{ الهيئة القومية لترشيح المواطن «عمر البشير» رئيساً للجمهورية التي يرأسها المشير «عبد الرحمن سوار الذهب»، ويقرر أعمالها الأستاذ «الفاتح عز الدين»، ليست الجهة المناسبة في نظري والكثيرين لتولي مسؤولية دعم وحدة السودان، إذ صدر قرار بتحويلها إلى (هيئة دعم الوحدة)..!! { ولا نحتاج لدليل للطعن في قدرات هذه الهيئة في ما يتعلق بملف الوحدة والعلاقة مع جنوب السودان، أقوى من الرجوع إلى نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية في الجنوب، ومعرفة الأصوات التي حصل عليها المرشح الرئيس «عمر البشير»، وهي أقل من (400) ألف صوت «أربعمائة ألف» مقابل أكثر من مليوني صوت لمرشح الحركة الشعبية «ياسر سعيد عرمان»..!! { فإذا كانت النتيجة حقيقية وصحيحة فهذا يعني أن هيئة ترشيح «البشير» فشلت فشلاً ذريعاً في الجنوب، رغم أن المرشح قد بذل مجهوداً خرافياً في الوفاء ببرنامج زيارات مكثفة لولايات ومقاطعات الجنوب. { أما إذا كانت النتيجة (مزوَّرة) والأرقام غير صحيحة، بفعل قبضة الجيش الشعبي وتأثيره على الناخبين وسيطرته على مراكز الاقتراع، وهذا هو التوصيف الأقرب إلى الواقع، فإن هيئة ترشيح البشير أيضاً ليست الجهة المناسبة لمواجهة آليات الحركة الشعبية والجيش الشعبي، السياسية والعسكرية، على (تزوير) نتيجة الاستفتاء، أو بالأحرى تزوير إرادة مواطني جنوب السودان في الاستفتاء على تقرير المصير المزمع إجراؤه في يناير المقبل. { واستناداً إلى ما تقدم، فإن هيئة ترشيح البشير رئيساً للجمهورية، ستهدر مليارات الجنيهات على برامج وأنشطة وفعاليات سياسية وإعلامية في الجنوب والشمال، ثم ينتهي المولد بعد زحام وضجيج إلى نتيجة تشبه نتيجة الرئيس «البشير» في الجنوب، ونتيجة الفريق سلفاكير في رئاسة حكومة الجنوب..!! { ستكون نتيجة الاستفتاء على تقرير المصير، إذا سلكنا طريق الاستهانة بالقضية وتبسيط الأمر، ستكون (92.9%) لصالح الانفصال.. ذات النتيجة التي حصل عليها الفريق سلفاكير في انتخابات حكومة الجنوب..!! { ملف الوحدة، ليس ملفاً (حزبياً) صغيراً ليديره «الفاتح عز الدين» وصحبه، إنه ملف بحجم المليون ميل مربع، بل يتجاوز مساحة السودان إلى امتداد القارة الأفريقية بطولها وعرضها. { إنه ملف ينبغي أن تديره هيئة قومية سيادية بصلاحيات وقدرات واسعة تضم كبار رموز الوطن السياسية، هيئة يرأسها رئيس الجمهورية، وتضم السادة محمد عثمان الميرغني، الصادق المهدي، حسن الترابي، محمد إبراهيم نقد، منصور خالد، السفير عثمان السيد، عبد الله دينق، موسى المك كور وغيرهم من القيادات السياسية المهمة بالإضافة إلى ممثلين للتيّار (الوحدوي) داخل الحركة الشعبية. { هذا الملف يحتاج إلي إدارة عمليات (استخباراتية) على مستوى رفيع بقيادة الفريق مهندس «محمد عطا المولى»، مدير جهاز الأمن والمخابرات، مع دول مثل يوغندا وإثيوبيا وكينيا، بمعاونة أجهزة المخابرات المصرية والسعودية والإرترية، مع البحث عن (صفقات) في هذا المجال مع دول عظمى ومؤثرة على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. { تشكيل هيئة دعم وحدة السودان أهم من تشكيل الحكومة القادمة التي لن تخرج وزاراتها المهمة عن ذات الأسماء المكررة بذات الملامح والشبه، مع تبديل محدود وإضافات محسوبة (وشوية رتوش). { الحكومة القادمة هي هيئة دعم وحدة السودان التي ينبغي أن تُمنح امتيازات وإمكانيات عالية، ويُصرف عليها بميزانيات مفتوحة، فهذه الهيئة معقود عليها مصير السودان.. بقاءه واحداً موحّداً.. أو ممزقاً مبعثراً.. { لا تُرهقوا سيّد الزاهدين في الوطن العربي.. سيدي المشير «عبد الرحمن سوار الذهب».. فطاقته لا تحتمل.. وابحثوا عن مقعد «وزير دولة» للأخ الكريم «الفاتح عز الدين»، ولا تستهينوا بملف وحدة السودان. { اللهم احفظ هذا البلد آمناً.. واحداً.. وأرزق أهله من الثمرات.