أعلنت الحكومة عن استراتيجية جديدة للتعامل مع قضية دارفور عكفت على مناقشتها مع مبعوث جمهورية الصين للسودان، وفي الأثناء أجرت الصين مباحثات مع الحكومة حول الاستراتيجيات المستقبلية بشأن الاستفتاء لجنوب السودان. وأعلن مسؤول ملف دارفور د. غازي صلاح الدين في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الصيني «ليو قوي جين» بديوان الحكم الاتحادي أمس (الأحد)، عن استراتيجية جديدة للتعامل مع قضية دارفور على ضوء المكتسبات في المرحلة اللاحقة والمستجدات والظروف المتغيرة في الملف، وقال: قدمنا شرحاً لرؤيتنا حول تطورات الأوضاع في دارفور للمبعوث الصيني، وأكد غازي أن موافقة الحكومة على دور الوساطة والقوى الدولية لحل مشكلة دارفور جاء من منطلق الفلسفة التفاوضية التي قبلتها واتباع مبدأ التشاور والوضوح والشفافية في ما يتعلق بالإجراءات التي تتم في دارفور، واعتبر دور الوساطة وبعض القوى الدولية شروطا ضرورية لتماسك الاتفاق وبقائه والسند الذي يمكن أن يناله الاتفاق النهائي، ونبه إلى أن الحكومة توافق على دعم القوى الدولية والوساطة في إطار المبادي مع مراعاة مصالحها الوطنية لكون أنه ربما يكون لبعضها دور إيجابي وربما يكون سلبياً. وقال غازي إن الحكومة لاحظت مؤخرا مستوى وطبيعة المساهمة من الدول تجاه السودان وأنها تأثرت بدرجة ما بطبيعة العلاقة مع تلك الدول، داعياً الدول لتقديم مساهمات متوازنة تنطلق من موقف مبدئي تجاه السودان لا تستجيب لتحولات أو موازنات قوى إقليمية كما في أجندة بعض الدول - على حد تعبيره - ونبه إلى أن لقاءات الحكومة مع المبعوثيين للسودان مقاسة ومحسوبة بحسب المواقف الإيجابية التي يقفها أولئك المبعوثون تجاه قضايا البلاد، وأشار غازي إلى أن الحكومة تشجع لقاءات المبعوثيين التي تقدم المساهمات الإيجابية لقضية دارفور، وأعلن عن لقاء مشترك يجمعه بالوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (جبريل باسولي) يبلغه من خلاله ضرورة تحديد موعد لنهاية المفاوضات بالدوحة، وقال إن المفاوضات لا يمكن أن تمضي الى ما لا نهاية وأن هنالك قرارات سياسية تتعلق بإجراء الاستفتاء تشغل الساحة السياسية في السودان خلال الفترة المقبلة، ونفى اتصال الحكومة بالقيادة الليبية لدفع زعيم حركة العدل والمساواة باتجاه التفاوض، وأضاف أن خليل هو من آثر باختياره وخرج بنفسه عن منبر الدوحة بإعلانه لموقفه بأنه ليس معني بالمفاوضات. وكشف المبعوث الصيني (ليو جين) أن زيارته للسودان جاءت لمناقشة الحكومة حول الاستراتيجيات المستقبلية لمشكلة الاستفتاء للجنوب، ولتبادل الآراء مع السلطات السودانية للدفع بعملية السلام من أجل الوصول لسلام دائم في دارفور، وقطع بأن التفاوض والعملية السياسية الطريق الوحيد لحل الأزمة، وأعلن المبعوث الصيني عن مواصلة دعم بلاده للشريكين للعمل على تجاوز العقبات التي تعترضهما لإجراء الاستفتاء بمصداقية وشفافية، مشيراً إلى أن موقف الصين الثابت تجاه التعامل مع أزمة دارفور الاستمرار في المفاوضات مع الحركات المسلحة، وحذر من أن أي مقاطعة للحل السياسي واختيار طريق آخر غير العملية السلمية غير مرغوب فيه ولن يؤدي لسلام، و قال إن سكان الإقليم عانوا صراعاً استمر لأكثر من (7) سنوات، وطالب المبعوث الصيني المجتمع الدولي بالعمل مع الحكومة السودانية والأطراف المساهمة في العملية السلمية بالإقليم للإسراع بإصدار قرار يسهم في الحل النهائي، وأضاف: جاء الوقت الذى يتوجب فيه مساعدة المجتمع الدولي للحكومة السودانية وإصدار قرار يسهم فى حل القضية، مشيراً إلى الصين قدّمت أكثر من (100) مليون يوان وأنشأت (53) مدرسة أساس و(100) مستشفى وعيادة وسفلتت أكثر من (582) كلم عن طريق الشركات الصينية العاملة في الإقليم وشاركت بعدد (350) جندي في قوات حفظ السلام في دارفور، ونبه إلى أن سوء الأحوال الأمنية أدى لتوقف شركات عاملة في مجال المياه بمدينة نيالا، وأكد استمرار الصين جزءاً من شركاء التنمية في السودان وأنها تحث المجتمع الدولي وتشجعه على حل قضايا السودان.