شمال دارفور - عبدالرحمن العاجب في صباح يوم الاحد الموافق 7/6/2010م تحرك وفد رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي من منطقة (أروشي) التي بات فيها الوفد بالقرب من الخزان، ومن ثم توجه لمنطقة (أبو ليحا)، حيث كانت في استقبالهم جموع من مواطني البلدة التي ما زالت آثار الحرب تبدو واضحة فيها. في بداية الاحتفال ردد تلاميذ مدرسة (أبو ليحا) الأساسية الأناشيد الوطنية وتجاوزوها إلى ترديد شعارات تقول: (اس إل أي للتغيير)، قبل أن يرد عليهم ثوار مني مرددين شعار: (أحرار أحرار مبادئ الحركة لن تنهار.. أحرار أحرار مبادئ الثورة لن تنهار). وفي بداية الاحتفال ألقي التلميذ محمد آدم المأثورة الطلابية (صرخة لاجئ).. (أنا لن أعيش مشردا أنا لن أظل مقيداً...)، التي وجدت استحسانا في نفوس الحضور، وخلال مخاطبته الاحتفال قال مدير مدرسة (أبو ليحا) الأساسية الاستاذ صديق محمد أدم إن مؤسستهم بها نقص في جميع المعدات والمعينات الدراسية، فضلا عن أن المنطقة تشكو غياب المستشفى أو المركز الصحي، وطالب صديق رئيس حركة تحرير السودان، باعتباره رئيسا للسلطة الانتقالية الإقليمية لولايات دارفور، بصيانة المدرسة وحل مشكلة المعلمين المتطوعين بالمنطقة الذين ظلوا طيلة فترة الحرب سنداً لهم، كما طالب بتوفير التغذية المدرسية للتلاميذ وتوفير آبار المياه والخدمات الأساسية بالمنطقة. من خلال متابعات (الأهرام اليوم) بدا أن الانتماء الغالب لجل مواطني البلدة هو لحركة تحرير السودان، حيث قال العمدة تاج الدين يعقوب في سياق حديثه في الاحتفال إن الثورة في دارفور قامت من أجل التنمية، وأن روح الثورة هي الأساس والهدف، مؤكدا استمراريتهم في النضال من أجل الحرية، والعمل من أجل مستقبل مشرق لشعب دارفور، مبينا أن الثورة مستمرة إلى أن يتحقق الهدف. وشدد يعقوب على أنه لاتنازل عن الثورة، مؤكدا أنهم في حركة تحرير السودان يوميا في توسع، عسكريا وسياسيا، حتى تصبح حركتهم أكبر حزب سياسي في السودان. وأضاف أن مفوضية السلم والمصالحة التي تتبع للسلطة الانتقالية ستقوم بدورها في المصالحات. يعقوب أكد على أنه عندما تم التوقيع علي الاتفاق في (أبوجا) كان السلام هو هدف الحركة، وناشد المواطنين ترك العصبية والقبلية وتحسين العلاقات القبلية فيما بينهم والتمسك بالوحدة الاجتماعية دون الرجوع الى الخلف، ووعد مواطني (أبوليحا) بأنهم سيجدون في الشهور القادمة انفراجاً. ومن جهة أخرى قال ممثل الإدارة الأهلية بالمنطقة العمدة آدم علي: إن هذه المنطقة لها دور كبير في تأسيس حركة تحرير السودان حيث أن المنطقة وقفت مع الحركة، لذلك نطالب رئيسها أركو بتقديم مشاريع تنموية في مجالات المياه، الصحة، التعليم والخدمات الاخرى. وطالب وترجى رئيس الحركة بتقديم هذه المطالب بصورة عاجلة والاهتمام بما فقدوه جراء الحرب. وفي ذات الاتجاه قال المتحدث باسم القيادة العسكرية بالمنطقة حميدة عبد الكريم إنهم في الحركة سيعملون من أجل مستقبل دارفور المشرق. ودعا جميع مواطنيها إلى نبذ الجهوية والقبلية من أجل بناء