حرك الاخ جمال الوالي الساحة الرياضية باعتزامه الترشح للاتحاد السوداني في منصب نائب الرئيس ما يعني ضمنيا الاستقالة من رئاسة نادي المريخ والاتجاه للتحالف مع شداد عدو الامس صديق اليوم نظرا لاتفاق المصالح ولو على حساب المبادئ وكما هو معروف فإن المريخ اخذ خطا متأرجحا ما بين التصالح والقطيعة وصلت مرحلة تبني خطا عدائيا ضد سياسات الاتحاد. ولا نستطيع ان نفصل لجوء شداد للتحالف مع الوالي من عدة سياقات وسيناريوهات محتملة اهمها الاستعانة به للضغظ على السلطة باعتباره شخصا مقبولا لدى الحكومة لجهة التأثير على صناعة القرار وانتزاع استثناء لشداد يمكنه من العودة لدورة جديدة. لكن شداد والوالي عضوان ملتزمان بحزب المؤتمر الوطني الذي يهمل الرياضة ولا يترك الترشح للمناصب العامة نهبا للمزاج الشخصي وانما بتقديرات خاصة للحزب وفق الرؤى التي وضعها لخوض الانتخابات الاخيرة والتي راهن فيها على محور الشباب وقد نجحت دائرة الرياضة بأمانة الشباب في اسماع صوتها والتدخل بقوة في الترشيح للمناصب الوزارية على مستوى المركز والولايات ولن تسمح بتجاوز العضوية المنتظمة للموجهات العامة خاصة اذا تقاطعت مع اتجاهات الحزب او افسدت الوصال مع اعضاء آخرين ملتزمين بأدبيات الجماعة. كما لا نفصل الخطوة عن استغلال شداد للفرصة والتحالف مع الوالي لضرب التحالف القديم الذي قرر قبل فترة ان تكون مناصب الضباط الاربعة موزعة بعدالة على ولايات السودان المختلفة ومنحت الرئاسة للوسطى التي يمثلها الدكتور معتصم جعفر ولكن من حقه التنازل لشداد اذا قبلت به الاتحادات صاحبة الحق الاصيل. ولا ندري الجهة التي ستتبنى ترشيح الاخ جمال الوالي طالما ان المنصب سيذهب بموجب الاتفاق غير المكتوب لكتلتيْ الغرب والجنوب. يبدو ان شداد قرر مكافأة الدكتور معتصم على طريقة جزاء سنمار وقد اصدر جعفر بيانا رطب كبد شداد وحفظ له جزءا من حقوقه واعاد له القرار النهائي بترشحه في الانتخابات القادمة من عدمه وهو ما يعني تلقائيا انه افسح له المجال اذا سمحت القوانين بعودته مجددا للرئاسة ولكن كيف فات على الاخ الواي انه سيجلس في مقعد جعفر الحالي وهو الذي زامله في انتخابات الجزيرة وترافقا للبرلمان ممثلين للمؤتمر الوطني. الرسالة الثالثة تعني ان شداد واصل انهاء كل الملفات والعلاقات القديمة مع مجموعة الغايات الخمس بدليل انه قرر الحاق معتصم بالاستاذ مجدي شمس الدين الذي تتحدث المجالس عن عزله من التحالفات القادمة دون تقدير لكونه يشغل منصبا قاريا ويرفع اسم السودان حاليا في المونديال العالمي في اهم لجان جنوب افريقيا. منذ يناير الماضي وشداد قلب ظهر المجن لمجلس الاتحاد وتحت لافتة الدفاع عن الموالين بغرض رفع التهميش والضرر عن قيادات رأى انها باتت لا تستشار في العمل التنفيذي ومن عجب ان هذا الاكتشاف الخطير تزامن مع الانتخابات ولم يخرج للعلن الا قبل ستة اشهر فقط من الجمعية العمومية المنتظرة. الكتل صاحبة الاصوات والاتحادت التي تملك حق الترشح ودعم المرشحين وتبنيهم تجاهله شداد والوالي ولم يقل اي منهما انهما ينتظران شارتها للشروع في قبول التكليف بل سلما ضمنا بل قررا انه ستقف لجانبهما بغض النظر عمن يشغل مقعدي السكرتارية وامانة المال. هذا التوزيع غير العادل يماثل عطاء من لا يملك لمن لا يستحق فلا شداد يملك سلطة توجيه الجمعية ولا الوالي يستحق التقدم للمنصب من دون البحث عن كتلة من الكتل المعروفة لتبنيه مرشحا انابة عنها. شداد يوجه رسالة غاضبة للناخبين وننتظر ان يكون رد فعلها قويا وعنيفا خاصة اتحاد الخرطوم الذي اخمد ثورات قديمة طمعا في اصلاح الحال ولكننا نتوقع ان توقظ التصريحات الاخيرة الخلايا النائمة التي تنادي بالتغيير وترفض التهميش وتعليب المواقف الجاهزة للاتحادات على ان تبصم فقط وليس لها حق الاعتراض. دخلت قادة مجموعة الغايات الخمس في مشاورات، ولا نقول مفاوضات، حول الهيكل المقترح للانتخابات القادمة ونتوقع ان ينسف التصريح الاخير كل المواقف التي تم الاتفاق عليها مبدئيا ونتوقع اعادة تشكيل التحالفات بما يحقق لكل كتلة كينونتها وكرامتها ويرفض الاستلاب المتعمد لسلطة الناخبين. ولا نستبعد اختيار الدكتور معتصم تحالفا جديدا بعد ان اوعز شداد باختيار آخرين ولفظ الرجل الذي ادار للمجموعة كل الانتخابات السابقة وحملها على اكتافه لحكم الكرة السودانية طوال اربع دورات سابقة. ولا نستبعد تحرك الاتحادات والكتل لاستجلاء الموقف ودرء الخطر ونتوقع دخول الخرطوم بقوة. ولا نفصل تحالف الهلال والمريخ من السياق الحالي ولا نستبعد موافقة الهلال لاعلى استثناء شداد لقطع الطريق على جعفر لكننا بذات القدر لا نتوقع ان يكون الهلال ضالعا في ابعاد مجدي شمس الدين والاخير هو المستحق للاستثناء بموجب القانون. شهر العسل الحالي بين الهلال والمريخ والاتحاد سينتهي بمجرد ان تقول الصناديق كلمتها ولكن ما نستطيع تأكيده هو ان الدكتور معتصم جعفر والاستاذ مجدي شمس الدين لن يكونا خارج الاتحاد القادم الا اذا قررا التنحي بطوعهما.