تصاعدت الامور في نادي الهلال بوتيرة غريبة لا تبشر باستمرارية المجلس على المنوال المطلوب الذي يحقق الاستقرار بالنادي ولا يلبي اشواق الجماهير وربما عصف بالاشراقات الموجودة حاليا على خلفية التراشق الذي طفحت به بعض الصحف في الايام الاخيرة كدلالة حقيقية وترجمة واقعية لاستحالة الجمع بين الفرقاء داخل المجلس الواحد بعد ان ( إتفرزت) الكيمان وبات الكل يغني على ليلاه بمعزل عن الاخر. ولعل التصريحات الاخيرة دقت اخر اسفين في نعش الوحدة الهلالية التي حاول الوزير هاشم هارون رتق نسيجها قبل ان يتسع عليه الرتق خلال الايام الماضية ليؤكد واقع الحال ان العلاج بالطبطبة والمسكنات ليس ناجعا بل مهددا لأمن واستقرار النادي ويقوده ربما للهلاك كما قال الاخ الصديق قسم خالد. اثبت التناول الاعلامي الاخير وتفجر الاوضاع بين اعضاء المجلس استحالة الاستمرار بروح الفريق الواحد بل التلاقي مطلقا على قاعدة الهلال وبات من غير الممكن بل المستحيل جسر الهوة بين الاعضاء وهو ما يتطلب تحركا عاجلا وجديا من السلطة لانقاذ ما يمكن انقاذه ولو بالانحياز العلني لاي من طرفي النزاع الذين خانهما التقدير فقررا الاحتراب على صدر الهلال مهما كان حجم النزف والدماء والتمزق الى اشلاء طالما ان القوة كلها موجهة لصدر الكيان وليس لخصومه واعدائه. بات الصراع الداخلي هو المهدد الاكبر للهلال وبدلا من الانشغال والترتيب والاهتمام بالملفات الشائكة والمعقدة التي تنتظر اجندة المجلس واهمها التسجيلات وعلاج المصابين والترتيب لمباريات الكونفدرالية وتأمين متاخرات وحوافز اللاعبين وحسم صداع اعادة تسجيلات اللاعبين الكبار ينساق المجلس خلف الصراعات ويتلهى عن واجبه الاساس. حيال هذا الامر لا نرى بدا من العودة للجماهير صاحبة التشريع والراي النهائي والاستنارة برأيها أو الذهاب الى انتخابات مبكرة تقلص عمر المجلس على الاقل ليكون الضحية حفنة من الافراد والعناصر بدلا من ان يكون الهلال هو ضحية المواجد الشخصية والطموحات الخاصة. هو سلوك حضاري متعارف عليه تلجأ له المنظمات او الحكومات او حتى الاحزاب والشعوب المتحضرة حتى لا تضار الاوطان والكيان بسبب افراد ولتغليب مصلحة الجماعة وتقديم الاشخاص قربانا للامم حتى لا تنهار الثوابت عندما يضيق الافق وتصبح الأنا بديلة للكيانات الكبيرة. ولعل التوقيت المناسب لهذا الفعل اي الانتخابات المبكرة نرجو ان يكون في فترة التسجيلات التكميلية او عند توقف النشاط لانطلاق كأس العالم وقبل مدة من خوض الهلال لاستحقاقاته الافريقية امام يونايتد الزيمبابوي بعد منتصف يوليو القادم. وبما ان الكل على اجماع تام ان خلل المجلس الحالي يتحمله الارباب نفسه فانها تبدو فرصة سانحة للارباب ولتنظيم الاصالة لتصحيح الاوضاع وتقديم عناصر قادرة ومؤهلة ومتجانسة وتتمتع بالحد الادنى المطلوب توفره في عضو مجلس الهلال. لن تقبل الجماهير باعادة انتاج الاخطاء والاخطار ولن تسمح للارباب باعادة توظيف العناصر الموالية له كيفما اتفق وتشريفها بالهلال دون ان تقدم ما يشفع لها بهذه المكرمة والحظوة والمكانة. التأريخ ينتظر القرار الشجاع من مجلس الهلال وسيكبر اكثر في نظر الرياضيين جميعا وربما كانت الخطوة عربونا لاستمالة الجماهير للابقاء على بعض منهم لدورة قادمة انتظارا للفرج القريب. الانتخابات المبكرة...هذا او الطوفان. {{ آخر الحروف على ادارة الهلال حسم اعادة اللاعب يوسف للكشوفات باعجل ما تيسر حتى لا نندم على القرارات المتاخرة وبعد فوات الاوان. من القرارات الخاطئة التي دفع الهلال ثمنها اعارة ايفوسا دون مبرر والابقاء على حمودة والنعيم بالكشوفات وقد انتصف الموسم ولا تلوح في الافق بارقة امل لعودة الثنائي الاخير كما لم نهضم اعادة وشطب امولادي رغم ان الخطوة جنبت الهلال الكثير. نثمن نية مجلس الهلال التعاقد مع مساعد مدرب من الوطنيين لمساعدة كامبوس الذي يبدو انه يحتاج لمن يعيد له الصواب عندما يفقده اثناء المباريات. اتفق شداد مع رئيس الاتحاد القطري على تنفيذ جملة من المشروعات التي تتعلق بالناشئين والبراعم رغم ان شداد وطوال رئاسته للاتحاد ومنذ سنوات اعدم تجربة الاشبال والشباب وجاء بالدرجتين الرابعة والخامسة وببدعة الخانات السنية فاعدم بذلك القاعدة التي تفرخ للمستقبل واستحق سخرية كل المدربين والخبراء الذين زاروا او دربوا بالسودان. اصاب كواسى بلازا المحترف العاجي وهو يحدد علة الهلال في التكتيك والتوظيف المثالي للنواحي البدنية وهو جوهر ما عنى معظم المدربين والصحفيين الذين لاحظوا ارتباك كامبوس واخطاءه الظاهرة في قراءة الملعب والتبديلات وفي البداية الصحيحة. استفاد المريخ كالعادة من فتح الهلال لمغلق الابواب وهاهو يتحرك بحرية لاستعارة عدد من اللاعبين الاجانب في التسجيلات التكميلية، ذلك الانتصار القانوني الذي حققه الهلال عبر صحيفته وهى تشير للمسكوت عنه في القواعد العامة وتفتح الباب امام الاندية للاعارة والاستعارة في منتصف الموسم. نكتب لاحقا ودون ملل عن هضم الاتحاد السوداني لحقوق الصحفيين والاعلاميين وحرمانهم من دورة الفيفا المجانية.