كلما خرجت من عيادة طبيب أو معمل فحص تجدني (أكِّبس) في الروشتة التي بين يدي لمحاولة فك طلاسم ما هو مكتوب عليها حتى لا أدخل في زمرة (الحمار الذي يحمل أسفاراً) ولكنني مهما جاهدت واجتهدت وانغمست في مطالعتها مستنفراً بصري وبصيرتي، إلا إنني أفشل كثيراً في معرفة شيء بها .. وبديهة طبعاً لا يمكن أن ندمغ جميع الأطباء ونقول إنهم (غير خطاطين). لابد أن هناك سراً وراء هذه (الخربشة) أو (الشخبطة) المبهمة! هل يرجع ذلك لعامل السرعة والكتابة على الروشتة حتى يتسنى لمجموعة كبيرة من المرضى أن تأخذ حظها من العلاج؟ لا أعتقد ذلك، لأنني في إحدي المرات كنت (الوحيد) داخل عيادة طبيب ومع ذلك تسلمت روشتة بخط مبهم!! ما يدهشني أكثر أن الصيادلة في الصيدليات لا تأخذ منهم الروشتة سوى ثوانٍ معدودات لقراءتها، فإن وجدت أيها المريض أو مرافق المريض أن صيدلياً أخذ (يكِّبس) في روشته، فأعلم أنه قد فقد بوصلة فك الطلاسم بها ومن ثم ما عليك إلا إستعادة الروشتة منه وبأقصى سرعة والتوجه بها إلى صيدلي آخر وإلا وقع ما لا يحمد عقباه في صرف دواء يفرش لك الطريق ممهداً لتلحق (أمات طه) أو أقرب مقابر!! طالعت مؤخراً في إحدى الصحف العربية السيارة أن التعمد في كتابة الروشتة بخط مبهم ما هو إلا تقليد فرعوني قديم كان يقوم به كهنة مصر القديمة باعتبار أن التطبيب لا يعرفه إلا الكهنة .. طيب دي وعرفناها.. نتساءل: ماهو سر حرف (R) الذي يكتبه معظم الأطباء في الروشتة؟ تبرع أحد العامة المثقفاتية وشرح لي ما يعنيه ذاك الحرف قائلاً : إن حرف (راء) يعني (رأس الحكيم) بمعنى أن حكمة العلاج خارجة من يافوخ الحكيم.. وبالرغم من عدم إقتناعي بذاك التفسير، فليس أمامي إلا أن أردد (حكمة والله وحكاية). تحليل لمعمل تحاليل!! دخلت معمل تحاليل أظهر اصابتي ب«ملاريا» وبعد ساعة من ذاك التحليل وللتأكد أكثر، اقتحمت معمل تحليل آخر «خمس نجوم» فأظهر إصابتي بمجموعة من «صلايب» الأملاح، يعني براءة من الملاريا.. وحتى تزداد طمأنينتي دخلت معمل تحليل ثالث، خرجت منه «ناصع البياض» من الملاريا والأملاح.. حمدت الله على تلك النتائج الباهرة من معامل التحاليل الثلاثة وتذكرت ذاك المواطن المصري الذي أكد معمل شهير بالقاهرة أنه مصاب بسرطان المعدة فأسرع لبريطانيا لإزالتها حسب نصيحة الأطباء له ولكنه هناك اكتشف سلامته وخطأ المعمل، فعاودتني مقولة عادل إمام «إتكل على الله واشتغل رقا... آسف.. فني معمل تحاليل!!» واحد مسطول دخل صيدلية وقال للدكتور الصيدلي عايز القطرة البتاخذها مرتي الصيدلي: إسمها شنو؟ المسطول: فتحية!! واحد قال لخطيبته: إنتي لبن.. إنتي قشطة .. إنتي زبادي .. إنتي حليب.. أقول ليك : إنتي البقرة كلها.