احتج بعض المبعوثين الدوليين للسودان وعدد من السفراء رسمياً للحكومة على ما وصفوه بالتوترات الأمنية في إقليم دارفور خلال الأشهر الماضية ونقلوا تحفظاتهم للحكومة عن الأوضاع الأمنية وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية. في الأثناء نقلت الحكومة للمبعوثين الخاصين وممثل المبعوث الفرنسي السفير الفرنسي بالخرطوم على وجه الخصوص خلال لقاء جمعهم مع وزير الخارجية على كرتي أمس (الاربعاء) بطلب منهم عقب انتهاء الاجتماع التنسيقي الثاني بشأن دارفور الذي ضم المبعوثين الخاصين للسودان والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الذي انعقد بالفاشر الأيام الماضية، نقلت على لسان وزير الخارجية علي كرتي احتجاج السودان على إيواء فرنسا لزعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، وقال كرتي إن اتجاهات السلام في دارفور الآن أكبر من اتجاهات الحرب، ونبه في رده على استفسارات المبعوثين والسفراء الى أن أسباب التوترات الأمنية التي ظهرت في الآونة الأخيرة في مناطق بدارفور سببها الرئيسي خروج بعض الحركات المسلحة عن مسار السلام وتفضيلها لخيار الحرب. وطالب كرتي في رسالة عبر المبعوثين الخاصين والسفراء المجتمع الدولي ببذل جهد أكبر للضغط على الحركات المسلحة الرافضة للانخراط في التفاوض ونبذ العنف والأوبة الى مسار السلام. وشددت الحكومة بحسب كرتي على المبعوثين الخاصين بالسودان والقائم بالأعمال الأمريكي وسفراء فرنسا، بريطانيا، الصين، اليابان، روسيا، خلال اجتماعه بهم علي ضرورة إحكام التنسيق مع الحكومة السودانية والعمل معاً وفق استراتيجية مرسومة وبرامج محددة وصولاً للأهداف المشتركة وأن يفضي اهتمام المجتمع الدولي الذي يبديه تجاه قضايا السودان الى خطوات عملية وبناءة لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة البناء والتعمير في دارفور بما ينعكس إيجاباً على كل البلاد. وجدد كرتي التزام الحكومة السودانية واستعدادها للعمل المشترك وتنسيق المواقف وتكامل الأدوار مع كافة أطراف المجتمع الدولي ذات الصلة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في دارفور. ودعت الحكومة بحسب كرتي بعثة اليوناميد العاملة في دارفور الى ضبط حركة أفرادها منعاً لاية حوادث تنجم جراء عدم التنسيق، وأكد أن الإفلات من العقوبة أمر غير مقبول بالنسبة للحكومة وأنها ستعمل على ملاحقة مرتكبي الجرائم وحوادث الاختطاف في دارفور والخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة. ونبه كرتي المبعوثين والسفراء الى أن النازحين يجدون احتياجاتهم في المعسكرات أكثر من القرى مما يصعب عليهم مغادرة المعسكرات الى القرى، وشدد عليهم بضرورة نقل الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه الى القرى لتدفعهم على العودة الى قراهم بالإقليم. الى ذلك طالب وزير الدولة بالخارجية كمال حسن علي خلال لقائه مبعوثة السويد للقرن الأفريقي السفير (ماريكا فاهلين) والسفير السويدي بالخرطوم الدول المانحة الى أهمية الانتقال من دائرة المساعدات الإنسانية الى دعم التنمية بما يسهم في تطوير المناطق المختلفة ومعالجة أسباب النزاعات وشدد عليها للوفاء بالتزاماتها تجاه دعم السلام والاستقرار بالبلاد. في الأثناء أكدت مصادر أن القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم (روبرت وايت هيد) أبلغ وزير الخارجية علي كرتي بأسباب غياب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان (سكوت غرايشن) عن اجتماعات المبعوثين بالفاشر وأن غيابه جاء لتزامن انعقاد الاجتماع مع موعد إحدى الاحتفالات العسكرية بإحدى المدن الأمريكية التي تم اختياره فيها ضيف شرف قبل أشهر لتقديم البرنامج بوصفه كان قائداً للقوات العسكرية.