شهدت الأسواق في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً من حيث العرض الجاذب وكيفية البيع بأساليبه المختلفة، وفي ظل التطور والانفتاح الاقتصادي هناك أسواق رحلت وأخرى اهتزت إلا أن سوق (سعد قشرة) العجوز ظل صامداً وشامة في جبين معتمدية بحري، حتى أن شارع المعونة بكامل عظمته وطرقه الفرعية يُغلق في مواسم الأعياد خدمة لهذا السوق..(الأهرام اليوم) وفي وسط السوق بدأت الأسئلة تتقافز أمامها عن تاريخ السوق وأين كان قبل هذا الموقع ولماذا أصبح اسم (سعد قشرة) محفوراً في ذاكرة المواطن برغم تسميته بسوق بحري النموذجي ومن هو سعد قشرة؟.. وأسئلة أخرى أجابنا عليها العم المخضرم قسم البارئ حسن حمد النيل رئيس لجنة السوق سابقاً وعضو اللجنة الإدارية الأمنية حالياً قائلاً: هذا السوق كان اسمه سوق (الشمش) وموقعه في حوادث مستشفى بحري وكان ذلك أيام حكم الشريف الهندي وكان (الكمندان) سليمان شميس مسؤولاً عن السوق حاصرونا وأجبرونا علي أن نرحل أو أن نضرب بالرصاص فذهبنا إلى السيد علي الميرغني وانتدب معنا السيد علي عبد الرحمن وكان وزيراً واتحركنا إلى الأزهري فظهر في البلكونة وسأل عن الجمع فقلنا له مظلومين فطلب انتداب خمسة لمقابلته وبعد مناقشة طويلة اتصل الدكتور أحمد السيد حمد وكان وزيراً، اتصل بالكمندان سليمان شميس لإلغاء ذلك القرار (الأعمش) مبيناً له أن هؤلاء باعة ويجب أن تحل قضيتهم وإيجاد بديل لهم، فتح كتابة أربعة عرائص وبعد شد وجذب تم التصديق بالسوق في الميدان وهو موقع السوق الحالي وكان ذلك في عام 1968، ورحلنا ليلاً بالرتاين من سوق الشمش إلى السوق الجديد. أما عن تسميته ب (سوق سعد قشرة) فيرجع ذلك إلى التاجر اليمني الذي جاء مهاجراً إلى السودان في العشرينيات وهو سعد محمد صالح قشرة صاحب الدكان الناصية من الناحية الغربية للميدان وهو محل بنك فيصل الحالي، كان شاباً مجتهداً ومحبوباً فحقّق شهرة في ذلك الزمان نسبة لقلة البقالات التي اشتهر بها اليمنيين فاشتهر السوق باسمه. ومن فوائد السوق الاقتصادية لمحلية بحري أبان السيد / العقب باسبار (سكرتير اللجنة الإدارية): تم التحسين والتصريح بمبلغ 50 جنيهاً شهرياً للدكان حتي وصل مبلغ 210 جنيهاً فئة عُليا وأدناه 120 حسب الموقع والسوق مقسم إلى ثلاث فئات (أ،ب،ج). التاجر محمد إبراهيم (أحذية): قال إن الذين يرتادون هذا السوق 70% من النساء ودخلهم مختلف منهم الغني والفقير والمتوسط، وكذلك الأجانب باعتباره سوقاً نموذجياً. أما المنتجات فمنها السوري والصيني والياباني والمصري والتشيكي، وهناك مقولة شائعة بين النساء (إنو الما اشترى من قشرة ما اشترى) وأن الأسعار عادية. أما التاجر المنذر محمد خلف الله تاجر أقمشة رجالية فأبان أن حراك البيع أكبر في المواسم، أما الأيام العادية (يوم بيع ويوم مافي) أنا في هذا السوق منذ سنين والحمد لله (عملت لي زبائن حتى أصبحوا كأصحاب المحل). تاجر الملبوسات الجاهزة الممتنع عن ذكر اسمه. أكد أن عملية الشراء دائماً من النساء ولكن كلامهن كثير (عشان تشتري منك قطعة تسل روحك) أما الرجال فيشترون دون تردد، لكن الضرائب والنفايات والجبايات عذبتنا (يا خلف الله). أما الصايغ محمد خورشيد (خريج اقتصاد ومحاسبة جامعة شرق النيل): أشار إلى أن الذهب يختلف من الأقمشة ونحنا موسمنا الأعراس. لكن الذهب أصبح غالٍ ولذلك الحركة أصبحت عكسية فأصبحنا نشتري أكثر مما نبيعه ومنصرفات المحل زايدة نسبة للنفايات والجبايات، وأنا خريج كنت أحمل طموحاً كبيراً ولكني اصطدمت بواقع السوق وطبعاً التجارة أفضل من الوظيفة إذا وُفّقت. أما المواطنة شادية حسين فقد أشارت إلى أن المنتجات بالسوق أصناف متنوعة، والسوق آمن بحكم الموقع القريب ويشجع على الارتياد. المواطنة سمية يوسف أحمد وافقت شادية وقالت سوق سعد قشرة معظم الناس فيه من النساء وآمن لهذا السبب أتردد عليه دائماً بغرض الشراء وأسعاره عادية. المواطنة عائشة حسين محمد أبانت أن ما يميز هذا السوق موقعه وسط البلد مما يوفر الاطمئنان والأمان لنا كمشترين حتى في أيام الأعياد يكون مفتوحاً حتي الصباح مما يشجعنا إلى الحضور بغرض الشراء.