تشهد الساحات الطلابية بولاية جنوب دارفور هذه الأيام حراكًا مكثفًا لتدشين العمل الصيفى للطلاب الذي حدد له منتصف مارس الجاري تحت شعار «تنمية، إعمار، استقرار» ويأتي العمل الصيفي لهذا العام وجنوب دارفور ودعت جزءًا أصيلاً منها منحته لأهالي المحليات الشرقية بقيام ولاية شرق درفور التي هي الأخرى تعد العدة لانطلاقة العمل الصيفي للطلاب الأول من نوعه بعد أن تم قيام اتحاد عام للطلاب منفصل بعد أن كانت بها «9» اتحادات بالمحليات المكونة لتلك الولاية، وأصدر والي جنوب دارفور حماد إسماعيل حماد قرارًا بتشكيل لجنة عليا للعمل الصيفى بالولاية برئاسة وزير التربية والتعليم الأمين الساكن، وأشار رئيس الاتحاد العام لطلاب الولاية محيي الدين محمد حسين إلى الاجتماعات التي تمت عقب تشكيل اللجنة العليا والتي تم من خلال وضع الخطط للجان المختلفة المعنية بالأمر وأضاف في حديثه ل«الإنتباهة» أن برنامج العمل الصيفي أحد المشروعات التي يقدمها الاتحاد لطلاب الولاية كل عام ويهدف إلى إبراز دور الطلاب في خدمة المجتمع في الجوانب الثقافية والاجتماعية والصحية والسياسية عبر القوافل التي يسيرها عبر روابطه وفروعه المختلفة إسهامًا في عملية الاستقرار والبناء والتنمية وكشف محيي الدين عن بعض ملامح خطة العمل الصيفي لهذا العام والتي تهدف إلى توطيد دعائم السلام والتنمية من خلال إرساء قيم التكافل الاجتماعي وخلق جيل طلابي معافى من مخاطر تعاطي المخدرات فضلاً عن الإسهام في برامج التنمية البشرية بالتدريب ومحو الأمية التقنية والأبجدية وتشجيع الإبداع الطلابي الثقافي والعلمي مع الاهتمام بالإعلام لعكس كل البرامج والمناشط لإيصال رسالة البناء الاجتماعي بين الناس، وتأتي برامج العمل الصيفي الطلاب لهذا العام في ظل ظروف أمنية ربما تكون الأفضل بكثير عن ما مضى علاوة على السلام الذي تشهده دارفور باتفاقية الدوحة قال رئيس الاتحاد إنهم سيفرزون حيزًا واسعًا للتبشير بفوائد الاتفاقية وإنزالها لأرض الواقع من خلال عمل القوافل الطلابية التي تنتشر بربوع الولاية خلال فترة الموسم الصيفي التي تمتد من مارس حتى أغسطس تحقيقًا للسلام المستدام بدارفور لافتًا إلى أن رؤيتهم من خلال الخطة الموضوعة للإسهام في إعمار قرى العودة الطوعية للنازحين، وأضاف: سيكون هنالك تركيز كبير على معسكرات النازحين حول مدينة نيالا بتوزيع الكساء للأطفال والحقيبة المدرسية والكراسات لطلاب المدارس بالمعسكرات بجانب قيام البرامج الثقافية والترفيهية مشيرًا إلى أن العمل الصيفي يتخلله أسبوع ثقافي بجامعة نيالا يجسد تراث وثقافات أهل دارفور عبر الطلاب كما سيكون هنالك عمل لإصحاح البيئة ومخيمات صحية مع جهات الاختصاص بجانب تكثيف محاضرات التوعية بمخاطر مرض الإيدز ومكافحة المخدرات، وقال محيي الدين إن إدارته تسعى إلى نقل تدشين العمل الصيفي خارج رئاسة الولاية ليكون كل مرة بإحدى المحليات، وأضاف أن الافتتاح هذه المرة سيكون بنيالا لكنهم سيسعون بقدر الإمكان ختامه بمحلية أخرى لافتًا إلى أن ولاية شرق دارفور الجديدة سيكون لها برنامج منفصل للعمل الصيفي بعد أن تم تكليف رئيس للاتحاد العام للطلاب بها ووُفِّرت الوسائل والمعينات لهم، وقال إن الخطوات تمضي حاليًا لترتيب أمر تقسيم الأصول الثابتة والمتحركة لإعمار وتنمية تلك الولاية مؤكدًا أن التواصل بينهم وبين شرق دارفور سيظل نقلاً للتجارب والمشاركة في المناشط الكبيرة وكشف محيي الدين عن أبرز مشروعات العمل الصيفي المرتقب وعلى رأسها التبشير بوثيقة الدوحة وإنزالها لأرض الواقع، مشروع قوافل التواصل الطلابي والمجتمعات العلاجية وتوزيع الدراجات البخارية لبعض ذوي الحاجات الخاصة من الطلاب فضلاً عن دعم الطلاب الأيتام والفقراء علاوة على تكريم قدامى معلمي الثانوي والأساس ومشروع كراس لكل طالب بجانب مشروعات بسط التقانة لعدد من المراكز بالمحليات والجامعات وأكد محيي الدين حرص الاتحاد على توفير المناخ المناسب للتعليم والسعي لمعالجة كافة المشكلات التي تواجه الطلاب أكاديميًا لخلق جيل طلابي معافى يحمل رسالة التبشير بسلام دارفور الذي أصبح يمشي بين الناس.