مجتمع معافي. وخلال مخاطبته للاحتفال الذي نظمه مواطنو المنطقة طالب رئيس حركة تحرير السودان ورئيس السلطة الانتقالية الاقليمية لولايات دارفور مني أركو مناوي حضور الاحتفال أن يتحدثوا باللغة المحلية - لغة (الزغاوة) - معللاً ذلك بأنه يتحدث باللغة المحلية لأن لغة التهميش أصبحت ممتدة وكثير من المواطنين المحليين لا يجيدون اللغة العربية، وقال: لذلك أنا أريد أن أتحدث لهم باللغة التي يفهمونها. مناوي في سياق حديثه أكد على أن السودان قطر كبير، وبه هويات مختلفة. واستدل مناوي في حديثه بالقصيدة التي ألقاها التلميذ في مطلع الاحتفالية قائلاً إن معظم المواطنين في هذه المنطقة عائدون من معسكرات اللاجئين في دولة (تشاد) الشقيقة، وأردف أن هؤلاء اللاجئين لجأوا لأسباب الحرب التي جاءت بسبب التهميش والظلم الذي وقع على إنسان إقليم (دارفور). وأوضح مناوي أن المواطن إذا لم يجد المساواة ستقوم الحرب مرة أخرى، مبيناً أن الظلم هو السبب الرئيس في قيام الحروب وذلك لأن السودانيين تعودوا أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة في الحياة الطبيعية. وأردف أن الهدف من زيارته هذه هو الوقوف على احتياجات هذه المناطق ومن بينها منطقة (أبوليحا ) والمناطق التي حولها، موضحاً أنها مناطق رعوية تحتاج للتنمية والأمن فضلا عن أنها مناطق تداخل مع المجموعات الرعوية، وقال: لذلك نحن أتينا في هذه الزيارة لكي نقوم بمعالجة بعض الإشكالات القبلية التي ظللنا نرفضها دائما باعتبار أننا جميعا أبناء دارفور وابناء السودان. وتعهد مناوي برفع جميع مطالب أهل المنطقة التي تتعلق بالخدمات المتمثلة في (التعليم والصحة والمياه) إلى أعلى مستوى في الدولة، والعمل على تحقيقها باعتبارها مطالب مشروعة للمواطنين، وتعهد بأنه بالقدرات الموجودة لديه في السلطة الانتقالية سيقوم بمساعدة أهل المنطقة بحسب المقدرة، مطالباً إياهم بضرورة عقد صلح مع إخوتهم (العرب)، وذلك باعتبار أن هذا الصلح سيحقق الأمن والاستقرار. مناوي وبعد أن شدد علي ضرورة تحقيق الصلح بين (العرب والزغاوة)، طالب الطرفين بالقبض على (الحرامية) من الطرفين وتسليمهم للسلطات المختصة، كما طالبهم بردع السارقين أو (الحرامية) الذين يفتعلون المشاكل بين المواطنين، وأضاف: إذا حدث الاستقرار فإن السلطة ستقوم بمساعدة المواطنين وتدعمهم في مجال الزراعة الحديثة المتمثلة في الزراعة الآلية التي ستكون بالتركترات الزراعية. وفي نهاية اللقاء الجماهيري قال مناوي إنه (مبسوط جداً جداً)، وتقدم بشكره لقوات حركته، ولم ينس رفقاء دربه، حيث تقدم بالتحية لهم وعلى رأسهم الشهيد (عبدالله أبّكر) وجميع شهداء حركة تحرير السودان بلا استثناء، بعد أن ثمن مقامهم وعطاءهم وقال: إنهم أكرم منا جميعا، لأنهم تقدموا بأرواحهم. ولم ينس مناوي وفد الصحفيين المرافق له، حيث تقدم بتحية خاصة للزميلة الصحفية بصحيفة الرأي العام (أميرة الحبر) لتكبدها المشاق، وطالب الصحفيين الذين رافقوه في جولته الميدانية بأن يتحدثوا عن الواقع الذي نظروا له بأعينهم بكل صراحة.