هيئة ترقية وتطوير مدينة الخرطوم قامت بتوزيع حاويات قمامة بأنحاء متفرقة من شوارع الخرطوم الرئيسة، الحاويات التي يمكن القول أنها «مبتكرة» تم توزيعها بشكل بارز عند التقاطعات ومداخل بعض الكباري عند مدخل شارع الجامعة.. المطار.. القيادة العامة وغيرها من المنعطفات والتقاطعات مما يوحي بأنها موضوعة بهذه الأماكن بالتحديد لغرض قد يتجاوز جمع النفايات خاصة وأن الجزء العلوي منها والأكبر مساحة خُصِّص للإعلانات وكُتب عليه بخط واضح «أعلن هنا» مترادفة مع رسم جميل، فيما خُصص الجزء السفلي منها وهو الأقل مساحة تم فصله إلى جزءين كُتب على الجزء الأول عبارة «قابلة لإعادة التصنيع» فيما كُتب على الآخر «غير قابل لإعادة التصنيع» مما يوحي بعبارة أخرى أن الحاويات تم تصميمها للإسهام في ترقية البيئة عبر برنامج عُرف بإعادة تدوير النفايات وهو نظام مُتبع عالمياً. (الأهرام اليوم) إلتقت بعض المواطنين بشارعي الجامعة والقيادة العامة حيث توجد بعض هذه الحاويات لمعرفة مدى استيعابهم لقضية «إعادة التصنيع» وتعاملهم مع مسألة إعادة تدوير القمامة.. أحمد سليمان وهو طالب هندسة بجامعة الخرطوم كان أول من التقيناه وهو يعبر الشارع الذي وضعت الحاويات على جانبيه عند مدخل كبري النيل الأزرق ويقول بالنسبة لطلاب الجامعة وهم أكثر العابرين لا أعتقد أنهم يلجأون إليها وكان يستحسن أن توضع داخل حرم الجامعة حيث الحاجة إليها أكبر إضافة إلى أن البعض وأنا منهم اعتقد في البداية أنها لوحات إعلانات فقط عدا ذلك فإن عبارة «قابل لإعادة التصنيع» غير واضحة للبعض وتحتاج لفهم أوسع وشرح للفئات التي لم تطلع على فكرة إعادة تدوير النفايات وهو أمر مُتبع عالمياً ولم يراعِ مصممو هذه الحاويات وضع «نماذج» مصورة توضح أنواع النفايات القابلة لإعادة التصنيع كما هو معروف في بلدان أخرى، وأتمنى تصميم هذه النماذج بحاويات أكبر حجماً توضع في أماكن مزدحمة مثل الإستاد - موقف جاكسون والأسواق الشعبية التي تمتلئ بالقاذورات وعلب المشروبات القابلة للتصنيع بدلاً عن وضعها بشوارع رئيسة نظيفة وتخلو من المارة في بعض أوقات اليوم ولا يتوقف عندها عابري الطريق من المواطنين. أما محمد التجاني وهو رجل مرور يرابط عند مدخل كبري النيل الأزرق فيقول أحياناً يقترب بعض المارة من «الحاويات» ويقومون بفتحها وإغلاقها لمجرد الفضول وأحياناً يقفون لقراءة المكتوب على الجزء المخصص للإعلان وأكثر من يقف ليرمي نفايات هم طلاب الجامعة «الخرطوم» عندما يخرجون في المساء وهم يحملون علب المشروبات ولاحظت أن الحاويات صارت متسخة للغاية بسبب كثرة «الفتح» الفضولي ولعب المتشردين وتظل فارغة معظم أيام الأسبوع.