{ المجنون سيد الاسم «كوم» أما المجنونة ست الاسم الأصلي والمقصود بها كرة القدم فهي «كوم» آخر لا شبيه له، إذ أنها كما نعلم جميعاً ذات شعبية طاغية لا يستطيع رئيس دولة عظمى أو صغرى أن ينافسها في تلك الشعبية. هذه الساحرة المستديرة جذبت إليها المعجبين منذ ما قبل الميلاد في الحضارتين اليونانية والرومانية بالإضافة إلى الحضارة المصرية وكانت الكرة آنذاك تصنع من جلد الماعز وتحشى بالقش، أما كرة «جابولاني» لبطولة كأس العالم للعام 2010م في جنوب افريقيا، فهي تتميز بتقنية حديثة جداً، إذ صممت بحيث تمتص الطاقة الحرارية الناشئة عن ركل الكرة وذلك لمنح التسديدات دقة أكبر. ليت المفاوضين في الجولة القادمة لسلام دارفور بالدوحة - ليتهم يستصحبون معهم ما يتمص الاختلاف من خلال طاقة حوار تحمل معها تسديدات ذات دقة لملفات التفاوض. كنت أصف نفسي بالجاهل الجهول في مجال كرة القدم بل اتخذت موقفاً عدائياً تجاهها في إحدى مراحل عمري وكل ما ذكرت أمامي تحسست قلمي!! ولكن يبدو أنني من خلال بشريات كأس العالم هذا العام 2010م سوف أعود إلى حظيرة الملاعب بعد أن كنت تائهاً من القطيع وبعد أن استعدت ذاكرتي كروياً واكتشفت بعد أن شفيت من تخلفي، طبعاً ليس العقلي بل الكروي- اكتشفت أن كرة القدم صناعة مدهشة بحق وحقيقة وانتابني إحساس بأن أي استاد لكرة القدم تذوب الطبقية فيه، فتصرفات المشجعين الفقراء مثل المشجعين الأثرياء. إنهم يصفقون بأكفهم ويطلقون «الصفافير» من شفاههم ويشتمون بألسنتهم ويتعاركون بأيديهم. وحينما تنهد مقصورة استاد لا تفرق بين هذا وذاك والمصائب يجمعن المصابينا. كما أزعم أن الإستاد ما هو إلا «هايد بارك» تشعر فيه بالديمقراطية الحقة.. ويمكن لأي فخامة رئيس دولة أن يشهر عن عضلاته في التشجيع مثلما فعلها من قبل كلينتون وهيلموت كول. { المهم يكفي أنني الآن أصبحت أفرّق ما بين «الفيفا» و«النيفا» والأخيرة في قاموسي هي مختصر «الاتحاد الدولي لرؤوس البهائم الذبيحة» ضأن أو عجالي. من عشقي الجنوني للعبة الذي جاء متأخراً ومن إفرازاتها إدماني على سماع المعلقين الرياضيين، وبما أن قطار اللعب قد فاتني لظروف السن و«حاجات تانية» فلدي طموح أن ألحق ب «ركشة» التعليق وخاصة أن أحد المعلقين حفر اسمه في يافوخي منذ زمن بعيد ألا وهو الراحل محمد لطيف.. إنه «معلق» قل أن يجود الزمان بمثله لأنه لا يصف المباراة بل يصورها بكاميرا كلماته. قبل أن يبدأ عرس كأس العالم وقبل أن استخرج الكرت الأحمر لنفسي الأمارة بكرة القدم هذه الأيام، طالعت من قبل خبراً عن فريق كرة روماني يعاني من أزمة مالية خانقة، فاضطر لبيع لاعب مرموق في الفريق إلى ناد آخر مقابل ثلاثة أطنان من اللحوم وبالطبع قرروا بيع هذه اللحوم ليصرفوا للاعبين مكافآتهم. والفكرة مهداة إلى أنديتنا البارزة، وصدق الذي سمى كرة القدم ب«المجنونة»!! مسطول بنى بيته بشكل دائري عشان مرتو ما تقول ليهو :«حابسني بين أربعة حيطان»!!