ولأننا في موسم النتائج والتقييم الدراسي للتحصيل العلمي للطالب، ولأن معدلات الرسوب و«الربيت» والجلوس للملاحق متزايدة؛ رأينا أن نورد المبررات اللازمة لإنصاف الطلاب، على اعتبار أن الأمر خارج عن يدهم ولا حيلة لهم فيه. فالطلاب المساكين مغلوبون على أمرهم، ولا يجب أن ننهال عليهم باللوم والتأنيب حالما رسبوا؛ للأسباب الآتية: «ليس للطالب ذنب في قضية رسوبه لأن هناك 356 يوماً فقط في السنة، وتفاصيل حياة نفس الطالب تتلخص على أساس أن أيام الجمعة حوالي 52 جمعة في السنة، وهي إجازة شرعية مخصصة للشعائر الدينية وصلة الرحم (وما في زول بقرا فيها)، والباقي إذن 313 يوماً منها 50 يوماً للعطلة السنوية في الصيف، ليكون الباقي 263 يوماً منها 8 ساعات مفروضة يومياً للنوم تكوِّن في مجملها حوالي 122 يوماً ليتبقى حوالي 141 يوماً فقط لا غير للتحصيل الأكاديمي سنوياً، فيها ساعة يومياً للترويح، لأنه مفيد للصحة والذهن، ولا أعتقد أن أحدكم له رأي مغاير، هذه الساعة اليومية تمثل في مجملها حوالي 15 يوماً تقريباً، نخصمها من أيام الدراسة ليكون المتبقي حوالي 126 يوماً، يستهلك منها الطالب كإنسان طبيعي حوالي ساعتين يومياً لممارسة حاجياته الضرورية من أكل وشرب ومشي للحمام مع مراعاة المضغ الجيد والتهذيب في الأكل فتكون حوالي 30 يوماً سنوياً، نخصمها من جملة أيام الدراسة فيتبقى لنا تقريباً 96 يوماً دراسياً جامعياً أو مدرسياً، منها 15 يوماً بمثابة ساعة يومياً للكلام والونسة والفيس بوك لأن الإنسان في الأصل كائن اجتماعي وفطري، لا يمكن أن نعترض على ذلك، ليكون الباقي للطلاب حوالي 81 يوماً من السنة الدراسية الطويلة العريضة التي تؤرقنا باعتصاماتها وإضراباتها وبلبلتها ومعاناتها وكدرها وضيقها وامتحاناتها و(تيستاتها) التي تمثل حوالي 35 يوماً من العام الدراسي على الأقل، ليكون إجمالي الباقي حوالي 45 يوماً دراسياً تتخللها العطل الرسمية والأيام التاريخية وإجازة نصف العام ورأس السنة والكريسماس وعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الثورة واتفاقية نيفاشا للسلام والمولد النبوي الشريف و... الخ من الأعياد المهمة والموروثة، لتتبقى لنا بالكاد حوالي 6 أيام للتحصيل الأكاديمي والتعليم بعد أن نخصم حوالي 40 يوماً للاحتفالات أعلاه، هذه الأيام الستة بها العديد من ساعات المكالمات الليلية اليومية (الحبكانات) تقديراً للمشاعر الجياشة التي لا غنى عنها لأي طالب، ومنها ساعات للمرض سنوياً لا قدر الله، ومتابعة مباريات كرة القدم المهمة أو الأفلام الحصرية بالتلفاز، وزيارات ومجاملات ومناسبات وتعازٍ وتواصل ورحلات وبرامج و(حنك) لأن الإنسان كطالب عليه أن يعيش حياته كما يجب دون كبت أو معاناة. هكذا قد يكون المتبقي لنا للتحصيل و(الكسر) يوماً واحداً، يعني حوالي 24 ساعة ربما تبدو كافية لتصوير (الشيتات) والدفاتر والتفرغ التام للدراسة أو ربما تكفي حتى لاكتشاف الذرَّة.. ولكن هذا اليوم الواحد المميز هو للأسف «يوم عيد ميلادك» أيها الطالب المثابر، فكل سنة وأنت طيب وعيد ميلاد سعيد. وإن شاء الله السنة الجاية كل الأماني تصبح حقيقة وبالتوفيق والنجاح الدائم. ألم نقل لكم إنه (ما في وكت للقراية؟! للأسف). { تلويح: وصلتني هذه الفكرة من القارئ الصديق «كمال الصديق» من هندسة جامعة السودان وأعجبتني جداً فاجتهدت في معالجتها وتوسيعها وقررت أن أشرككم في السخرية من أحوال طلابنا التي لا تسر. مع أمنياتي الصادقة للجميع بالنجاح كل عام وأكيد (في وكت للقراية) يا كمال، ومشكور على كل جهودك الطيبة مع عشاق الاندياح يا زعيم. ودمتم.