يتقابل اليوم المريخ مع الهلال في ختام الدورة الأولى للدوري الممتاز لكرة القدم.. ولعل لجنة البرمجة وبمجرد ان قامت بتأجيل هذه المقابلة وقررت اقامتها في ختام الدورة الأولى، آخر مباراة، وبدون ان تدري صبت الزيت على النار واكدت ما ظل الاعلام الرياضي يتحدث عنه مع انه ليس صحيحاً..!! ولعل الحديث الممجوج الذي يتناوله الاعلام مراراً وتكراراً عن مثل لقاء اليوم ما هو الاّ افتراء وكذب بائن لا علاقة له بما حدث في المقابلات السابقة وسيحدث في لقاء اليوم وسيحدث في اللقاءات القادمة.. والمتمثل في العك والكر والفر والرفس وبقية انواع العاب الدفاع عن النفس..!! يتحدثون عن قمة وستأتي المباراة اليوم بدون اي قممية ولا ملامح آدمية.. وهي لن تخرج عن اطار (الكوراك) الفارغ.. فإذا تسلم احد (اصحاب السعادة) الكرة ولفّ بها لفة واحدة سنجد المهاوييس الذين سيوجدون في المدرجات منذ الظهر يصرخون.. لماذا..؟ لا احد يدري..!! سيغيب كل شيء له علاقة بكرة القدم.. وسنتفرغ لما يقرب من الساعتين لمتابعة احدث انواع العك، وسوء السلوك، والسقوط الذي سيكون بأشكال عديدة ومبتكرة وبمساندة من يطلقون علي انفسهم اعلاميين والاعلام بريء منهم ليوم الدين..!! لقد اثبتت المباريات المسماة، زوراً وبهتاناً، بالقمة انها ليست قمة ولا يحزنون وانما حرب لا خاسر فيها سوى الوطن على الاقل لأن كل الذين سيهبون نحو الاستاد غداً لا يملكون ولا ذرة احساس واحدة بالوطنية.. وهم لم يصلوا لتلك المرحلة المتأخرة من التعصب للاحمر والازرق الاّ بفعل ما يقرأونه على صفحات الاصدارات الرياضية التي تحولت لممارسة الكيّة ونشر التعصب بأشكال واحجام مختلفة..!! ولم يخرج وصف التمارين الذي ملأ الصفحات خلال الايام الماضية عن دائرة ممارسة الغش وايهام الناس بأننا نمتلك المستوى الذي يؤهلنا للقول بأننا نعرف المعنى الاساسي لكرة القدم.. ونفهم ماهو التنافس الشريف.. مع العلم بأن مباريات الكرة بما فيها مباراة الليلة بين المريخ والهلال ما هي الاّ رياضة فيها منتصر وبالتالي لا بد من وجود خاسر.. وقاعدة الرياضة التي نتحدث عنها التي هي في المقام الأول اخلاق وتنافس شريف بعيدة كل البعد عن فهمنا وتناولنا وتعاملنا الذي يمكن ان يكون اي شيء آخر بخلاف الرياضة.. الكل سيدخل الى لقاء الليلة وهو في قمة الخوف خاصة اولئك الذين يسودون الصفحات ويدعون بأن فريقهم الفلاني فائز اليوم.. وربما لا يحرصون على المتابعة من داخل الاستاد تحسباً لاستيقاظ الجماهير المسكينة على الحقيقة وتفادياً للثورة المنتظرة التي حدثت غير مرة وكادت من خلالها الجماهير ان تفتك بالعديد من المطبلاتية الذين حباهم المولى عز وجل بنعمة مخاطبة الناس ولم يتفهموا المعاني السامية لهذه المسؤولية.. حتى من يلعبون داخل الملعب الذين نطلق عليهم القاب النجوم فإن مثل مباراة اليوم تكون هي الفرصة المناسبة لكشفهم على حقيقتهم حيث تتلاشى معطيات النجومية الكاذبة وتظهر حقيقة التواضع والتراجع سواء في المستوى الفني او الاخلاق الرياضية.. ويكون السقوط وغياب ابجديات الكرة من ابرز الملامح.. عموماً نحن اليوم على موعد مع فيلم جديد للكر والفر والصراخ.. عووووك... عييييك.. جات بي هنا.. الحق بي هناك يا زول.. فوق.. تحت.. تسلل.. الحكم خائن.. الكورة اوف.. ضربو.. لا ما ضربو.. رفسوا.. لا ما رفسوا.. الحكم صفّر.. لا ما صفّر.. شاتوها.. طفشوها.. قاموا جاريين.. وانتهت الشغلانة..!! والناس من بكرة تقوم.. وأول ما تصحى من النوم الجرايد تشتغل وهاك يا وهم واوصاف خيالية وعروض برازيلية.. ولمعان للنجوم.. وتألق وانبهار.. اما الفريق الخاسر وطالما ان شماعة التحكيم موجودة فإن الخسارة مبررة والحكم خائن ومرتشٍ.. والناس ديل استعملوا الجان.. وكان يا ما كان..!! انها بالجد غُمّة نسأل المولى عز وجل ان يزيحها من امامنا بخير وان تمر بسلام لنتفرغ بعدها لمتابعة الكرة الحقيقية وعلى اصولها وعند اصحابها في كأس العالم حيث لا تعصب وانما بيان بالعمل لكل المعاني السامية للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. وبي.. فهم..!!