{ عضضت على إبهامي حتى كد أن أدميه وأنا أشاهد الصحفية السورية هلا مراد وهي (تتفسح) وتستعرض في مقدراتها اللغوية وذخيرتها الثقافية وتحشد خفة دمها في برنامج مساء جديد مساء الأحد في ظل تيبُّس وتخشُّب مقدمته سهام عمر التي لولا وجود محمد عثمان إلى جانبها لما فرقنا بين الضيف والمضيف، والصحفية السورية تملأ استديو النيل الأزرق بهجة وتمكناً وكأنها هي صاحبة الدار وصاحبتنا سهام هي الضيفة الخائفة وكاشه من الكاميرا والمشاهدين!! { أعتقد أن الأريحية التي ظهرت بها الأخت السورية هي الملح الذي تفتقده مذيعاتنا تحديداً إو لنقل معظمهن؛ إذ أنهن وللأسف لا يمتلكن شخصية قوية يفرضنها على الشخص الموجود أمامهن بل على العكس هن سريعات الانقياد للغة التي يستخدمها الشخص المستضاف وسريعات التأثر بثقافته وأفكاره لدرجة أن الأخت المخرجة الضيفة عندما قالت إنها تعشق السودان لدرجة أني (حنيت) وهي تقصد أنها (تحننت) بالحناء حيث رفعت يديها للكاميرا لترينا خضابها، كنت أتوقع من السودانية التي تعرف الفرق بين (حنيت) و(إتحننت) كنت أتوقع أن تصحح لها الكلمة وتمنحها صورة تعريفية عن الحناء السودانية بل وتسألها لماذا اكتفت بالحناء التقليدية ولم تقم بنقش الرسوم كما يفعل الأجانب المعجبون بهذه اللمسة الجمالية، لكنها بدلاً عن ذلك جارتها في لفظها الغلط، وتلك معذورة، حيث قالت لها وبالحرف الواحد (حنيتي فين وإزاي).. يا بنت لا.. بالسرعة دي نسيتي اللهجة السودانية وتحولتي إلى خليط بين السورية والمصرية..!! { المصيبة يا سادة أننا نمتلك مذيعين (جهلة) لا يعرفون حتى معلومات عن تراثهم ولهجات بلدهم بدليل أن السيد محمد عثمان والست سهام منحا المخرجة معلومة خطأ عن فرقة أورباب حينما قالا إن الأغنية التي أدتها الفرقة هي بلغة (عربي جوبا) والطير في السماء يعلم أن الأغنية تغني بواحدة من لهجات القبائل النيلية الجنوبية وكان يكفي أن يقولا لها المعلومة بالعموم حتى وإن كانا لا يعرفان لهجة مَن مِن القبائل بالتحديد. { للأسف إن مذيعينا ومذيعاتنا اللهم إلا من رحم ربي يسقطون في أول امتحان صغير يوضعون فيه وتتكشف إمكانياتهم المتواضعة ليظهروا بمظهر السطحية والقشرية لنتحسر على هذا الأداءالمتواضع والحضور الخافت في وجود ضيف لافت يستعرض أمامنا كل إمكانياته والجماعة يتفرجون.. أقول ليكم حاجة: الله يكسفكم!! كلمة عزيزة { لن أكون مبالغة إن قلت إن نكهة المنوعات على فضائية قوون لها طعم ومذاق أكثر من المادة الرياضية التي تحمل الفضائية فكرتها، لكنني لم أستغرب هذا الجمال والتفرد حينما علمت أن واحداً من الجنود المجهولين الذين يقفون وراء هذه البرامج إعداداً وإشرافاً هو الأستاذ الصحفي الساخر صلاح التوم من الله وصلاح التوم هو واحد من الأساتذة الذين تشرفت بالعمل معهم في بدايات اقتحامي لعالم الصحافة ورغم أني وقتها كنت (برلومة) وجايه دايشه إلا أن الرجل منحني فرصة العمر وهو يكتشف داخلي القدرة على السير في هذا الطريق الصعب فمنحني فرصة إعداد مادة ثابتة أذكر أنها كانت رمضانية من ثلاثين حلقة بعنوان «خد وهات» التقيت من خلالها عبر حوارات منوعة مع أكثر من شخصية عامة وسياسية وإعلامية ولعلي ذكرت هذه النقطة لأوكد أن الرجل هو كشاف مواهب حقيقي إلى جانب أنه يمنح الفرصة لمن يستحقها دون حقد أو ضغينة أو حتى حسد بل على العكس فهو رجل مشجع وتربوي وخلاق إلى درجة لا توصف. فالتحية للأستاذ الزميل صلاح التوم من الله واعذرني في حكاية الزميل دي (بس عشان ما أكبرك) وانتظر منك كثيراً من المفاجآت على الفضائية الوليدة!! كلمة أعز { غداً أحدثكم عن الست إحسان التي وهبت حياتها لدار المسنين والعجزة وأحدثكم عن لماذا لم ألبِّ دعوتها لزيارة الدار الخاصة بهم حتى الآن رغم تكرارها الدعوة ويا إحسان «أنا قلبي ما بحمل الهبباي في عز الصيف»!!