الاختلاط في التعليم العام والعالي ضرورة أم تهرُّب من الجهات المختصة لصرف المزيد من المال لفصل البنين عن البنات والعكس؟ وماهو رأي الشرع في الاختلاط بين المرأة والرجل في الجامعات، وماهي فوائده والآثار السالبة من تواجد الجنسين لساعات طويلة، وماهي التداعيات المترتبة على ذلك؟ حزمة من الأسئلة حملتها (الأهرام اليوم) واستطلعت العديد من الطلاب والطالبات مع إفادات مقتضبة لداعية إسلامي. فماذا قالوا جميعاً.. تابعونا: يرى عبد الرحمن محمد أن الجامعات المختلطة أفضل لأنها تتيح فرصة للبنات أن يتعرفن على الجنس الآخر. والجامعات في المقام الأول هي مكان للتعليم والبحث العلمي فبتالي تكون النظرة من جانب الأولاد للبنات نظرة عادية في مقام زميلة فقط. فإذا كانت هنالك ثقة فبالتأكيد لن يحصل أي شيء خطأ يسئ إلى سمعتها. والظواهر السالبة تكون في الجامعات غير المختلطة. فالجامعة المختلطة تجعل الطرفين يعرفون آراء بعضهم بطرح النقاشات والتنافس والتعرُّف على السلوكيات ولا يكون هنالك صعوبة في التعامل مع الجنس الآخر. وأضاف أن الجامعات المختلطة أيضاً بها سلبياتها لكن هذه السلبيات لها ارتباط بالمجتمع والتي تنتج عن المجتمع الذي جاء منه الطالب وأيضاً ترجع إلى إسلوب التربية ومصادقة أصحاب السوء ووضح أنه لابد أن يكون للشخص قناعات يلتزم بها من أجل ألا يتم التأثير عليه واتفق معه في الرأي لقمان عبد الله «جامعة الخرطوم» بأنه يفضل أن تكون الجامعات مختلطة لأنها تساهم في توالد أشياء كثيرة منها الاجتماعيات لتوطيد العلاقات من ناحية، وتوسيع المعرفة لكن هنالك سلبيات فهي تؤثر على المستوى الدراسي عند الطالب وتأخذ من زمنه الكثير حيث يلجأ معظم الطلاب والطالبات إلى (الونسات الجانبية) ويهملون دروسهم ومحاضراتهم. ويقول النذير محمد: أنا أُفضل أن تكون الجامعة غير مختلطة لأسباب كثيرة من ضمنها الدين الإسلامي لأنه يحرِّم اختلاط الرجل بالمرأة، ويقلّل كذلك من مستوى الطالب الأكاديمي لأنه يكون منشغل عن الدراسة بأمور أخرى، وقد تتعلّم البنات بعض العادات السيئة من خلال احتكاكهن بالأولاد. أما ميرغني جمعة (جامعة أم درمان الإسلامية) فهو يفضِّل أن تكون منفصلة لأسباب أن اختلاط البنات بالشباب يؤثر عليهن سلباً خاصة أن أعمارهن صغيرة بحيث يكون التأثير عليهن سهلاً فالشباب يركزون على (الخلط) أكثر من الاهتمام بالدراسة مما يعلّم الأولاد والبنات أفعال قبيحة وأن سلبياته أكثر من إيجابياته من ناحية المستوى الأكاديمي. وأضاف أنه من المفترض أن تكون هنالك حرية شخصية للفتاة. وتفضِّل إسراء عوض الله (جامعة الخرطوم) أن تكون الجامعات مختلطة لكي يستطيع الكل التعامل مع الآخر، خاصة الأولاد وتعرف شخصيات الأفراد الذين يحيطون بك، وأشارت إلى أنه لا بد أن يدخل الشخص منا في تجارب لكي يستفيد منها في مستقبله لأن الفتاة لا بد لها من أن تختلط بالجنس الآخر في العمل بحيث تستطيع التعامل معه بكل سهولة ويسر ولا تجد أي صعوبات في ذلك. وأكد علي حماد (جامعة السودان) أنه يفضّل أن تكون الجامعات مختلطة لعدة أسباب. أولاً من ناحية ميزانية الدولة فهي لا تستطيع أن تجعل كليات منفصلة للطالبات وحدهن لأنه سوف يؤثر على المال العام. فالجامعة عندما تكون مختلطة يستوعب الطالب المعلومات بسهولة لأن الجو مهيأ، والاختلاط يقوّي العلاقات بين الطلاب. ويقول ميان زكريا (أكاديمية المدرب) إني أفضل أن تكون الجامعات مختلطة لكي يتعرّف الطلاب على بعضهم البعض وتتعرّف على سلوكيات الجنس الآخر ومعرفة آراءهم و أفكارهم. ولكن هنالك سلبيات يمكن أن تؤثر على الطلاب إذا لم يحطاطون، منها الاختلاط الرومانسي بكل أنواعه. وهذا لا يمنع أن تكون الجامعات مختلطة. وتقول لُدْن محمد (جامعة الخرطوم) إنها تفضل أن تكون الجامعات مفصولة لأنها من ناحية الشريعة الإسلامية الاختلاط لديه مفاسد، ومن ناحية أكاديمية يكون فيه انخفاض في المستوى الأكاديمي. والانفصال يجعل الطلاب يستغلون أوقات الفراغ في شيء مفيد بدلاً من أن يستغلوه في (الونسات). وأضافت أنه إذا كان التعليم مفصولاً فبتالي تنتهي مشاكل كبيرة أصبحت منتشرة بين الطلاب والطالبات منها الإدمان والزواج العرفي. ولن نحتاج إلى أن تكون هنالك دار بالمايقوما. الداعية الإسلامي فتح العليم حسن شريف أوضح أن الاختلاط عامة في الشرع حرام إذا كان في التعليم أو العمل كما جاء في معنى الحديث الشريف «ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» فبالانفصال لا ندع باباً للشيطان وكما يقول المثل السوداني (أبعد البيضة عن الحجر). فالاختلاط لديه مخاطر وسلبيات كثيرة منها تغيير سلوك البنات يصبح مشابه لسلوك الأولاد والعكس. وأشار أنه لا توجد نتيجة إيجابية في الاختلاط وما يحدث حالياً هو تقليد لبلاد الغرب.