كشف د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور عن استراتيجية جديدة تعكف الدولة حالياً في إعدادها للتعامل مع قضية دارفور، مشيراً إلى أنها مبنية على المكتسبات اللاحقة والمستجدات في ظل الظروف المتغيرة في دارفور، وقال د. غازي في تصريح عقب لقائه أمس ليو جين المبعوث الصيني للسلام في السودان، إن الحكومة تتبع مبدأ التشاور والشفافية والوضوح فيما يتعلق بإجراءات دارفور باعتبارها شروطاً ضرورية لتماسك الاتفاق وبقائه، لافتاً إلى أن موافقة الحكومة على دور الوسطاء والقوى الدولية يأتي من هذا المنطلق، وبما يمكن أن يكون له دور ايجابي وفي حدود ما توافق عليه الدولة من مبادئ ومراعاة لمصالحها الوطنية، وأشار إلى أن الدولة انتبهت إلى أن اسهام بعض الدول في حل القضية يتأثر بدرجة كبيرة بطبيعة العلاقة معها. وامتدح د. غازي موقف الصين، وقال إنها من الدول الصديقة للسودان وذات مواقف ومبادئ ثابتة، وأكد بأن الدولة تسعى لأن تكون إسهامات الدول متوازنة مع تفضيل الدول ذات المواقف المبدئية تجاه السودان وليس ذات الاستجابة للتحولات الإقليمية والموازنات، كما هو حال بعض القوى ذات الأجندة، وأضاف أن لقاءاتنا مع المبعوثين نقيسها ونحسبها طبقاً للمواقف الإيجابية التي تقفها من قضايا السودان. إلى ذلك نفى غازي اتصالات الحكومة مع ليبيا لدفع خليل لطاولة مفاوضات الدوحة، وقال إنه خارج نطاق الدوحة باختياره باعتبار تأكيداته انه غير معني بالمنبر، وفيما يتعلق بموعد توقيع الاتفاق مع حركة التحرير والعدالة، أكد د. غازي بأنه لقاءه المرتقب مع الوسيط المشترك جبريل باسولي على هامش اجتماعات الفاشر اليوم سيتم خلاله حسم موعد محدد للتفاوض، منوهاً بأن المفاوضات لن تكون بلا نهاية، وأشار إلى أن البلاد مقبلة على قرارات مهمة ستشغل الساحة السياسية وعلى رأسها الاستفتاء. وفي السياق أوضح د. لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء، أنّ دولة الصين جددت إلتزامها باستكمال سلام دارفور ووحدة السودان. وقال للصحفيين عقب لقائه أمس المبعوث الصيني، إنّ اللقاء ركز على قضايا أساسية شملت مساندة الصين لقضايا السودان في المحافل الدولية، بجانب الدور الذي ظَلّت تلعبه بكين لدفع مسيرة التنمية في شمال السودان بصفة عامة وجنوب السودان على وجه الخصوص. وأكد إلتزام السودان بتنفيذ اتفاقية السلام مع جعل خيار الوحدة جاذباً في خاتمة الفترة الانتقالية مع احترام خيار أهل الجنوب في الاستفتاء في مطلع العام المقبل.من ناحيته جدد ليو جين، موقف بلاده الثابت في حل قضية دارفور عبر منبر الدوحة، مشيراً إلى أن اختيار اي منبر او طريق آخر غير مقبول ولن يؤدي إلى سلام، وذكر جين اسهامات بكين بما قيمته (100) مليون يوان للمساعدات الإنسانية، وقال إن الصين انشأت (35) مدرسة أساس و(100) مستشفى وعيادة، اضافة الى سفلتة (582) كلم بدارفور، وجدد دعم بلاده لشريكي نيفاشا في إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ ما تبقى من بنود عبر الشفافية والمصداقية، والاستفتاء الشفاف. وأضاف أن الصين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ستعمل مع المجتمع الدولي والدول الإقليمية وطرفي اتفاق السلام الشامل في السودان (الوطني والحركة) للحفاظ على السلام والاستقرار واستدامة التنمية في البلاد. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 5/7/2010م