حصلت (الأهرام اليوم) على التفاصيل الكاملة لسقوط شبكة تسفير الشباب لدولتي سوريا ولبنان، بواسطة شبكة منظمة تعمل بتنسيق بين الدول وتستهدف المزارعين بقرى ولاية الجزيرة، حيث تكمل لهم الشبكة كل إجراءات السفر على نفقتها الخاصة وتتفق معهم على تسديد تلك النفقات بعد استلامهم للعمل هناك. وكشفت مصادر أن الشبكة تم القبض عليها بواسطة مكتب إستخبارات الخدمة الوطنية الذي نجح في إلقاء القبض على عشرات الشباب وهم يستعدون للمغادرة وضبطت حوالي (350) جوازاً سودانياً. وبحسب المصدر أن العصابة تم اكتشافها عندما تقدم أحد الذين أُكملت إجراءات سفرهم للحصول على كرت سفر من الخدمة الوطنية واكتشفت العين المدربة لرجل الإستخبارات أن الصورة المرفقة على الجواز ليست للشخص الذي تقدم بطلب الحصول على كرت السفر فتم استدعاءه والتحقيق معه ليكشف بأنه لايعرف شيء عن تلك الإجراءات وأن شخصين قاما باستخراج الجواز له وأن كل البيانات التي على الجواز صحيحة باستثناء الخطأ في الصورة التي قادت لاكتشاف ذلك واعترف بأن هناك الكثير من الشباب قد أجريت لهم نفس الإجراءات وسيغادرون إلى سوريا سوياً. وعلى الفور عيَّن مكتب الإستخبارات فريقاً من أفراده وتم تنسيق العمل مع المستشار القانوني للخدمة الوطنية حيث بدأوا في تقصي المعلومات والقبض على أكثر من مائة شاب ومعهم جوازاتهم التي أُكملت إجراءات سفرهم وأرشدوا على شخصين أحدهما مموِّل للعملية والآخر يقوم باستقطاب الشباب الراغبين للسفر والذين يقيمون ب (الكمبو) بولاية الجزيرة ومعظمهم من الذين يمتهنون الزراعة ولم يتلقوا قسطاً وافراً من التعليم وقد كشفت التحريات أنهم يستخدمون شيوخ القرى في جمع أولئك الشباب بمبالغ مالية واعترف المتهمين الأساسيين بأنهما يقومان بتلك الإجراءات لمساعدة الشباب على الهجرة ودون أرباح وأن هناك أربعة سودانيين يستقبلون أولئك الشباب بمطار دمشق، وأضافت المعلومات أن أحد المتهمين تم توقيفه في وقت سابق بمطار الخرطوم ومعه عشرة شبان كانوا يرافقونه في الرحلة. وكانت (الأهرام اليوم) قد كشفت في تحقيق صحافي أجرته من بيروتودمشق عن أوضاع مأساوية يواجهها أولئك الشباب وأن بعضهم قد هلك وسط الجبال الحدودية بين البلدين وأن السفارة السودانية ببيروت كانت قد أجرت تحريات واسعة حول هجرة الشباب السودانيين اللاشرعية إلى لبنان حيث قال القنصل السوداني بالسفارة السودانية قيس محمد علي أن هناك ما يقارب ال 6 آلاف شاب قد دخلوا إلى لبنان بصورة غيرة شرعية وأن معظمهم من ولايتي الجزيرة والشمالية. وقد تحرّت السفارة معهم وتوصلت إلى أن (400) منهم ينتسبون إلى قرية صغيرة بالشمالية وقد تركوا الزراعة التي يمتهنونها وهاجروا، موضحاً أن الشبكات التي تقوم بتسفيرهم تجمع هؤلاء الشباب في منزل واحد بأحد أحياء الخرطوم وتقوم بتدريبهم على ارتداء البنطلون والقميص والتعامل مع سلطات المطار لتفادي كشفهم مؤكداً أن التحريات معهم أشارت إلى أن الوثائق التي يسافرون بها صحيحة ولكنه نبّه إلى أنها صادرة من مكتب واحد للجوازات وأن حامليها لايعرفون حتى البيانات المكتوبة على جوازات سفرهم وأنهم لايرون تلك الجوازات إلا في مطار الخرطوم. وكشف قيس أن هناك عدة مخاطر تواجه أولئك الشباب المهاجرين أولها أنهم يدفعون (300) دولار للمهربين اللبنانين لتهريبهم من سوريا إلى لبنان وعادةً ما يتم إنزالهم قرب الحدود وفي مناطق جبلية بعيدة جداً من المدينة مما يجعلهم عُرضة للموت وأن الكثير من المهربين أنفسهم من يمدون الأجهزة الأمنية بمعلومات عنهم بعد استلام المبالغ المتفق عليها، مؤكداً بأن بعضهم قد تمت إعادته للسودان بعد 20 دقيقة من دخوله الحدود اللبنانية وبذلك يكون قد فقد ماله ولم يبلغ آماله.