ذكرت تقارير صحفية أن ممثلي اريتريا وجنوب أفريقيا طالبا خلال اجتماع دول جوار السودان الذي انعقد علي هامش القمة الفرنسية – الأفريقية بمدينة نيس الفرنسية بتأجيل الاستفتاء علي حق تقرير مصير جنوب السودان، بينما عارض المقترح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، مقترحاً مرحلة انتقالية من عشر سنوات في حال قرر الجنوب الانفصال. وأفادت مصادر دبلوماسية متطابقة أن الاجتماع الذي حضره إلى جانب نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه، وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير باعتبار فرنسا البلد المضيف، ومسؤول قوات حفظ السلام بالأممالمتحدة الفرنسي ألان لوروا، ممثلا للأمين العام بان كي مون، الذي بقي في كمبالا، ووزير خارجية الجزائر مراد مدلسي والوسيط الأفريقي جان بينغ، خصص بالكامل لموضوع جنوب السودان وتحديدا استفتاء تحديد المصير، وذلك على خلفية المخاوف التي تنتاب الدوائر الدبلوماسية من أن يفضي انفصال الجنوب إلى حرب أهلية داخل الجنوب أو إلى حرب ما بين الجنوب والشمال، مما يستتبع تدخل دول الجوار وربما تدخلات أخرى واتساع نطاق الفوضي وهز الاستقرار في منطقة تعاني مشكلات سياسية وحدودية كثيرة، واتهامات متبادلة بالتدخل وزرع البلبلة. وكشفت المصادر أن أصواتا داخل الاجتماع اقترحت تأجيل الاستفتاء، وهو ما دعا إليه ممثل إريتريا ووافقه عليه ممثل جنوب أفريقيا، لكن ممثل الأممالمتحدة، الذي قرأ رسالة من بان كي مون، اعتبر أنه (سيكون من الصعب إقناع الجنوبيين بالتأجيل) في الوقت الحاضر. وأبلغ لوروا الحاضرين بأن المناقشات بين الشمال والجنوب تدور الآن على ثلاث نقاط هي: ترسيم الحدود وتحديد المواطنة وتقاسم إيرادات النفط، غير أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تدخل بدوره ليقول إنه (سيكون من الصعب اليوم إقناع الجنوبيين بالتأجيل)، لكن هذا لا يعني أن الأمر سيكون صعبا في حال تبين في الأشهر القادمة أن الطرفين قادران على القبول بصيغة تحافظ على وحدة البلاد. ونبه أبو الغيط إلى أن انقسام السودان لن يكون بالنعومة نفسها التي تم فيها تقسيم تشيكوسلوفاكيا إلى تشيكيا وسلوفاكيا، ودعا في حال أقر التقسيم إلى توقع فترة انتقالية تمتد لسنوات يحتاج خلالها لدور قوي للأمم المتحدة، وحذر من حروب قد تحصل من أنواع كثيرة في منطقة عرفت حربا دامت سنوات طويلة، واقترح الوزير المصري مرحلة انتقالية من عشر سنوات. ولم يعبر ممثل الاتحاد الأفريقي عن موقف محدد مما يفرضه عليه عمله كوسيط، وقالت المصادر الفرنسية إن المهم هو التوصل إلي تأطير الاستفتاء واحتواء نتائجه السلبية في حال حصل، إذ إن الغرض هو إطفاء نزاع وليس إشعال نزاع سابق.