بدعوة من الدكتور عبد الرحمن الخضر، والي ولاية الخرطوم المنتخب، شهدنا ظهر أمس الأول بقاعة مكتب السيد الوالي عملية أداء القسم للجنة اختيار الخدمة المدنية بولاية الخرطوم، اللجنة المناط بها الاضطلاع بدور استيعاب خمسة آلاف وخمسمائة خريج من بين أكثر من أربعين ألف متقدم لهذه الوظائف المطروحة بولاية الخرطوم، ولا بأس من إيراد صيغة القسم قبل الذهاب في عمليات ومدلولات هذا الحدث، (أقسم بالله العظيم أن أؤدي واجباتي المحددة في قانون الخدمة المدنية بالولاية لسنة 2007م بكل تجرد وأمانة وحيدة، وأن لا أميّز بين أي مواطن سوداني مؤهل وآخر بسبب الدين أو العرق أو الجهة أو الجنس أو الانتماء السياسي)..الخ. وحقيقة نحن ننظر إلى هذا الموضوع، - والحديث لمؤسسة الملاذات الجناح الفكري-، على أنه مشروع لاستيعاب كل الشعب السوداني في العملية (الإنقاذية)، وذلك قبل أن يكون مشروع استيعاب لخمسة آلاف خريج، على أن الإنقاذ بهذه الثقافة تتحلل من كل (القمصان الضيقة) لتدخل في (جلباب) الشعب السوداني الماهل، فلطالما اتُّهمت الإنقاذ في المراحل السابقة بأنها حكومة (الحزب والجماعة) ولا تستوعب من الخريجين إلا كوادرها ونشطائها، (فالإنقاذ 2) إن جاز لنا استخدام هذا المصطلح، فهي حكومة الشعب السوداني، وإلا ما ابتدر السيد الوالي المنتخب عهده باخضاع لجنة اختيار الخدمة لأداء القسم، وأي قسم، بأن لا لون ولا عرق ولا دين ولا جهة ولا حتى جامعة دون غيرها، تعلو فوق الانتماء للكفاءة والجدارة والمؤهلات المطلوبة لأداء الوظيفة، وربما يلاحظ السادة القراء أن السيد الوالي يُخضع لجنة الاختيار هذه لأداء قسم الحيدة والتجرُّد، وذلك قبل تشكيل حكومته واخضاعها لأداء القسم، ومطلوب من الإعلام الوطني ترسيخ هذه المفاهيم حتى يطمئن الشعب السوداني، نسخة أخرى من الإنقاذ الآن تجري التحضيرات لانطلاقها، وبتقديرنا هذا استحقاق باهظ الأثمان، فلئن كانت (الإنقاذ الأولى) تعبِّر عن (مجموعة صُنّاعها)، والمساهمون الأوائل في تشكيل شركتها، وهي مضطرة بصورة أو بأخرى يومئذ للتعبير عن أشواق مجلس إدارتها، فعلى الأقل، أن (الإنقاذ الثانية) التي أتت عبر الشرعية الجماهيرية، هي بالضرورة شركة جمعيتها العمومية تتشكل من كل أفراد الشعب، لهذا تقتضي الأمانة أن تعبِّر عن أشواق جماهيرها التي أعادتها إلى منصة الأحداث، هذا هو الاستحقاق الأول، أما الاستحقاق الثاني فيتمثل في الوعود الانتخابية، فمن ضمن الوعود التي أطلقها حزب المؤتمر الوطني هي أن يسعى لإحداث اختراق في عمليات توظيف الخريجين، صحيح أن هذا العدد يعتبر زهيداً جداً، إذا عرفنا أن كل عشرة خريجين سيتنافسون على وظيفة واحدة، إلا أنه يبقى أمام الحكومة مسارات أخرى عبر القطاعات الخاصة، أن تساعد الحكومة هذا القطاع حتى يصبح قادراً على استيعاب الكثيرين، سيما ونحن في دولة أضحى بها أكثر من سبعين جامعة وكلية تخرّج في العام الواحد أكثر من ثلاثين ألف خريج. إذن.. فإن أعظم مضمون لهذا القسم أنه يؤسس لثقافة (حكومة الأربعين مليون سوداني). حكومة الشعب السوداني، «وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم».