تميّز بالطول الفارع والبنية القوية ما جعله مهاباً.. ولد لبيت معروف بالفروسية والزعامة (بقوز) عبد السلام، والده الناظر والشيخ محمد إمام حبوبة ووالدته التاية عبد السلام. حفظ القرآن وأتقن الكتابة وحسن خطه، إلتقى المهدي وتبع دعوته وكان بارعاً في الشعر، فنظم المدائح وأنشدها وصار من كبار مستشاري المهدي ولم يصب بخدش في (25) معركة خاضها وسافر مع النجومي إلى مصر حيث تم أسره ولكنه نجح في الهرب ومكث في أراضي المحس التي تزوّج فيها ورحل إلى دنقلا العرضي واستقر بعض الوقت، ثم تزوج فيها بثالثة وكانت له زوجة أولى بالحلاوين. وبعد مقتل الخليفة عبدالله حنق ود حبوبة على المستعمر وعاد لموطنه يجمع حوله الأتباع ويحضهم على المجابهة وعدم الخضوع وعندما علمت السلطات بتجمع الناس حوله أرسلوا الوسطاء الذين سخر منهم وهجاهم شعراً فحضر إليه المفتش الإنجليزي والمأمور المصري محمد شريف فقتل الاثنان داخل منزله وعلى يد المقربين منه (الركابي مضوي) فأرسل الإنجليز (الأورطة 3) من مدني للقضاء على ثورته فكمن لها ودحبوبة برجاله ودارت معركة في (كتفية) خسر فيها الجانبان وقُبض على رجاله وتوجّه هو إلى الشيخ عبدالماجد في منطقة (الخيران) وكان وعده بالمناصرة ولكن قبض عليه بعض الأهالي الطامعين في المكافأة المرصودة عندما جلس منهكاً تحت شجرة بعد أن أتعبه السير والعطش ورموه بالحجارة وأعواد الأشجار خوفاً من الاقتراب منه وحاصروه حتى حضر عساكر الإنجليز واقتادوه للسجن وأجريت له محاكمة عاجلة حكم فيها عليه بالإعدام شنقاً ولكنه أظهر شجاعة وثباتاً وأوصى بإعطاء ملابسه التي كان يرتديها لبناته.. نُفِّذ الحكم بسوق الحلاوين ودفن بالمقبرة الجماعية للقرية ومازال قبره لا يميزه سوى سور حديدي صغير ومتهالك ومازال قوز عبد السلام والذي يتبع لمحلية ودحبوبة ويمتهن أهله الزراعة مثالاً حياً على الإهمال وعدم التخطيط الإداري، حيث تنعدم فيه الخدمات وخلا من الطرق الممهدة التي تربطه ببقية المنطقة حيث ينفصل تماماً عن محيطه كلما جاء الخريف. ملاحظة: أشهر الباحثين في تاريخ ثورة ودحبوبة هو الباحث صديق محمد أحمد باديه الذي اعتمد على السرد الشفاهي لمعاصري تلك الفترة وأفراد أسرة ودحبوبة إضافة إلى الباحث والكاتب عثمان عوض الكريم الذي أصدر عنه مؤلفاً في (2005) ظهر على غلافه صورة شخصية لعبد القادر ودحبوبة يُقال إنها الأكثر مطابقة حسب رأي أفراد أسرته الذين مازالوا يعيشون بقرى الحلاوين خلافاً لصورة أخرى متداولة تكرر ظهورها في الكتب التي تتحدث عن قيادات المهدية، ويظهر أحد أتباع المهدي مقبوضاً عليه ومكبلاً بالأصفاد مع الإشارة إلى أنه ودحبوبة.