{ وصلتني رسالة من السيد سمير محمود محمد تتناول المجتزءات التي نقلتها عن تقرير إخباري أعدَّه الصحافي المصري الزميل خالد محمود بصحيفة (الإمارات اليوم)، ونسبةً لطول الرسالة مقارنةً بمساحة زاوية (مسارات) لخّص المحرر المختص أهم ما ورد في الرسالة لننشره عملاً بحرية الرأي والرأي الآخر، على أن نعود لنردَّ على ما ورد في الرسالة غداً بإذن الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته { في عدد الجمعة 21 مايو 2010م رقم (152) كتب الأستاذ محمد الأسباط في عموده (مسارات) تحت عنوان: (ظاهرة تلفت الانتباه «ست الشاي» في الميديا العربية) وعن زملائه الذين وفدوا للبلاد لتغطية الانتخابات في أبريل، واختار تقرير زميله المصري الهوية السوداني الهوى الأستاذ خالد محمود وتقريره عن مشهدية الظاهرة لصحيفة الإمارات اليوم عن ست الشاي مقهى الفقراء النقال، وهو حقيقة ثابت له موقع معروف تجلس فيه البائعة يومياً يلتف حولها زبائنها يحتسون كبابي الشاي والقهوة والحلبة والكركدي وخلافه إن موقع وجودها ليس ك(الغُرزة) كما جاء في تقرير أخونا الصحفي المصري الهوية؛ لأن الغُرزة كما يعرف الجميع هي المكان الذي يحشِّش فيه إخواننا في «شمال الوادي»، ولا أظن أن هناك وجه شبه؛ لأن مدمني الشاي والقهوة لم نسمع بمداهمتهم حتى لدي أولئك اللائي يبعن الشيشة لم نسمع بالقبض على حشاش. والنقال يعني متغير المكان بمعنى أنه كل يوم في موقع جديد، وهذا أيضاً تشبيه لا ينطبق على ست الشاي التي تمارس مهنتها في موقعها لعشرات السنين. { ونقول ما يعتبره كاتب المقال ظاهرة هو مهنة معترف بها وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني في إطار رأس المال الصغير المتحرك في مجال بيع الشاي. والآن هؤلاء البائعات انتظمن في جمعيات تعاونية حرفية تشرف عليها إدارة التعاون والتجارة بوزارة المالية بولاية الخرطوم وهي مؤسسات اقتصادية تكون بأسهم من العضوات في جميعات تعاونية حرفية ترعاها الدولة وتدعمها. { قبل أيام قلائل وبصحيفتكم هذه كتبت أم وضاح في بابها المقروء (عز الكلام) تحت عنوان: «كم زي حاجة آمنة» العدد 147 الأحد 16/5/2010م، وكتبت صحف كثيرة عن اللواء عبد الحي محجوب الذي يفخر في كل مناسبة تتحدث عن الأمهات بوالدته رحمها الله التي أوصلته لهذه الدرجة الرفيعة. { ولتعلم أيضاً، أستاذنا الأسباط، أن من يعملون في هذه المهنة هم من جميع أنحاء السودان وليس الجنوب والغرب كما ذكرت وبعضهن جامعيات أو فوق الجامعة واضطرتهن الظروف لممارسة هذه المهنة ربما لأنها تحتاج لرأس مال صغير ويمكن ممارستها في أي مكان مناسب داخل الأحياء أو الأسواق أو المناطق الصناعية أو الحدائق العامة. { الأستاذ الأسباط يتحسّر على المقاهي التقليدية التي اختفت في عهد مايو، ولابد أنه كان من روادها، وكلنا يعلم بأنها كانت تقدم كل ما يجعلهم يجلسون فيها وكان مباحاً قبل قوانين سبتمبر التي جعلت الرواد ينفضون منها للجلسات الخاصة «أي يستترون». { حقيقة أسفت وأنا أقرأ: «لكن الصحافي محمد الأسباط يعتبر اختفاء المقاهي التقليدية في السودان وحلول عشوائيات ست الشاي مكانها مؤشر انحدار وتدهور». سِبط مَن أنت يا مَن تدعو لما يخالف عاداتنا وتقاليدنا؟ سِبط مَن أنت يا مَن ترى في أكل العيش الشريف انحداراً وتدهوراً؟ { شكراً للأستاذ جمال حسن سعيد الذي ينافح ليرد لست الشاي حقها. وشكراً للباحث السوداني أحمد عثمان وأقول له اثبت لهؤلاء أنها ليست ظاهرة وأنها مهنة معترف بها، أكد لهؤلاء الذين لا يعيشون وسطنا أن النساء العاملات بهذه المهنة يقمن بدور الرجال الذين تخلوا عن مسؤولياتهم وتولتها هذه المجاهدة الشريفة من أجل أسرة وأبناء وكبار سن ومرضى. { ونقول للأستاذ الأسباط إن قضية بائعات الشاي صارت قضية رأي عام لأن كل الكُتّاب الكبار قد أدلوا بدلوهم فيها وكثير من الصحف أقامت منتديات حولها لأنها تهم شريحة من المجتمع أكدت دورها فيه. { ونختم بأن نطلب من الأستاذ الأسباط ألاّ يكتب من داخل المكتب، بل أن يخرج ويجلس بجانب بائعة الشاي وبائعة الكسرة وبائعة المدقاقات والتسالي والدكوة ليسألهن عن حالهن. سمير محمود محمد