شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفورأمس الأول «الأربعاء» 19/5 افتتاح برنامج العمل الصيفي الذي استضافته المدينة وتمّ التوقيع على مذكرة لمشاريع الإعمار بين الاتحاد العام للطلاب السودانيين وولاية جنوب دارفور حيث وقّع عن جانب الاتحاد رئيسه المهندس غازي بابكر حميدة وعن طرف الولاية واليها د. عبد الحميد موسى كاشا. وقد حوت المذكرة عدة برامج من بينها البناء والإعمار وتحسين بيئة التعليم وإدخال طلاب ولاية جنوب دارفور في التأمين الصحي فضلاً عن توفير الإجلاس لطلاب الأساس والثانوي وتوفير الكتاب المدرسي والعمل على تحسين البيئة المدرسية بكل جوانبها وبرامج رعاية الطفولة والأمومة، وتخلل البرنامج الذي بدأ باستاد نيالا (البحيرة) استعراضاً من طلاب السودان بولاياتهم المختلفة الذين شاركوا في افتتاح برنامج العمل الصيفي كما قدموا عروضاً رياضية وإبداعات طلابية، وكأن مقدمهم كان يحمل في طيّاته رسالة لتوحيد طلاب السودان في جنوب دارفور مشكّلين لوحة وطنية مشرقة تعبّر عن عزة السودان وكرامته وشموخه. وفي افتتاحية البرنامج ناشد رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين بولاية جنوب دارفور «هاشم سعد» الحركات المسلحة بالانضمام لركب السلام. وفي ذات الاتجاه قال رئيس اللجنة العليا للعمل الصيفي بالولاية جلال عبد الله إبراهيم إن طلاب الأمس كانوا يجاهدون لإرساء المبادئ والقيم ولكنهم اليوم يحملون معاول البناء والتعمير، مؤكداً أن الاتحاد العام للطلاب السودانيين استمر ليؤصل لهذا الدور الوطني، ولذلك جاء افتتاح برنامج العمل الصيفي بجنوب دارفور، مبيناً أن الاتحاد استطاع أن يتيح فرصة لأبناء السودان لكي يتعرفوا على وطنهم، ولذلك اجتمعت كل ولايات السودان في ولاية جنوب دارفور. ودعا جلال الى تنظيم رحلات متبادلة لولايات السودان المختلفة لتعضد من وحدة البلاد، مبيناً أن هنالك فرقاً شاسعاً بين الأمس واليوم، مناشداً الحركات المسلحة بأن الفرصة مازالت متاحة أمامهم للعودة والمشاركة في الإعمار. ومضى جلال في سرده، مبيناً أن الاتحاد من خلال برنامجه يسعى الى صيانة وإعمار (10) مدارس. وفي ذات السياق قال نائب رئيس اتحاد الطلاب العرب (شفيق التلولي) إن مشاركتهم في افتتاح هذا البرنامج تمثل التعاضد مابين السودان الموحّد، سودان اللاءات الثلاث، والوطن العربي وكل العواصم العربية التي اعتبرها تمثّل عاصمة للجميع، وأضاف أن الحق حتماً سينتصر على الباطل، مبيناً أن السودان اليوم قوي برجاله وسيظل شامخاً بقيادة الرئيس البشير، وجدّد دعوته الى نصرة (فلسطين وبغداد)، وطالب الدول العربية بالوقوف لحل قضاياهم والوقوف مع بعضهم البعض. ومن جانبه قال رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين المهندس غازي بابكر حميدة في افتتاح برنامج العمل الصيفي الذي استضافته هذا العام مدينة (نيالا) حاضرة ولاية جنوب دارفور، إن الاتحاد ظل يعمل برؤية تنموية موحدة تلبي تحديات المرحلة وتعمل على ترسيخ السلام الدائم، مؤكداً أن الاتحاد ظل يواصل في برامج العمل الصيفي وفي هذا العام جاء البرنامج لينطلق من ولاية جنوب دارفور ليواصل الاتحاد العمل الصيفي ويعمل على إعمار وصيانة المدارس بالولاية فضلاً عن توفير معينات الدراسة وتقديم العلاج للمواطنين إضافة الى الليالي الثقافية. غازي أكد على أن المناشط ستنتقل الى ولايتيْ (شمال وغرب دارفور) في مجالات المحاور الفكرية للطلاب والإبداع الطلابي وتكريم الطلاب المتفوقين في مرحلتيْ (الثانوي والأساس) أضافة الى محور المشروعات الطلابية وإقامة قوافل الطواف الطلابي للعمل في محو الأمية إضافة الى إعفاء الطلاب المعسرين من الرسوم الدراسية. وأكد غازي أن برامج العمل الصيفي تتواصل لتعزيز الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب، مشيراً الى أن انفصال الجنوب المتضرر منه الجنوب والشمال معاً، داعياً الطلاب الى العمل من أجل الوحدة. وجدّد غازي دعوته للحركات المسلحة الدارفورية للانضمام الى ركب السلام، مبيناً أن الحرب المتضرر منها هو إنسان دارفور. كما جدد دعوته الى الحكومة السودانية المنتخبة الى العمل لجعل وحدة السودان جاذبة، ودعا المجتمع