسه الاصدارات الرياضية بالذات المريخية والهلالية مع مواطن الضعف والخلل في الفريقين هو السبب المباشر في الهزائم الكبيرة التي تحل بهما افريقياً.. الخلل الواضح في خط دفاع المريخ لا يُخفى على احد ورغم ذلك يتحدث البعض ويتغزلون عن تفرد الاداء وتحسنه وتقدم المريخ بفضل بصمات هذا المدرب او ذاك.. وتمضي بنا الايام وسيناريو السقوط امام الوحدات الاردني قبل شهور قليلة بالسباعية الشهيرة بدأ في الظهور.. والايام وكلما قربتنا للقاء الترجي اقترب الكابوس من العودة امامنا بكل تفاصيله القاتلة..!! وتظل الثقة العمياء التي يتعامل بها معظم زملاء المهنة من اولئك الذين يشجعون المريخ هي المصدر الأول للهزيمة المرتقبة بعد ايام في رادس.. التي نسأل المولى عز وجل ان لا تتعدى الخمسة اهداف..!! وأعرف ان حديثي هذا سيحزن البعض لكنها للأسف الحقيقة التي نتهرب منها ويتهرب منها هواة المريخ بمساعدة الاعلام الاحمر.. الاعلام الاحمر الذي لا يرى في المريخ الحالي اي عيوب تذكر بل على العكس يفرط البعض في التفاؤل وللدرجة التي تجعلهم يتوهمون بمقدرة المريخ على العودة بالتعادل من رادس.. والله كان تعادل ما عارف..؟!! الخلل الدائم في دفاع المريخ وحراسة المرمى لا يزال قائماً والدليل ان شباك الفريق استقبلت سبعة اهداف في سبع مباريات حتى الآن لعبها الاحمر في الدوري الممتاز اي ان معدل ولوج الاهداف في شباك المريخ يعادل الهدف الواحد في كل مباراة.. يحدث هذا امام فرقنا السودانية ذات الامكانيات المتواضعة اذا ما قارناها مع اندية الشمال الافريقي..!! وبالنظر الى موقف الهلال قبل لقاء الاسماعيلي المصري سنجد ذات الصورة القاتمة توجود بنفس تفاصيلها وتصل الامور الى حد التطابق فالهلال لعب ثماني مباريات واهتزت شباكه بسبعة اهداف امام فرقنا ذات المستوى المتواضع لو قارناه بمستوى الاندية التونسية والمصرية.. وبمثلما اهتزت شباك الهلال امام افريكا سبورت المتواضع بهدف يمكنها ان تهتز من ابوجريشة مثلاً أو حمص في مباراة الاسماعيلي المصري الذي يفوق مستوى لاعبيه وامكانياتهم مستوى لاعبي الدوري السوداني بمن فيهم لاعبي المريخ والهلال..!! يسافر المريخ الى تونس والخوف يتقدم جميع افراد البعثة ويسبقهم في ركوب الطائرة.. ويظل ذات الخوف والهلع هو الاداة التي تتحكم في نفوس محبي المريخ الذين سيتابعون المباراة من السودان عبر الشاشة البلورية.. ولعل كل ما يردده كُتّاب المريخ علي صفحات الاصدارات الرياضية في الايام الماضية والايام القادمة لن يخرج عن دائرة الشجاعة المزيفة او المصطنعة التي لن تصمد لأكثر من يوم الجمعة القادم..!! وما نسيت قوله اننا كسودانيين وفي مجال كرة القدم والالعام الرياضي على وجه الخصوص اساتذة في تصنيع الشجاعة بأكثر من شكل وبأحجام تناسب الجميع.. فإذا وجد احد لاعبينا فرصة للاحتراف الخارجي نقوم بتصنيع شجاعة تناسب تلك الخطوة ويكون الشرط الاساسي الابتعاد عن الواقع والمنطق..!! وبطريقتنا تلك نستطيع تأكيد فوز السودان علي البرازيل ومصر عبر الوسيط اللفظي الدائم (نحن الذين اسسنا الاتحاد الافريقي) ولتتأكدوا تابعوا ما تكتبه الصحف الرياضية هذه الايام عن مباراتي المريخ امام الترجي والهلال امام الاسماعيلي وقارنوا ما كتب وسيكتب في الايام القادمة مع ما سيحدث في يوم الجمعة ويوم الاحد واكتفوا بالعجب.. ولا تنسوا المحاولة بممارسة الفهم.. حاولوا أفهموا وبس..!!