اعترضت البحرية الإسرائيلية أمس الأول (السبت) السفينة (راشيل كوري) التي تحمل مساعدات وتستهدف فك الحصار عن قطاع غزة واقتادتها إلى ميناء (أسدود)، وذكرت وزارة الداخلية الإسرائيلية أن التسعة عشر شخصاً الذين كانوا على متن سفينة المساعدات الإنسانية الأيرلندية وقعوا على وثائق لترحيلهم، ومن المتوقع أن يغادروا إسرائيل في وقت لاحق من يوم أمس (الأحد)، وقالت الحكومة الإسرائيلية إن ركاب (راشيل كوري) هم من دعاة السلام على خلاف ركاب (أسطول الحرية) الذين اعتبرتهم من (أنصار التطرف) على حد زعمها. وأعلنت المتحدثة باسم هيئة الهجرة الإسرائيلية أن ترحيل الأيرلنديين ومن بينهم الحائزة على جائزة نوبل للسلام في العام 1976 (ميريد ماغواير) تأخر بسبب (رفضهم العدول عن اللجوء إلى القضاء الإسرائيلي احتجاجاً على هذا الإجراء). وتحمل السفينة اسم الناشطة الأمريكية (راشيل كوري) التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما دهستها جرافة في السادس من يونيو في العام 2006م، وذلك عندما أقدمت آلة البطش والقتل الإسرائيلية على اغتيال الناشطة الأمريكية ذات ال(23) ربيعاً لتكون شاهداً آخر وليس أخيراً على همجية الاحتلال من ناحية، ولتنكأ جرح الهوان العربي وتفضح التخاذل الدولي تجاه القضية الفلسطينية من ناحية أخرى. و(راشيل كوري) لم تعتد يوماً على أحد، وذنبها الوحيد الذي قتلت بسببه أنها قررت الدفاع عن قضية دولة سُرقت أرضها ويباد شعبها على أيدي واحدة من أعتى دول العالم المدججة بالسلاح والعتاد. وراشيل كوري من مواليد قرية (أوليمبيا) في ولاية واشنطن، كانت على وشك التخرج من جامعة (أفير جرين)، تعيش حياة هادئة وكتبت قصيدة كتعبير عن عدم رضاها وهي في العاشرة من عمرها (عن الأطفال المعذبين)، وفي فترة المراهقة كانت لديها العديد من الكتابات عن الحب والسلام. في بداية عام 2003 انضممت كناشطة ضمن حركة التضامن العالمي المكونة من شبان بريطانيين وأمريكيين وكنديين يذهبون إلى الأراضي المهددة بالهدم كمحاولة للمنع، وبالفعل ذهبت إلى قطاع غزة من أجل النضال السلمي ضد العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وكانت تظن أن جنسيتها الأمريكية ولون بشرتها الحليبي سيحميانها من عنجهية الجيش الإسرائيلي، غير أن جرافة إسرائيلية دهست الناشطة الأمريكيةالشابة (راشيل كوري) وأودت بحياتها. كانت أبرز العلامات في مسيرتها في مواجهة العنجهية الإسرائيلية تلك المواجهة التي تمت قبيل غروب شمس يوم 16 مارس عام 2003 في مخيم رفح للاجئين عندما توجه بلدوزر لهدم منزل مكثت فيه (راشيل كوري) لبعض الأيام وهو منزل (علي ومدحت الشاعر)، الأمر الذي جعل الدماء تفور في عروقها رافضة هذا الوضع فتوجهت مع سبعة من أصدقائها من ناشطي السلام في مواجهة البلدوز، وكانت حينها ترتدي بنطلون جينز وجاكيت برتقالي اللون حاملة مكبر الصوت في محاولة لتأخيرهم عن عملهم ونجحت بالفعل في تعطيلهم لمدة ساعتين تقريباً عن هدم المنزل. وكرمت (راشيل كوري)، بالإضافة إلى السفينة التي تحمل اسمها، بتأسيس جمعية خيرية تم تأسيسها في غزة وتحمل اسمها تخليدًا لذكراها، وإضافة إلى العديد من المؤسسات والمنظمات الإنسانية في العالم التي سميت باسمها فضلاً عن العديد من الأفلام الوثائقية التي تخلد ذكراها بالإضافة إلى مسرحية باسمها تعتمد على خطاباتها ومذكراتها تُعرض بلندن.