نفسح المجال في «مسارات» اليوم للأستاذ بابكر سعد للإدلاء بدلوه في قضية التأمين الصحي بالغة الحساسية، ولأهميتها وارتباطها بحياة الناس.. الأستاذ/ محمد الأسباط المحترم تحية طيبة مباركة، وبعد التأمين الصحي أسلوب رائع وخدمة جليلة تقدمها الدولة للمواطنين تسهيلاً لهم لتلقي العلاج في المستشفيات في حالة المرض لا سمح الله، في زمان أصبح فيه العلاج من المرض يكلف أموالاً طائلة لا يقدر عليها المواطن العادي، ولذلك نجد أن الدولة ابتدعت التأمين الصحي عبر بطاقات يبرزها المواطن في مراكز صحية محددة، وبموجبها يتلقى العلاج الكامل والدواء بربع القيمة، ولكن تصنيف تلك البطاقات لم يكن موفقاً، حيث صنفت إلى فئتين من المواطنين، فئة تدفع (20) جنيها في الشهر كرسوم للبطاقة وفئة أخرى بالمجان، بمعنى إذا كان عدد المتقدمين (100) مواطن (75%) تدخل في فئة (20)ج و(25%) في فئة المجان، ومعلوم أن غالبية المواطنين الذين يتقدمون للتأمين الصحي من الضعفاء والفقراء الذين لا يقوون على دفع نصف هذا المبلغ، ناهيك عن المبلغ الكلي، ولذا كان ينبغي أن يكون 75% بالمجان وال 25% برسوم، وهذا لن يكلف الدولة كثيراً أو يرهق خزينتها، وهناك ظاهرة مشاهدة وهي أن الفتاة التي تكون تحت كفالة والدها وبمجرد أن تتزوج تُسحب منها بطاقة التأمين الصحي، ومعلوم ان الفتاة تكون أكثر حاجة لها بعد زواجها لما تتعرض له من حمل وما يتبعه من آلام، وتكون أكثر حاجة للطبيب والمتابعة لنمو الطفل في رحم أمه، وتحتاج للأدوية المساعدة وهي غالية الثمن ولا يقوى عليها الزوج محدود الدخل، خاصة إذا كان الزواج عن طريق الزواج الجماعي الذي سهلته الدولة على الشباب تخفيفاً لهم من أعباء التكاليف التي تفرض عليهم، ولذا أقترح أن تُترك البطاقة للفتاة حتى بعد الزواج وتتعامل بها إلى حين انتهاء مدتها المحددة لها، وبعد ذلك تُحوّل كفالتها من والدها إلى زوجها. إن أصعب مرحلة يمر بها الزوجان هي ما بعد الزواج، خاصة فترة الحمل التي تحتاج فيها الزوجة للرعاية والعناية من قبل الأطباء، ومعلوم أن الحامل تحتاج لكشف دوري كل ثلاثة أشهر، وكل مرحلة لها نوع من الأدوية تعويضاً للمرأة لما تفقده من فيتامينات وعناصر أخرى أثناء نمو الجنين في بطنها، وتعتمد الزوجة في تعويض تلك العناصر على التغذية الجيدة والأدوية التي تكون في الغالب غالية الثمن لا يستطيع الزوج توفيرها. إن من المؤسف حقاً أن النساء الحوامل تضم عملية وضوعهن بعمليات قيصرية واختفت عملية الوضوع الطبيعية التي كانت تحدث في مجتمعاتنا، والسبب هو عدم العناية والرعاية للأم الحامل متى تضع جنينها، وأصبح الطفل نتيجة للإهمال يخرج للحياة هزيلاً ضعيفاً عرضة للإصابة بالأمراض، فينبغي الاهتمام بالحوامل حتى يضعن حملهن وتوفير العلاج لهن حتى نحصل على جيل سليم معافى خالٍ من الأمراض بإذن الله.. والله من وراء القصد بابكر سعد حسن