تشرفنا صباح الامس بجلسة طويلة مع الاخ محمد يوسف عبدالله وزير الثقافة والشباب والرياضة امتدت منذ العاشرة وحتي الحادية عشرة والنصف.. وادرنا معه دفة حوار شيق وممتع ناقشنا خلاله العديد من المواضيع المهمة والقضايا الساخنة في الساحتين الثقافية والرياضية.. ولعل أول ما لفت انتباهي تلك الاريحية التي قابلنا بها الوزير الي جانب الثقة المطلقة.. والابواب المفتوحة التي توحي الي المار عبرها بانه ذاهب في نزهة.. حتى بعدما وصلنا الي السكرتارية لم نمكث الاّ دقائق معدودة دلفنا بعدها الى صالة كبيرة.. وما هي الاّ خمس دقائق حتى جاءنا الوزير الذي سارع بكسر كل الحواجز وتعامل معنا وكأنه يعرفنا منذ سنوات.. وتحدثنا مع الوزير في شتى الامور بداية من الاتحاد السوداني للناشئين الذي صدر قرار وزاري بتكوينه قبل ايام وكان لنا في الاهرام اليوم قصب السبق بالاعلان عنه.. وقبل كل الصحف الرياضية والسياسية.. وابان لنا رؤيتهم والصورة التي رسموها عن هذا الاتحاد الذي يشمل الاهتمام بكل مناشط الناشئين الفردية والجماعية وفي كل الالعاب. ثم دلفنا بالحديث عن بطولة الامم الافريقية للاعبين المحليين التي سينظمها السودان مطلع العام القادم في اراضيه.. واسهب في تناول الترتيبات والتطلعات متنمياً ان يتوج صقور الجديان تلك الخطوة بالفوز بلقب البطولة حتى تكتمل الصورة وتزداد روعة.. ثم انتقلنا بالحديث للملف الاخطر علي الاطلاق والمتعلق باستثناء الدكتور كمال شداد والسماح له بالترشح لولاية ثالثة في رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم.. وقدم الوزير شرحاً للمادة التي حددت ولايتين فقط للقياديين.. وابان ان اتاحة الفرصة للكفاءات والتغيير من اهم الاسباب التي استند عليها المشرع في هذا الاتجاه.. واعلن استلامهم في الوزارة لمذكرة من 17 اتحاداً تطالب باستثناء الدكتور شداد.. واكد انهم سيقومون بدراستها للفصل فيها. واستعرض الوزير الانجازات التي تحققت في عهده للرياضة السودانية مشيراً الي الميداليات العديدة التي حاز عليها الابطال في شتي المناشط بداية من العاب القوى والفروسية والتنس والشطرنج وغيرها مؤكداً ان تلك الانجازات ما هي الاّ بيان بالعمل علي التخطيط الذي كان غائباً وبعودته عاد السودان لسطح الاحدث. واشاد الوزير بانجازات الاندية السودانية في بطولات الكاف مشيراً الي ازدياد عدد المشاركين في هذا العام ومتمنياً ان يتواصل الظهور في قادم السنوات حتي يحافظ السودان علي تواجده باربعة فرق في قادم البطولات.. ومذكراً بالسنوات التي كان السودان فيها يشارك بفريقين فقط.. وأبدى الوزير بعض الملاحظات علي الطريقة التي تتم بها عمليات التعاقد من جانب المريخ والهلال مع اللاعبين الاجانب.. واشار الي الخلل الكبير الذي يساهم وبشكل مباشر في تراجع مستوى المحترفين.. واعلن بانهم كمسئولين سيتدخلون في الوقت المناسب لتوضيح الخلل لإدارتي القمة طمعاً في التقدم وتحقيق النجاح بالصورة المطلوبة في قادم السنوات. العديد من المواضيع المهمة على شاكلة المدينة الرياضية والعاب القوى وضرورة الاهتمام بالناشئين فيها علي الاقل حتي نضمن ظهور اكثر من بطل في قادم السنوات ليحافظوا لنا علي الانجازات التي حققها ابوبكر كاكي واسماعيل احمد اسماعيل خلال الاعوام الاخيرة.. ورفعوا اسم السودان وجعلوه يتردد علي كل لسان. وتناولنا مع الوزير القصور في جانب الاثار السودانية وغياب الاهتمام بها علي الرغم من ان السودان يمتلك مقومات ممتازة بالامكان ان تجعل منه بلداً سياحياً من الدرجة الأولى.. واشار الوزير الي ان سوء الفهم من جانب البعض لأهمية الثقافة والفنون هو الذي يساهم في تراجع الاهتمام بهذه الجوانب. واكد ان الوحدة المنتظرة لأبناء السودان يمكن لها ان تتحقق عن طريق الثقافة والرياضة علي الاقل نسبة للشعبية الكبيرة التي تميزها عن باقي الانشطة الاخرى متمنياً ان يستوعب البعض بان السودان يمكن ان يتوحد وبأسرع ما يتصورون عن طريق التظاهرات الرياضية والثقافية لتتم الاستفادة من هذا التنوع الكبير.. ملخص القول أننا عرفنا ما كان خافياً علينا على الاقل بعد الاريحية التي استقبلنا بها الوزير والترحيب الكبير الذي ختمه بوعد قاطع بتسجيل زيارة خاصة لمباني جريدة «الاهرام اليوم» لتقديم التهنئة بالمستوى المتميز الذي ظهرت به الصحيفة وقادها للانفراد بصدارة قوائم التوزيع.. وودعناه ولسان حالنا يعجز عن الشكر متمنين له ومتمنياً لنا التوفيق.