ثنائي الجيل حسن وحسين طبقت شهرتهما الآفاق في ثمانينيات القرن الماضي وقدما رائعتهما (ناس معزتنا ما بنريد غيرهم.. حليلم) ولكنهما تواريا عن الأنظار وانتميا لموسيقى السجون ثم الشرطة بعد توحيدها وحاولا العودة من جديد عبر أكثر من 30 عملاً. «الأهرام اليوم» التقتهما في حوار المواجهة والصراحة وسألتهما أولاً: { هل فشلتما في استعادة شعبيتكما عبر أعمالكما الكثيرة فسلكتما طريق الغناء للمؤتمر الوطني وتمجيد رئيس الجمهورية للظهور من جديد؟ أولاً نتشرف أن نتغنى لشخصية محبوبة من غالبية الشعب السوداني وقادت البلاد في أحلك الظروف والمواقف والجميع يعلم أين نحن الآن وكيف كنا قبل عقدين من الزمان والبشير شخصية قومية بلا منازع وكان هذا دافعنا. { ولكن ألا توافقان بأنكما قصدتما أقصر المعابر للوصول إلى أهداف مادية واجتماعية؟ حقيقة سؤالك به شيء من الجرأة، ولك أن تعلم أننا من أكثر المتضررين من سياسات المؤتمر الوطني والإنقاذ فهل تصدق بأننا وزوجتينا أُحلنا جميعاً للتقاعد بإلغاء الوظيفة مثلنا مثل عشرات الألوف من منتسبي الخدمة العامة الذين أحيلوا تحت بند الصالح العام؟ { وماذا فعلتما؟ تقدمنا بشكوانا إلى هيئة الحسبة والمظالم وكذلك مجلس الوزراء وما زلنا في الانتظار، فهل هناك أقسى من ذلك ونتحدى كل من يقول إن ثنائي الجيل استفادا من المؤتمر الوطني أو رئيس الجمهورية فائدة شخصية. { في عرف العامة إن ما تقولان به ما هو إلا (كسّير تلج) أو ينطبق عليكما المثل السوداني (الكلب بريد خناقو)؟ يا أخي (كتّر خيرك.. والله الزمن ده كسّير التلج بقى واضح) ولكن العبرة بالأفعال لا الأقوال و(أظنك عايز تقول إنتو تبع الشجرة) ونحن نقول لك «نعم» وذلك لاعتبارات كثيرة، فقد عاصرنا عدة أنظمة عسكرية، شمولية وديمقراطية والآن نحن على أعتاب الديمقراطية الرابعة ورجال المؤتمر الوطني حققوا الكثير في جميع الأصعدة بغض النظر عن مآخذنا الشخصية. { إذن هل تعتقدان أن هنالك اهتمام بالفنون؟ نعم بل منقطع النظير، سواء أكان عبر الاتحاد العام للمهن الموسيقية أو الدرامية أو الاتحادات الأخرى وتمثل في رعاية المبدعين وعلاجهم داخل وخارج الوطن بتوجيه خاص من الرئيس ونائبه ووالي الخرطوم بالإضافة إلى الإسكان والتأمين الصحي للمبدعين. { هذه هتافية وليست إجابة فأين أنتما من قومية الفنان؟ مع احترامنا الشديد للزملاء الذين أعلنوا استقلاليتهم وعدم الانتماء لأي حزب إلا أننا نرى أنه لا يوجد إنسان على ظهر البسيطة دون انتماء وقد يكون البعض يحس أن مصالحه الشخصية ستتضرر في حالة البوح وهذه قمة الدبلوماسية مع تأكيدنا أن كل المبدعين هم زهور وورود لكل منهم جاذبيته ورحيقه. { ما هي محصلة رصيدكما من الحملات الانتخابية للمؤتمر الوطني؟ (والله ما سافرنا أي مدينة) وهذا لا يعني أننا (زعلانين) وقد بذلت اللجنة العليا للتنوير والتعريف بالانتخابات جهداً كبيراً في تفويج هذا العدد الكبير من المطربين والموسيقيين إلى المدن والقرى والفرقان الشيء الذي أسعد الكثيرين ولكننا كنا خارج التشكيلة لماذا؟ لا ندري حتى الآن. { دعونا من السياسة، هل استطاع أي ثنائي أن يملأ (خانة) ثنائي العاصمة؟ حقيقة ما زال الفراغ الذي تركه ثنائي العاصمة برحيل الفنان إبراهيم أبودية ماثلاً أمام الجميع رغم جهود الموسيقار السني الضوي مع كبار المطربين والواعدين، ونقر ونعترف أن ليس من السهل أن يصل أي ثنائي سوداني الى المرتبة التي وصلها ثنائي العاصمة. { والثنائيات الموجودة بالساحة الفنية الآن؟ نحن كثر، وما عدانا هنالك ثنائي الدبيبة، أبوكدوك، أبو سعد، الحتانة، النيل، تيمان أركويت، خيري، نيالا، شندي، النغم، الجزيرة، عطبرة وقمة الإبداع لدى البلابل وعدد من المجموعات أشهرها عقد الجلاد. { يقول بعض النقاد إن أهل الفن رغم المعايير الموجودة لترتيب درجاتهم إلا أنهم فاقوا السياسيين عداءً فما هي الأسباب؟ نرجو أن نوضح أن العلاقات داخل الوسط الفني جيدة وأن الأشياء التي تطفو أحياناً على السطح عبر الصحف عادية وغالباً ما يضخمها الاعلام وهذا هو حال المبدعين والمشاهير في العالم ولكن لفت انتباهنا ما صرح به المبدع الشاب شكر الله عز الدين تجاه العملاق زيدان ابراهيم ونصيحتنا له أن يكون دبلوماسياً في تصريحاته وأن يتحاشى الردود الجاهزة وأن يسعى لكسب ود الكبار ونتنبأ له بمستقبل باهر اذا ابتعد عن بعض الأغنيات التي ارتبطت به وبآخرين يسيرون على منواله. { آخر أعمالكما؟ هناك ثلاثة أعمال جديدة وتجربة جديدة مع الملحن حمدان أزرق وأخرى من كلمات الخير عوض الله وألحان التقلاوي وأكثر من 30 أغنية وضع لها (القايد) بشركة مديون لاصدار عدة ألبومات تحوي أعمال السبعينيات والثمانينيات للشعراء التجاني الحاج موسى، اللواء أبوقرون، تاج السر عباس، حسن حمزة، أحمد بابكر، الخير عوض، قاسم الحاج، عصام يحيى، زروق بلال، محمد عبد السلام، التجاني عيسى، الصادق الياس، ألحان يوسف حسن الصديق، حسن المحامي، حسين حمزة، اسامة بريش، فضل الله بلال، حمدان أزرق، الأمين عبد الغفار، التقلاوي، الصافي محمد احمد، محمد سلام وعادل التجاني. { وأغنياتكما للمؤتمر الوطني؟ أعمالنا الوطنية (اخترناك براك) كلمات حمد عبد السلام ألحان تجاني التوم، (أنت المختار) المعتز منصور علي وألحانه، (رمز الأمة) تاج السر عباس ألحان الصافي محمد أحمد و(رئيس طوالي) كلمات اللواء (م) حسن كركب ألحان العبيد محمد أحمد. { شكراً لكما.. الشكر ل«الأهرام اليوم» التي لا تستثني أحداً.