{ لمجرد قراءة العنوان سيعرف جيل الثمانينات والسبعينات أنني أعني بلا شك مادة الرياضيات (المزعجة). { وسيعرف الآباء لأن الأبناء في عمر الامتحان هذا الزمان لا يحفلون بقراءة الجرائد ويتسمّرون طوال ساعات أمام شاشة الكمبيوتر أن هذه هي المادة التي تؤرق مناماتهم الليلية وأحلام يقظتهم النهارية.. بسؤال واحد فقط كم ستكون درجة ابني في آخر امتحانها؟ { ونِسب وزارة التربية والتعليم لنتيجة امتحانات شهادة الأساس لهذا العام التي جاءت مشترك مع النتيجة النهائية لانتخاب مرشح رئاسة الجمهورية، حملت بين أوراقها ونجاحها النسبة الثابتة منذ سنوات ماضية لمادتيْ الرياضيات واللّغة الانجليزية كأضعف مادتين في التحصيل الأكاديمي بالنسبة للنجاح في المواد الدراسية الأخرى. { والوزارة تعزي الأمر مباشرة للمعلّم وعدم تأهيله وتدريبه بما يتناسب والتحصيل العلمي المطلوب للطلاب، بجانب مدارس التعليم الخاص التي والعهدة لراوي الوزارة تقوم بتوظيف ذوى القربى دون ذوي الخبرة هو شأن يؤديه القطاع الخاص والعام معاً هذا ما يخص مادة الرياضيات، أما مادة اللّغة الإنجليزية فالأمر لديها سببه إلغاء مادة الأدب الإنجليزي. { ولأن الوزارة هي المعنية بكل مراجعات ومتابعات التعليم في هذا البلد فإننا وبافتراض حسن النية التام نقول إنها قد ذكرت ذلك للّزوم المؤتمرات الصحفية فقط لا أكثر وأنها بالتأكيد تعرف الأسباب المباشرة لضعف الطلاب في مادتيْ الرياضيات والإنجليزي.. بل وبقية المواد التي تترتب في ضعفها قبل تلك المادتين. { والسؤال الفارض فضوله هنا: من المسؤول المباشر عن المعلمين وتدريبهم وتطوير قدراتهم التعليمية التي تفيد الطلاب؟ أليست هي وزارة التربية والتعليم؟؟ { ومن الذي صادق ووافق في ذات زمان على إلغاء مادة الأدب الإنجليزي وإدخال مواد لا تفيد طالب مرحلة الأساس في شيء سوى حمله لأثقال الحقائب وأوزار الأفكار غير الناضجة؟ ألم يكن بإمضاء وختم وزارة التربية والتعليم؟ بغض النظر عن اسم الوزير الماضي؟ { إن الرياضيات كمادة ثقيلة كما نعرف جميعاً على قلب وعقل الطالب تحتاج لأكثر من جهد المعلّم كي يستوعبها الطالب بسهولة.. كما أن التعقيدات الحسابية الموجودة كمسائل وفروض منزلية ترهق بشكل مبالغ فيه عقول الآباء والأمهات دعك من الطالب نفسه! فالنسخ الجديدة من المناهج التربوية التي رأت الوزارة ونعنيها كمؤسسة ذات ثوابت لا تتغير بتغيُّر الأفراد أنها أفضل من تلك القديمة ذات الأخطاء التربوية والإسلامية، هذه النسخ غير مألوفة لدى الآباء وفي محاولتهم لمراجعة الاستذكار مع ابنائهم يكتشفون جهلهم فيتراجعون عن المذاكرة ويدعون الأمر بأكمله للمدرسة التي تكتفي تماماً بالحصص الدراسية الرسمية وما تبقى من غباء تحصيلي تتركه للطالب الذي يستطيع دفع تذكرة الحصص الإضافية إذا أراد المرور بنجاح من مضيق الامتحانات والرياضيات. { أمّا شأن المدارس الخاصة فأعتقد أنه لّما جاد الذكاء الاقتصادي الوطني بفكرة الخصخصة للمؤسسات الخدمية لم ترِد وزارة التربية والتعليم أن يفوتها هذا المجد فمنحت التصديق لكل منزل ناصية لافتتاح المدارس الخاصة ودون ضوابط تربوية أو حتى أخلاقية تقيِّد أداءها معظم المدارس الخاصة تنّور نسبها التسعينية لنتائج الامتحانات صفحات الإعلانات لتثبت أن الكل لديها ناجح. { إنه أمر تتحمّله الوزارة بكامل أوزاره وإنذاره، وإذا أجرت فيه التحقيقات كما وعدت ستجدها هي المسؤولة عن تدني المدارس الحكومية والمعلّمين الحكوميين وحتى ضعف التحصيل وضعف الطلاب الجسماني والعقلاني.. والمسؤولة كاملاً عن تفريق الحبايب.