شباب من الجنسين، لا هم لهم سوى الجلوس على مقاعد الكافتيريات المنتشرة بالقرب من الجامعات والمعاهد العليا، دون الدخول إلى المدرجات لمتابعة التحصيل العلمي. «الأهرام اليوم» تابعت الأمر في هذا الاستطلاع، فإلى مضابطه: قال الأستاذ «ع.ع.م» إن وجود الكافتيريات بالقرب من الجامعات يعود على أصحابها بمصادر دخل مجزية، بغض النظر عما يحدث فيها من أحداث بين الطلاب، فهناك من يأتي بغرض وملاقاة «البنات»، والبعض يأتي لوجود الخدمات الأفضل بها فوضعها مريح. وأردف: أما الأشخاص غير الطلاب الموجودون بالكافتيريات فقد يكون وجودهم بدافع الالتقاء والتعرف على «بنات» جدد وتكوين صداقات. وأضاف أن وجود الطلاب والطالبات مع بائعات الشاي لا يمت للعادات الإسلامية والسودانية بصلة، ولا يرتقي للسلوك الطلابي، لا سيما من قبل أولياء أمور هؤلاء الطلاب، وهذا سلوك مرفوض. كما أشار إلى أن الكليات لا توجد بها قاعات مهيئة للدراسة ومساحات خضراء ومشجرة «مدن جامعية» مما يدفعهم لترك محاضراتهم ويلجأون إلى وملء أوقات الفراغ بأية صورة يرونها مناسبة. أما «س-م» وهو أستاذ جامعي فضّل عدم ذكر اسمه؛ فاتفق مع سابقه في الرأي، وزاد أن الظروف الاقتصادية الضاغطة ونقصان الوازع الديني وتفكك الأسر أفرز هذا السلوك. وأضاف: نصيحتي لكل الأسر أن تتابع أبناءها وبناتها لا سيما الطلاب منهم وبصورة مستمرة. ويقول محمد الهادي عبد الله إنه لا يتردد على الكافتريات التي خارج الجامعة نسبة لأن محاضراته تبدأ في وقت مبكر، ولكنه أحياناً يجلس بكافتريات الجامعة لتناول وجبة الإفطار وأحياناً بين محاضرة وأخرى. وعن الأشخاص الذين يجلسون في الكافتيريات وبالقرب من بائعات الشاي ويأتون بصورة راتبة؛ يقول إن معظمهم ليست لديهم أية علاقة بالجامعة، ويصف ذلك بالظاهرة الخطيرة جداً لأنهم يشغلون الطلاب والطالبات عن محاضراتهم ويزعجونهم كثيراً بالاتصالات المتلاحقة عبر الموبايلات. ويرجح محمد أن السبب وراء ذلك لأنهم يعانون «العطالة» التي تدفعهم دفعاً للقيام بمثل هذه الأفعال «القبيحة» مما يعكس صورة سلبية وسط الطلاب والطالبات. وتتفق معه في الرأي الطالبة ترتيل محمود وتضيف: سلبيات الكافتريات أنها تضيع الوقت في غير المفيد، وترك الطلاب لمحاضراتهم، أما إيجابياتها فهي تساعد على التعارف وتبادل المعلومات. وترى ترتيل أن لكل شخص أسبابه ودوافعه للجلوس بالكافتريات وترى عدم خروج الطلاب والطالبات مع أشخاص ليست لديهم علاقة بالجامعة خوفاً من أن ينظر إليهم نظرة خاطئة. أشواق ميرغني تقول إن الكافتيريات هي أماكن مخصصة للأكل وللشرب فقط ولكن الطلاب يستغلونها من أجل «الونسة» وترى ضرورة احترام الشخص للمكان الذي يجلس فيه. وأضافت: لا أرى أية مشكلة في الجلوس داخل الكافتيريات مع أصدقاء من خارج الجامعة. وترى أشواق أن المشكلة ليست في الجلوس مع «ستات الشاي» ولكن في المجتمع نفسه الذي يأخذ الفكرة بصورة خاطئة. وأوضحت أنه لا بد أن يتم الانضباط من قبل أصحاب الكافتيريات أولاً وأن الهدف لا يكون محصوراً في الجانب التجاري فقط بل في المظهر العام للكافتيريا نفسها وسمعتها ومن ثم النظرة المادية. يهتم الطلاب أيضاً بالالتزام داخل الكافتيريا وأن يسرعوا بالخروج فور تناولهم الأكل أو الشرب وترك فرصة لغيرهم وبهذه الطريقة يمكن أن تنتهي هذه الظاهرة. الباحث النفسي عمرو إبراهيم مصطفى يقول: هذه الظاهرة لديها أسباب كثيرة منها نوع التخصص أو الدراسة التي يدرسها الطالب فقد يكون دخل هذه الكلية دون رغبته ولذلك يحس بالملل وعدم الانسجام في المحاضرة مما يدفعه للخروج من القاعة، وأيضاً الاهتمام بدفتر الحضور من قبل الأساتذة وهذا قد يجبر الطالب على دخول القاعة لكننا نجده فقط عند بعض الأساتذة دون غيرهم. وكذلك البيئة الجامعية فنجد أن التباين بين عدد الطلاب وسعة القاعة يدفعهم لحضور المحاضرة وهم وقوف أحياناً. ويضيف عمرو: أصبحت شخصية الطالب الجامعي سطحية وتهتم بالأغاني وأخبار الفنانين والفضائيات لدرجة أنهم أصبحوا يتوحدون مع الثقافة الأوروبية بالإضافة إلى أن اهتمام الطالب بمظهره أصبح الشيء الأساسي مما أثر على التحصيل الأكاديمي. ويقول عمرو: شخصية الأستاذ الجامعي لها دور كبير فأسلوب الأستاذ الشيق والجاذب أصبح غير موجود فكلها أشياء تدفع الطلاب خارج قاعات الدراسة.