اختار اللاعب يوسف محمد بعناية فائقة التوقيت المناسب له والمحرج لادارة الهلال ويبدو ان ذلك تمّ بإيعاز من وكيله حتى يضع مجلس الهلال امام الامر الواقع إما بالتعاقد معه على الفور والتعبير عن الندم وبالغ الاعتذار على شطبه او اخلاء سبيله للتوقيع لأي نادٍ يختار وهو المقصد الاساس. وتنتفي، في وجهة نظري، كل الاحاديث الممجوجة عن العشق الخرافي ومحبة الجماهير فهى مجرد كلام للاستهلاك فقط ولاستمالة الانصار واستغلال اصوات الجماهير كرت ضغط على المجلس للتسريع بخطوات التعاقد حتى لا تفوت الفرصة او يفوّت اللاعب مولد التسجيلات التكميلية. عندما وصل يوسف فجأة للخرطوم استبعد فرضية الحب والولاء ذلك ان الشواهد تؤكد رفض اللاعب في وقت سابق كل رجاءات الهلال ومطالبه بالاستمرار وقد اختار بلا تراجع المغادرة لسويسرا دون الالتفاف او حتى ادنى احترام لرغبة الهلال وجماهيره. ولا ينكر يوسف ان الهلال كان سببا في ذيوع صيته وشهرته واعادته مجددا لمنتخب النسور الخضراء بعد ان كان نسيا منسيا وبعد ان احسن الهلال تقديمه للخارج في قالب رائع وجميل من خلال المستويات الرفيعة للأسياد خلال البطولة الافريقية. يوسف اختار التوقيت المناسب حتى يضع ادارة الهلال امام الموقف الصعب خاصة وأنه يعلم ان الاصابة التي ابعدته عن المنتخب هى التي قد تقلل من حظوظه في العودة لارتداء شعار الاسياد ولا يدري ان ادارة الهلال تملك حق الاستفادة من خانته بل ومقاضاة الاتحاد النيجيري اذا قرر او لوّح بالتصعيد القانوني. تهديد يوسف لا يشبه الحب الكبير والرصيد الضخم الذي صنعه وسط الجماهير وعلى ادارة الهلال ادارة هذا الملف بهدوء وتريث وبدون استعجال وبعد اخضاع اللاعب للفحوص الطبية والتأكد التام من سلامته حتى لا تضيع موارد النادي سدى وبين الهلال واللاعب القانون والتقارير الطبية التي تثبت اصابته من قبل. { البطاقات والسوكرتا!! باتت البطاقات الملونة مهددا اساسيا لمسيرة الهلال في الممتاز خاصة في المباراتين المتبقيتين امام العرب بالخميس ومع المريخ في ختام المنافسة ونلاحظ ان معظم الحالات التي عوقب عليها اللاعبون بالكروت لم تكن خطرة او تستدعي اللعب العنيف او حتى مجرد ارتكاب مخالفة ونلاحظ ايضا ان عددا من لاعبي الهلال ينتظرون الخصم حتى يتسلم الكرة ومن ثم التفكير في الانقضاض عليه وعندها إما تخطاه الخصم بسهولة او اضطر لارتكاب مخالفة باستخدام العنف ولهذا يكون من الافضل إعمال التوقع والقراءة الصحيحة لمجريات المباراة والكرة قبل ان تصل لاعب الخصم والا فعلى اللاعب اذا فشل في استخلاصه جر الخصم او اجباره على التمرير لعل وعسى ان يكون الهلال وقتها استعاد التوزيع الصحيح داخل الملعب ومن ثم يتمكن من الحصول على الكرة بلا مخالفات. خليفة نال بطاقة حمراء نتيجة للحماقة في مباراة افريكا سبورت والهلال متقدم بأربعة اهداف وفي الزمن القاتل وفي مخالفة احتسبها الحكم لخليفة تلك البطاقة التي قادت لخسارة مباراة الاسماعيلي بالخرطوم ومن ثم مغادرة البطولة الافريقية. سيفقد الهلال جهود امبيلي وسامي عبد الله امام السوكرتا والاخير عائد لتوه من رحلة علاجية طويلة نعتقد انه يحتاج المشاركة المستمرة لاستعادة مستواه فيما شكلت عودته، رغم المآخذ عليها، اضافة نوعية لدفاع الهلال الذي كان يحتاج الثبات والاستقرار ولا يحتمل التجريب خاصة وان الفريق غاب عنه التعاون وصدام. امبيلي اصبح اساسيا في المباريات الاخيرة ..لا ننكر دوره المقدر في النتائج التي تحققت رغم انه يعاني الجنوح للطرفين على حساب المقدمة الهجومية التي ترهق دفاع الخصم كما لا نهضم ابعاد المدرب كامبوس للمهاجم الخطير أحمد عادل والذي يعد صاحب حلول خاصة ومهارات فردية بالاضافة للسرعة والقوة وزعزعة الدفاع مع المقدرة على الالتحام وعدم فقدان الكرات المشتركة بسهولة. وتهدد البطاقات خليفة وعمر بخيت ومنير ونرجو ان ينبه الجهاز الفني ودائرة الكرة اللاعبين خلال مباراة العرب حتى لا يفقد الهلال ضابط الايقاع وافضل لاعب بالسودان حاليا عمر بخيت خاصة وان مباراة القمة لا تحتمل غياب اي لاعب من الكبار. في مباراة النيل كان الحسم المبكر للنتيجة وبالا على الهلال عمد بعدها اللاعبون للتراخي والاداء الفاتر وغابت الجدية والملامح الجميلة وكان الشوط الثاني رتيبا ومملا رغم قناعتنا ان المباراة نقاط وقد كسبها الهلال من الاول ولكنه انتصار باهت لا يشبه الاسياد بل يؤكد علة التدريب الاساسية التي صادرت ملامح الجمال عن الهلال وهبطت به للكونفدرالية. نحذر كامبوس واللاعبين من المستوى الاخير ونناشد عدم تكراره امام السوكرتا والتحسب لمباراة الثغر حتى لا تعرقل الولايات الهلال للمرة الثانية مثلما فعلت عروس الجبال. ونشير الى انها المباراة الاخيرة قبل ملحمة القمة المنتظرة ونرجو ان يطمئن كامبوس الجماهير عبر السوكرتا ويعدها بالفوز الكبير على الوصيف الدائم.