البرلمان : سلمي معروف - يوسف حمد سعاد الفاتح.. شيخة البرلمان !! لم يكن اكثر الناس خصوبة في الخيال، يتوقع ان تدق امرأة ما صدرها لتكشف عن تاريخ ميلادها الحقيقي، خشية أن تبدو كبيرة في مجتمع يمقت الشمطاوات، إلا أن البرلمان السوداني المنتخب شهد في أولى جلساته أمس الاثنين إقرار السيدة د. سعاد الفاتح البدوي بأنها هي الأكبر سناً بين (450) عضواً بالبرلمان بذكورهم وإناثهم، رغم وجود النائب عن كتلة المؤتمر الوطني عبد الحكم طيفور الذي جاء لحضور الجلسة يدب دبيب من هو فوق السبعين عاماً متوكئاً بيد على عصاة وأخرى على كتف شاب ليعينه على صعود بلا انزلاق في المدرجات وصولاً إلى داخل قبة البرلمان، فتأهلت سعاد الفاتح بحكمة الشيخات لتتطابق مع منطوق المادة 93/1 من الدستور الانتقالي لسنة 2005 وتكون رئيسة للجلسة الافتتاحية الاجرائية، ويؤدي القسم بين يديها (420) نائباً أشهدوها بعد الله سبحانه وتعالى على العمل من أجل مصلحة الشعب السوداني بمن فيهم رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر نفسه ونائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، وأشرفت بعد ذلك سعاد على تولية الطاهر لرئاسة البرلمان، ثم غادرت المنصة لتترك خلفها موقفاً تاريخياً محفوظاً، وكلمات مرتجلة حمّلتها الدعوة للوقوف ضد انفصال السودان وصون ثرواته لصالح شعبه حتى يكون نديداً مهاباً بين الشعوب. { الطاهر خطيباً !! قام مولانا أحمد ابراهيم الطاهر ليخطب فى الحضور مركزاً على ثلاثة محاور تتعلق بانحياز البرلمان لوحدة السودان، وحل أزمة دارفور، حتى أنه قال إن البرلمان ليس مطالباً بالحيادية فى شأن الوحدة. ثم بدا متشدداً فى ممارسة البرلمان لدوره الرقابى والتشريعي كما ينبغي، وزاد الطاهر فى كلمته بتعهده بتطبيق القانون ولوائح المجلس الوطنى على جميع الاعضاء دون الارتكان لحزبية أو تربص بشخص بسبب انتمائه السياسي أو الفكري. { الشعبي يعلن عن نفسه بالبرلمان !! إن كان ثمة مايدهش سياسياً في اعمال جلسة البرلمان الاولى التي جرت أمس هو إصرار حزب المؤتمر الشعبي بأربعة نواب فقط على إسماع صوته المعارض من داخل البرلمان، فطفق منذ مطلع الجلسات في منافسة غريمه التقليدي حزب المؤتمر الوطني في منصب رئيس البرلمان، حيث دفعت نائبته عن الدوائر النسوية «هويدا عبد المحمود» بترشيح زميلها في الحزب الدكتور اسماعيل حسين فضل كيما ينافس مرشح المؤتمر الوطني مولانا احمد ابراهيم الطاهر المسنود بتثنية النائب البرلماني عن الحزب الاتحادي الديمقراطي د. أحمد بلال عثمان، وربما كان الجميع في انتظار اعلان فوز الطاهر بالتزكية بمن فيهم الطاهر نفسه الذي ظهر واثقاً من الفوز من خلال كلمته المعدة المكتوبة مسبقاً بخط اليد وتلاها على حضور الجلسة، إلا أن الشعبيين اصروا على تنشيط اعضاء سكرتارية المجلس الوطني وشغلهم بتحضير بطاقات الاقتراع - المختومة من قبل المجلس - للمنصب المتنافس عليه وصندوق لرمي البطاقات عليه، التي اظهرت بعد أن احتبست الانفاس في انتظار ما تسفر عنه النتائج تأخر مرشح المؤتمر الشعبي ب (375) صوتاً عن منافسه مرشح الوطني