{ نشرنا في عدد أمس الأول (الثلاثاء) بزاوية (مسارات) تعقيباً على رد كتبه السيد سمير محمود محمد نقل خلاله ملاحظات بشأن زواية (مسارات) ليوم 21 مايو بعنوان «ظاهرة تلفت الانتباه: ست الشاي في الميديا العربية» لخصنا فيها تقريراً أعده الزميل خالد محمود ونُشر بصحيفة (الإمارات اليوم)، وتوقفنا في تعقيبنا على السيد سمير عند الرد على ما اعتبره دعوة كاتب (مسارات) لما يخالف عاداتنا وتقاليدنا، عند إشارتنا إلى أن بروز (ظاهرة) ست الشاي بكثافة دليل على تدهور وانحدار، بحسبان أن استبدال خدمات المقهى الذي يخضع لإشراف صحي، ومراجعة دورية ويحصل العاملون فيه على شهادات صحية، ب»ست الشاي» التي تقدم خدمات على الشوارع والأرصفة وتحت ظلال الأشجار، دون أي ضوابط أو مراجعة أو تحقُّق، خير دليل على التراجع والتدهور. { ونواصل اليوم التعقيب على ما أورده السيد سمير محمود محمد الذي عرَّف نفسه في رسالته إلى (الأهرام اليوم) ب»رئيس لجنة الإعلام بالاتحاد التعاوني الحرفي ولاية الخرطوم»، إذ نجد أن جُل ما جاء في ما كتبه، بما في ذلك خاتمة رسالته المطولة، التي طلب أن تُنشر كاملة لتوصيل المعلومة، وهو طلب يشف عن جهل بواحدة من قواعد النشر في الصحافة التي تتم مراعاتها في مختلف حالات النشر. { وقد ذكر في خاتمة رسالته تلك «نطلب من الأستاذ الأسباط ألاّ يكتب من داخل المكتب بل يخرج ويجلس بجانب بائعة الشاي وبائعة الكسرة وبائعة التسالي والدكوة ليسألهن عن حالهن». { كل ما كتب السيد سمير بما في ذلك هذا الاجتزاء يدل على أن الرجل، كما أسلفت، لا يقرأ أو لا يفهم ما يقرأ؛ ذلك لأن التقرير الذي لخصناه، ونشرناه وكتب رداً عليه هو في الأساس جاء حصيلة أكثر من (6) جلسات مع «ستات شاي» كنت جزءاً منها حاضراً ومشاركاً في الحوار، وهو تقرير ميداني، والتقرير الميداني وهذا درس عصر مجاني في فنون الصحافة للسيد سمير لا يُكتب من داخل المكاتب بل يحمل الصحافي أوراقه وقلمه وكاميرته ويذهب إلى مكان الحدث ويجمع مادته من هناك قبل أن يقفل عائداً إلى مكتبه ليعد تقريره. { ويحتشد التقرير الذي لخصناه في (مسارات) بإفادات الكثير من النسوة ممن يعملن في بيع الشاي على الطرقات والأرصفة والشوارع وتحت ظلال الأشجار وفي مختلف مواقع ومدن العاصمة. { وأعتقد أن السيد سمير ما أن قرأ المقال، سحب الورقة والقلم وبدأ يكتب ما عنّ له، دون أن يجهد نفسه، أو يحاول استيعاب ما قرأه وهضمه والتفكير في ما ورد فيه ومن ثم التخطيط للرد على ما يمكن أن يرد عليه، حتى يتسنّى له الرد على ما كُتب بموضوعية وعقلانية ومنطق، غير أن السيد سمير لجأ إلى الكتابة باستسهال، وهو ضرب من الكتابة، يلجأ إليه الكثيرون ممن يظنون أنهم «كُتّاب»، والسيد سمير واحد منهم، وهؤلاء لا يعلمون أن الكتابة معرفة وفن وخبرات ومسؤولية، وفوق ذلك رسالة سامية ونبيلة. { وعلى الرغم من حشو الرسالة بالكثير من التجريح الشخصي للصحفي الذي أعد التقرير وهو صحفي محترف عمل في العديد من المؤسسات الصحفية المحترمة التي عُرفت بالمهنية والصدقية، إضافةً إلى إساءات وتجريح شخصي طال كاتب (مسارات) ولا أرى مبرراً للرد عليه لأنه أتى من شخص لا يعرف عما يكتب ولماذا يكتب ويجهل قواعد الكتابة ومقاصدها، لكن ربما تدفعه رغبة جامحة في اللحاق بركب الكاتبين، سيما وأن رسالته التي استهلك فيها (6) صفحات من حجم ال(A4)، تحتشد - في مفارقة غريبة - بكلمات الإشادة والمدح المجاني بوالي الخرطوم هنا، ومعتمد شيكان هناك.. ونقول مدحاً مجانياً لأنه مدح لا يوجد له موقع في سياق التقرير الذي كتب السيد سمير رداً عليه. { وقد حاولت بأقصى درجات الموضوعية التعقيب على رد السيد سمير محمود محمد، وضعاً للنقاط على الحروف، وتوضيحاً للبس الذي وقع فيه وأراد يوقع فيه قراء (مسارات)، آملاً ألاّ يضطرنا أمثال السيد سمير للخوض في مثل هذه الردود التي لا تفيد القراء في شيء.