العادة التي تورث البلادة هي التي جعلت الأمة المسلمة عاجزة عن أن تنظر إلى تاريخها كعجزها من أن تنظر إلى مستقبلها وهذا العجز أورثها أيضاً اضطراب المقام في واقعها، الأمة الإسلامية عجزت عن فهم النص القرآني المخبر عن البناء النفسي السيء لليهود هو الذي جعلهم يستحقون لعنة الله ومقته وغضبه يقول تعالى: «لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» «المائدة: 78» القرآن يخبرنا عن جبنهم وخذلانهم لأنبيائهم «وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم» البقرة 54» ويحدثنا عن سوء أدبهم مع ربهم قالوا: «وقالت اليهود يدُ الله مغلولة». هؤلاء اليهود بكل هذا الخبث والسوء والدناءة أرادوا أن ينشروا الفساد والاضطراب في دولة الرسول صلى الله عليه وسلم التي آوتهم وحفظت لهم دينهم وأموالهم وتجارتهم غير أنهم وكعادتهم دائماً يبدأوا في ممارسة صنعتهم المحبوبة الكيد والخبث والفساد فحكم عليهم نبي الرحمة حماية للبلاد والعباد بالقتل والنفي جزاءً وفاقاً. هؤلاء اليهود ظلوا عبر تاريخهم حالة شاذة ونقطة سوداء في تاريخ الإنسانية وظلّ الوحي الكريم يضرب بهم الأمثال التوضيحية فهم شعب سيء الطبع فاسد الأخلاق مجبول على الدناءة والخسة. الأمة الإسلامية تعاملت بسياسة الأمر الواقع مع العدو الصهيوني الغاصب ولم تسأل نفسها ولا سألت أولياء يهود عن متى نشأت هذه الدولة المزعومة في هذا العصر؟ ومن مكّن لها وفرضها على الخريطة العالمية؟ ومن أين أتى هؤلاء جميعاً؟، هذه الأسئلة تجاوزها الناس وأصبحوا لا يذكرونها أصلاً، الحوار الآن مع إسرائيل حول حدود 67 وحول اللاجئين الخ. وهي تعلم أنها دولة مصنوعة، دولة طارئة حالة استثنائية ولذلك لا تفرّط في أي شبر تحتله ولا تتخلى عن أي مكسب تحققه، وهكذا هذه الدولة بنت نفسها بالحديد والنار وستظل تحافظ على شرعية الحديد والنار لأنها هي شرعيتها الحديد الذي زودتها به بريطانيا والنار التي صنعتها لها أمريكا والتشجيع الذي نالته من الدول الأوروبية في أن تفعل ما تريد. فهم كما في زعمهم وأساطيرهم هم أبناء الله وأحباؤه ومن العجب أن هذه الدول تتحدث عن الحرية، الديمقراطية، وحقوق الإنسان ويأبى الله إلا أن يفضح أعداءه حتى لا يترك عذراً لمعتذر، حرية مع إسرائيل! ديمقراطية مع يهود؟ ديمقراطية مع مجلس الأمن؟ حقوق إنسان مع أمريكا؟ مشكلة العالم الإسلامي إنه لا يحتاج الحضارة الغربية من خلال إسرائيل فإن أهم مظاهر الفساد والنفاق في هذه الحضارة تتضح في هذه العلاقة المشبوهة والدعم غير المحدود لدولة إسرائيل الخارجة والمارقة، العالم الإسلامي لا يقرأ سورة الإسراء ليعلم أن هذه الدولة إلى زوال ويستقرى المستقبل من خلال النص المقدّس، العالم الإسلامي لا يستمع للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يُخبر عن مقتلة عظيمة يشارك فيها الحجر والمدر مع المؤمنين ذلك أن فساد إسرائيل فساد شامل يضر بالإنسان والبيئة والطبيعة الأحياء والأشياء حتى يقول الحجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله. إسرائيل احتلت الأراضي وهذا مباح في عرف الحضارة الغربية وقائدتها أمريكا ! إسرائيل تقتل الأطفال والشيوخ والنساء بدم بارد وهذا مباح عند أمريكا وفي عرف الحضارة الغربية، إسرائيل تقصف المساكن والمشافي والمدارس وهذا جائز وممكن في عرف أمريكا والحضارة الغربية، إسرائيل تملك السلاح النووي وهذا حقها في عرف أمريكا والحضارة الغربية! إسرائيل فوق القانون وفوق الأممالمتحدة وفوق مجلس الأمن وهذا أمر لا غبار عليه عند أمريكا والحضارة الغربية! إسرائيل تحاصر غزة تحاصر فلسطين كلها! إسرائيل تقصف البواخر المدنية وتقتل العشرات دفاعاً عن النفس وخوفاً من سكاكين المدنيين وهذا ممكن في العرف الدولي ! إسرائيل تزوِّر الجوازات لكل الدول الأوروبية وتمارس القتل خارج الحدود وكل هذا مغفور ومقبول عند أمريكا والدول الأوروبية! الارهاب جريمة عالمية ولكنها خلاف ذلك متى ما تلبست بها إسرائيل. الارهاب مشروع مادام فعل إسرائيلي، أما الغضب الإسلامي والعربي والتركي والإيراني والأوروبي والإنساني فهو فعل مبغوض عند أمريكا وعند الحضارة الغربية. أمريكا لها الحق في أن تحصِّن مطاراتها وتغضب إذا دُمِّرت أبراجها لأن الأبراج والمطارات مراكز مدنية! أمريكا لها الحق في تدمير العراق لأي سبب واحتلاله وتدمير أفغانستان وإيقاد نار الفتنة في الصومال والحفاظ عليها مشتعلة وحصار السودان وسوريا وإيران، ولها الحق أن تفعل كل ذلك من أجل الأسطورة اليهودية وهذا ليس بارهاب! على أمريكا أن تشرع الآن في بناء أبراج جديدة وأن تشرع أيضاً في إخراج جيل يتعلم كيف يدمر تلك الأبراج إن السلاح ثمرة معارف وعلوم وهي أمور مقدور عليها أما العقيدة فهي عطاء من عند الله. المعادلة تقول إسرائيل+ أمريكا+ الحضارة الغربية بين خيارين أن تؤمن بالله أو تنتظر الرد بالمثل بسلاح يصنع الآن والزمان قادر على توفير تقانته للمسلمين عندها يأخذ الارهاب تعريفاً آخر. { الكاتب: جامعة أم ردمان الإسلامية مدير المركز العالمي للدراسات الدعوية والتدريب