٭ المعلومة التي بطرفي تؤكد أن السلطات المعنية والمختصة قد أصدرت قراراً تاريخياً بوقف الرحلات الفنية إلى نيجيريا في استجابة لما ظللنا نكتبه عن هذا الموضوع الذي أقلق مضاجع المهتمين والحادبين على سمعة الفن السوداني بل وأرق كل من تهمه سمعة السودان من قريب أو بعيد. ولعلي أجد نفسي معتزة وفخورة «بإخوان فاطمة» الذين استجابوا لكل نداءاتنا مما يؤكد أن الصحافة يمكن أن تلعب دوراً مهماً وقيادياً في التحولات الاجتماعية والثقافية لأن قرارا كهذا قفل الباب أمام أي «ريح» لم نكن نعلم أو نتوقع ماذا «ستكش» أمامها من قيم راسخة أو تقاليد وأعراف ظلت لصيقة بالحركة الفنية السودانية. بالمناسبة هذا القرار الكبير يجعل الإخوة في اتحاد المهن الموسيقية أمام قضية صعبة ومتشعبة وهي المشاركات الخارجية التي يشكو بعض الفنانين من أنها تتجاوزهم إلى أسماء بعينها وأشخاص يتكررون ما بين رحلة وأخرى خاصة وأن بعض الدعوات الماضية شابها الكثير من الاتهامات المتبادلة من أن بعض الفنانين الكبار يخصون أنفسهم بالسفر بفضل العلاقات الشخصية داخل الاتحاد أو بفضل موقعهم النافذ به في حين أن البعض لم يرَ مطار الخرطوم بعينه لذلك أنتظر أن تصدر ومن داخل الاتحاد نفسه لوائح وقرارات تجد الرضى والقبول من المنضوين لهذا الاتحاد وهم بالمئات تنظم حكاية السفر حتى لا تصبح معركة في غير معترك. على فكرة السفر نفسه خشم بيوت لأنني أعتقد أن الرحلات التي تنظم من خلال الجاليات السودانية المنتشرة في أنحاء العالم لا تنشر الفن السوداني بالصورة المطلوبة لأن مرتادي هذه الحفلات هم في أغلبهم من السودانيين أنفسهم مع وجود القلة القليلة من الجنسيات الأخرى يعني «زيتنا في بيتنا» لذلك لا بد أن يسعى الاتحاد للمشاركة في مهرجانات عربية حقيقية ذات ثقل واهتمام إعلامي كبير حتى ولو على نفقته الخاصة لأنها الفرصة الحقيقية في أن يستمع المستمع العربي للغناء السوداني الجميل، ومثل هذا العمل يحتاج إلى تخطيط ذكي في الاختيار والفهم لنوع المهرجان ونوعية وأعمار من يتابعونه، يعني ما ممكن يكون المهرجان شبابيا والمشاركون فيه من جيل الشباب «ونوفد» فنانا تجاوز الستين من عمره ليغني أغنية طولها ستين دقيقة فيكون حالنا كمن أرسل فريقاً لكرة القدم لمنافسة على التزحلج على الجليد!! إذن التوصل إلى أطراف المعادلة الصحيحة هو وحده ما يجعلنا نصل للتركيبة السحرية التي تخرج بالأغنية السودانية من المحلية طالما أن الفضائيات السودانية عجزت أن تلعب هذا الدور المهم وهو أمر يدعو للحزن لأننا من أكثر الشعوب العربية امتلاكاً للكلمة الحلوة والنغمة الأحلى والأداء الرائع. ولعلي أجد نفسي مضطرة أن أقول إنه على الفنانين الكبار ألا يجعلوا من القانون الجديد سيفاً مسلطاً يقطعون به رقاب كل من ليس منضوياً تحت اتحادهم بل على العكس أعتقد أن الدور الحقيقي هو أن يعملوا على استيعاب الكثير من الأصوات الجادة وتذليل كافة المصاعب التي تواجههم وتحول دونهم والانضواء لهذا الكيان رسمياً لأنني سمعت ومن أكثر من فنان شاب «نغمة» سعيهم لتكوين اتحاد للفنانين الشباب، وإن حدث هذا فإن ذلك سيعمق الهوة وربما يفتح الكثير من الجراحات التي نأمل أن تندمل. ٭ في كل الأحوال الشكر واجب لمن استجاب لوقفتنا ضد سفر الفنانات «عمال على بطال» إلى نيجيريا وستظل أقلامنا سداً عالياً أمام أي تفلت أو تجاوز يقلل ولو بسنتمتر واحد من هامة وقامة هذا الوطن العالي الذي لم ينحنِ لدولارات أمريكا فكيف تكسر عينه دولارات الشريف؟! ً٭ كلمة عزيزة لم أسمع أي رد فعل من اتحاد المهن الموسيقية تجاه «طرد» الفنانة ندى القلعة من تشاد وهي واحدة من أعضاء هذا الاتحاد. التوضيح مهم يا دكتور عبد القادر سالم لأن الفنان السوداني عندما يخرج إلى دولة أخرى هو بمثابة سفارة لبلاده، وبقدر ما أننا نلزمه بالاحترام والالتزم فإن حمايته وحصانته واجبان علينا! ٭ كلمة أعز ٭ بعودة سعد الدين حسن إلى النيل الأزرق عادت الثلاثاء بأجمل الأمسيات وأهم القضايا التي تستحق أن نسهر لنتابعها، فإن كان الأخ حسن فضل المولى هو الجنرال فسعد الدين لواء أركان حرب!!