الذي حصد (383) صوتاً من أصل (420) عضواً شاركوا في التصويت أتلفوا (11) بطاقة لم يكشف عن كيفية تلفها على أيدي النواب الجدد. ولم يكتف المؤتمر الشعبي بهذا القدر من حالة المنافسة الشرسة تحت قبة البرلمان بل أعلن نائبه دكتور اسماعيل مواصلة حزبه للمعارضة من داخل البرلمان، وقال الرجل في تصريح انه «بالانتخابات البرلمانية في البلاد وعقب نظام شمولي وكابت الشيء الطبيعي ان يحدث انفتاح وانفراج في الحريات للافراد والقوى السياسية المختلفة ولا يكون الكبت والاعتقالات، يفترض ان يكون هنالك سيادة لحكم القانون والعدالة، ولذلك نحن نسعى مع القوى السياسية ان يحدث هذا الانفراج وسنعمل له من داخل البرلمان». الأمر برمته دفع المراقبين لاستدعاء تصريحات سابقة لرئيس المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي قال فيها «إن بعض اعضاء المؤتمر الوطني قلوبهم معنا وكثيراً ما يتصلون بي سراً» فهل يمتلك الترابي (22) نائباً مندسيين بين أعضاء البرلمان؟ { أول نقطة نظام !! منذ البرلمان السابق اتسمت الحركة الشعبية بكثرة مقاطعة اعضائها لرئيس المجلس مولانا احمد ابراهيم الطاهر ومطالبتهم بنقاط نظام لابداء رأي في قضية بعينها، ويبدو أن الحركة تعيد ذات الزمن من جديد، بعد ان تعالى صوت عضو كتلة الحركة عن دائرة الدلنج الجنوبية عمار امون دلدوم وهو يقول (نظام.. نظام) وما أن أُعطي الفرصة ليدفع بنقطة نظامه التي اعتبرت الاولى في الجلسة الاجرائية للبرلمان امس إلا وحمّل كلماته عبارات لم تخلُ من الاحتجاج، وقال انه و بنص المادة 94/1 من الدستور الانتقالي فإن الجلسة الاولى يتم فيها تحديد رئيس المجلس ونائبه. وما يشير الى لهجة الرجل الاحتجاجية تساؤلاته التي دفع بها عن أسباب تأخر تسمية نائب رئيس المجلس الذي شغله في البرلمان السابق عضو الحركة الشعبية اتيم قرنق، الا ان مولانا احمد ابراهيم الطاهر سارع بالرد عليه مهدئاً ومفسراً أسباب التاخير وانه تم الاتفاق مع قيادات الحركة والقوى السياسية لإخضاع الامر لمزيد من المشاورات حتى موعد الجلسة القادمة ليتم الاختيار بالتوافق ولتفادي حدوث خلل في اختيار الشخص المناسب لشغل الموقع، إضافة الى انتظار التعديل المرتقب للوائح المجلس الوطني. { صلاح قوش.. مشغول ب «الاهرام اليوم» يكاد يكون الكل قد لاحظ امس انشغال واهتمام مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الامنية والعضو الجديد فى البرلمان عن دوائر المؤتمر الوطني المهندس صلاح عبد الله قوش بتصفح صحيفة «الاهرام اليوم» أثناء جلسة البرلمان الاجرائية الاولى، وتبادل من هم موجودون على الشرفة من الصحفيين التساؤلات وقال أحدهم ما الذي يجعل قوش يهتم كل هذا الاهتمام بصحيفة «الاهرام اليوم».. { اثنان في مصحف واحد !! أثناء جلسة البرلمان الاجرائية لاختيار رئيس المجلس الوطني أمس الاثنين اشترك نائبان في أداء القسم من مصحف واحد، فهل نسيت ادارة القاعة ان تحضر له مصحفاً ام ان هنالك نقصاً في المصاحف، وإن كان ثمة تعليق منا فلن نقول للبرلمانيين الجدد، سوى لا تجعلوا الله أهون الشاهدين، إن حلفتم على مصحف أو دونه.