{ بما أنني من الذين وصلوا سناً لابد أن يتشددوا ويضاعفوا فيها من الاهتمام ببصرهم، درءاً لمخاطر الإصابة ب(الجلوكوما) واسم الدلع لها باليونانية (الشلالات الزرقاء)، فإذا كانت أعراضها الأوليّة تتمثل في الصداع الحاد وضبابية في البصر ورؤية قوس قزح حول الضوء في الليل، وإذا أضيفت الى تلك الأعراض (الفلس) فهذا يعني أن كل مواطن غلبان لدينا مصاب بجلوكوما، فما الذي لا يسبب لإنساننا الكادح كدحاً، تلفاً ليس في عصب بصره فقط بل في عصب تفكيره. { يبدو أن الوضع السياسي الراهن في الوطن وما يحيط به من احتقانات سوف يؤدي بمواطننا الكحيان المغلوب على أمره الى أن يرى قوس قزح في (عز الضهر) وبلا أي أمطار!! لماذا يضغط سياسيونا على (عين) هذا الوطن بكل ما أوتوا من مواجهات وخندقة وخصخصة؟ هناك في المثل السائر الدارج تعبيراً عن مدى السحق ب(طلّعت عينو)، فهل يريد سياسيونا أن (يطلّعوا عين الوطن) في هذا المنعطف الحرج؟! { إن كانت مياه الصرف الصحي قد سالت وعمّت رائحتها الأسواق لانسداد ما، فإن الرطوبة المائية في العين حينما يُصاب انسداد صرفها، تموت أليافها العصبية، ليبدأ فقدان البصر، ومن ثم فإن على سياسيينا أن يحافظوا على عين (بصيرتهم) حتى لا يحدث فيها انسداد !! أما كفانا معاناةً من مياهنا التي بالألوان ومع ذلك لا تجد طريقها الى المواسير حتى ولو ب(الموتور)، ف(المواسير) أصبح لها وظيفة أخرى إذ لا تُخرج سوى الروائح العطنة الفاسدة. { وبمناسبة ما أوردناه عن (المويه الزرقا) و(مسيخة) والموية السودا في عيوننا التي لا تحاكي عيون المها، هناك شركة تدعى (بلاك ووتر) أو (الماء الأسود) أزاح الستار عنها صحفي أمريكي يدعى جيرمي ساهيل في كتابه (بلاك ووتر.. صعود أقوى جيش مرتزقة في العالم) هؤلاء المرتزقة أضفى عليهم وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد، المشرعية والاعتراف بهم رسمياً كجزء من آلة الحرب الأمريكية، حيث كانت دخول الدبابات الأمريكية الى بغداد في مارس 2003م الميلاد الذهبي لها. { لقد نشأت تلك الشركة في عام 1966م على يد أريك برينس، وقد ضم مجلس إدارة (بلاك ووتر) حفنة من مهندسي كوارث الحرب أهمهم كوفير بلاك الذي بدأ حياته المهنية محترفاً بوكالة الاستخبارات المركزية ويُقال إنه أتى الى السودان تحت غطاء دبلوماسي لكنه كان عميلاً ل(سي.آي.ايه) وكان أسامة بن لادن وقتها بالخرطوم وتمّ تكليف كوفير بمراقبته، وقام بلاك بوضع خطة لقتل بن لادن، ولكن بن لادن لم يكن صيداً ثميناً آنذاك نظراً لوجود الإرهابي الشهير (كارلوس) وقتها بالسودان، فتحول نظر بلاك نحو الأخير. وقد كشف الكتاب في إحدى فقراته عن سعي الشركة الحثيث للحصول على عقود عمل بدارفور كقوة لحفظ السلام. وقد طرحت مجلة (الديمقراطية الآن) في تقرير لها قبل ثلاث سنوات سؤالاً يقول: هل شركة بلاك ووتر هي التي ستنجح في تقريب وجهات النظر بين واشنطن والخرطوم؟ ونقول لأعمدة حكمتنا السبعة: احذروا المويه السوداء؟! { مسطول بيسأل مسطول: الثعلب ببيض ولا بيولد؟ المسطول الثاني رد: الثعلب مكار.. أتوقع منه أي حاجة!!