كثُر الحديث عن الوحدة والانفصال، وقرب موعد الاستفتاء ومتطلبات الوحدة الجاذبة. «الأهرام اليوم» استطلعت عدداً من الجنوبيين، باعتبارهم المعنيين بأمر الوحدة أو الانفصال، فجاءت إفاداتهم متباينة، تؤكد حالة انعدام الوزن التي يعيشها المواطن الجنوبي، وربما الخوف من المجهول، ولكنه في الآخر سيفكر في تمرير رأي قيادته العليا. في كل بلاد العالم؛ لا بد من وجود أمن واستقرار، من أجل رفاهية الشعوب. والسودان ليس حالة استثنائية، لا سيما أنه مر بأزمات وحروب أهلية، أطولها على الإطلاق حرب جنوب السودان، التي انتهت باتفاقية السلام الشامل «نيفاشا» في عام 2005م، إلا أن قضية الأمن والاستقرار لا زالت تؤرق المواطنين، وتقلق منامهم في الجنوب. ولأهمية هذا الأمر؛ قامت «الأهرام اليوم» بطرح سؤال على مجموعة من الجنوبيين، حول هل هناك أمن واستقرار في جنوب السودان؟ فجاءت الإجابات على هذا السؤال متباينة، فماذا قالوا؟ أتير مكير، من ولاية البحيرات، وتحديداً مدينة «رومبيك»، في سياق رده على السؤال قال: نعم. يوجد أمن، والمواطنون في وسط الجنوب ينعمون بالأمن والاستقرار بدون أي مشاكل قبلية. وأشار إلى أن المواطنين يعيشون في سلام، وأن حكومة الجنوب لا تتدخل في ما بينهم. وفي ذات الاتجاه اختلف معه مواطن آخر من الجنوب، تحفظ عن ذكر اسمه لحساسية الأمر، والذي قال: بالنسبة لنا في الجنوب لا يوجد أمن، وبالطبع لا يوجد استقرار إطلاقاً. وأردف أن المواطن لا يشعر بالأمن والاستقرار حتى داخل بيته، وأن هناك تفلتات أمنية وانشقاقات في صفوف الحركة الشعبية وفي قواتها. وأبان أن هنالك ظلماً من قبل الحركة الشعبية، ويتجسد هذا الظلم في الفصل التعسفي بالنسبة للعاملين، لا سيما الذين ينتمون لحزب المؤتمر الوطني، وهم الذين يؤمنون بالوحدة بين الجنوب والشمال. وأضاف أن هناك أغلبية صامتة هم مع وحدة السودان، والذين يطالبون بالانفصال هم قلة تديرهم قوة خارجية، ولكن غالبية شعب الجنوب لا يحبذون الانفصال، والحركة الشعبية بينهم، ولأنهم وحدويون، وهم كثر؛ فإنهم يحتاجون لعمل كبير من جانب المؤتمر الوطني «بمعنى أنهما شريكان في الحكومة»، وتنسيق لبرامج التنمية في جنوب السودان، حتى تكون الوحدة أكثر جاذبية، فضلاً عن أن هناك حديثاً سائداً في الشارع الجنوبي يقول إن الحركة لا تدعم الوحدة ولا تحب «الحديث» عنها أبداً. وأضاف «هذه سياسات الحكام الجدد»، وأضاف «في الفترة البسيطة هذه، الحركة لا تريد أن تكتم أنفاس الناس». وختم حديثه قائلاً: نتيجة لهذا هناك تمرد وسط الحركة نفسها وانقسامات كبيرة. ومن جهة أخرى قال الموطن تينق ماجط: هنالك بعض القياديين في الوقت الراهن يتناولون الحديث عن الوحدة بالكلمة أو القول لا بالمعنى الجوهري، بمعنى أنها وحدة كلامية فقط دون النظر للتنوع والعادات والتقاليد المتباينة بين الجنوب والشمال، علاوة على احترام الأديان وحقوق الآخر في التعبير عن رأيه. موضحاً أن عندما يتحدث شخص من جنوب السودان لشخص من شمال السودان؛ عليهما أن يتفقا على التفكير بمنتهى الصراحة، والبحث عن طرق جديدة لكيفية جعل أبناء الجنوب والشمال يقبلون بالتعدد بأسس جديدة وسودان جديد بعيداً عن النعرات والعنصرية التي كانت سائدة. مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى وحدة، فضلاً عن توفير الأمن والاستقرار، وأضاف: إذا لم يستطع الطرفان تجاوز هذه النعرات والمرارات؛ فيمكن أن يحدث الانفصال السلمي في هذا الوقت. واعتبره في رأيه الشخصي هو الأقرب إلى عقل الإنسان الجنوبي، من واقع سياسات الحكومة في الشمال. ومن جانبها أوضحت ماريا أن الذين يقولون إن حكومة الجنوب فاشلة؛ حديثهم يمكن أن نسميه مهاترات سياسية، ليست منها فائدة. وأضافت: إذا ظل السودان في ظل الوحدة، فالجنوب لا يمكن أن ينعم بالراحة، فلا بد من وجود انفصال مع إمكانيات الدولة في الجنوب. وأردفت: إذا كان الأمن مستقراً لماذا جاء خليل إبراهيم إلى الخرطوم؟ ولماذا أفزع الإرهابيون أمريكا بضرب برج التجارة العالمي؟ فهل يوجد أمن؟ بمعنى أن الأمن في العالم أجمع غير مستتب. وأبانت: يجب أن نجعل الوحدة حقيقية بعد الانفصال وجعل الشمال والجنوب على علاقات حميمة في ما بينهما بما يكون تقارباً أخوياً بينهما للإسهام في إنشاء مشاريع ملموسة في الجنوب. وقالت إن الجنوب بحاجة إلى المشاريع وأصحاب رؤوس الأموال يمكن أن يسهموا في تنمية الجنوب.