الدولي الى التخلي عن القرارات السياسية التي ظل يصدرها بشأن السودان، كما دعا الأحزاب السياسية السودانية الى العمل على ترسيخ عملية التحول الديمقراطي، مؤكداً استمرارية الاتحاد في مشروعات السلام والوحدة وإسناد طلاب دارفور ومخيمات الإعمار وتوزيع المعينات الدراسية والقوافل الطلابية والصحية والمشروعات الخدمية والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية وتهيئة البيئة التعليمية بالولاية. وفي ذات الاتجاه قال والي ولاية جنوب دارفور د. عبد الحميد موسى كاشا إن افتتاح برنامج العمل الصيفي بولايته يعبّر عن وحدة السودان الحقيقية والسلام الذي ينشده طلاب السودان. وأشاد كاشا بدور الطلاب وقال إن المذكرة التي وقّعتها ولايته مع الاتحاد العام للطلاب السودانيين هي عمل جيد وممتاز يصب في تحسين بيئة التعليم في الولاية. وأضاف كاشا إن ما يشاع عن اختلالات أمنية في الولاية لم يكن صحيحاً، مؤكداً أن مواطني ولاية جنوب دارفور سيتصدون لكل من يحاول زعزعة أمن أهل الولاية، مشيراً الى أن أهل الولاية ومواطنيها عاهدوه على ذلك، ودعا المواطنين وقيادات المجتمع الى ضرورة المشاركة بفعالية في الحفاظ على الأمن والاستقرار والمضي قدماً نحو التنمية، وثمّن الجهود التي بذلها الطلاب عبر كل الفترات في السلم والحرب والانتخابات، مشيراً الى أن انطلاقة العمل الصيفي بجنوب دارفور يحمل البشرى ويسهم في توضيح الصورة الحقيقية لطبيعة الأوضاع في الإقليم. وخلال مخاطبته لافتتاح برنامج العمل الصيفي بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور قال مستشار رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة العليا للعمل الصيفي د مصطفى عثمان إسماعيل إن افتتاح برنامج العمل الصيفي في مدينة نيالا يؤكد أن مواطني ولاية جنوب دارفور حققوا نصراً في الانتخابات وأنهم عبر الانتخابات أكدوا أنهم مع المؤتمر الوطني ورئيسه المشير عمر البشير. وأرسل عثمان عدة رسائل بينها رسالة الى من وصفهم بالطابور الخامس الذين يريدون أن يعطلوا مسيرة التنمية، مشيراً الى الذين يعيشون في الفنادق ويلتفون حول القوة الخارجية وقال لهم إن سفينة التنمية قد انطلقت ولن تتوقف. وحيّا عثمان جماهير ولاية جنوب دارفور، مؤكداً لهم أن الحكومة الاتحادية لن تتواني في تقديم الدعم والسند لحكومة ولاية جنوب دارفور حتى تكتمل مشاريع التنمية في الولاية المتمثلة في الخدمات والتعليم والصحة وكل المشروعات التي جاءت في برنامج حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات، موضحاً أنهم جاءو ليحتفلوا ببرنامج العمل الصيفي الذي اعتبره برنامجاً لتعزيز الوحدة الوطنية وبرنامج لتعميق ثقافة السلام والإخاء وفض النزاعات والصلح والوفاق وتعميق معاني السلام والوحدة الحقيقية. وأشار عثمان الى استهداف القوافل التجارية من قبل الحركات المسلحة واعتبره استهدافاً لمواطني دارفور وليس استهدافاً للحكومة، مبيناً أن المواطنين ظلوا ينتظرون المساعدة وليس مزيداً من التعب. وجدّد عثمان مناشدته للحركات المسلحة بأن تضع السلاح ويعود منسوبوها الى وطنهم وأن يوقفوا العداء ضد السودان وقال لهم: (اتقوا الله في المواطنين وأهلكم) وعودوا الى رشدكم لنضع أيادينا في بعض ونبني سوداناً بيد جميع أبنائه ليكون قوياً، مشيراً الى أن ما جرى في الانتخابات وانحياز السودانيين الى برنامج السلام والوحدة لم يترك مبرراً لحمل السلاح، وناشد الحركات التي لم تنصاع الى خيار السلام قائلاً لها إن (الأيادي لن تكون ممدودة الى الأبد)، وأن الحكومة قادرة على أن تقطع يد كل من يريد أن يعبث بأمن السودان ودارفور، مجدداً دعوته لهم بالتوبة، مبيناً أن أهل دارفور حققوا دعماً منقطع النظير في دعم برنامج حزب المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية البشير ولهذا فإن الحكومة ستقف معهم، مشيراً الى أن افتتاح برنامج العمل الصيفي في جنوب دارفور يؤكد استقرار الولاية وأمنها، وأردف أن الشعب السوداني يحب السلام فضلاً عن أنه شعب أسد (إذا مازعل سينتفض). يذكر أن برامج العمل الصيفي التي انطلقت في جنوب دارفور ستتحوّل الى ولايتي شمال وغرب دارفور ومن ثم الى بقية ولايات السودان الأخرى.