أكد الشريكان - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - سعيهما للتوصل إلى اتفاق حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء، في المؤتمر الذى يبدأ اليوم بقاعة الصداقة، لمناقشة قضايا الحدود والجنسية والمواطنة والقوات المشتركة ومياه النيل. وقال وزير رئاسة مجلس الوزراء القيادي بالحركة الشعبية الدكتور لوكا بيونق، إن الشريكين ما زال أمامهما وقت لتحقيق الوحدة، وأكد مشاركة نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار في المؤتمر، إنابة عن رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت، الذي يقضي رحلة استشفاء فى كينيا، حسب ما قال وزير حكومة الجنوب كوستا مانيبي لوكالة رويترز. وتمسك بيونق - في حديث لبرنامج مؤتمر إذاعي أمس الجمعة - بعدم أحقية الحركة فى التدخل لإقناع الجنوبيين بالوحدة، وقال: (الحركة لا تصوت في الاستفتاء، وهي معنية فقط بإنفاذ بنود الاتفاقية، ومن ثم تترك الأمر لشعب الجنوب في تقرير مصيره)، إلا أنه عاد وأشار إلى موقف الحركة الوحدوي وفقاً لشعار السودان الجديد، واعتبر بيونق مسيرات الجنوبيين الداعية للانفصال ردة فعل طبيعية لما أسماه الصحو المفاجئ للشماليين ودقهم لطبول الوحدة، واتهم المؤتمر الوطني بالسعي لتقديم حكومة الجنوب كنموذج سيء للحكم، وقال إن رئيس حكومة الجنوب لم يجد ما يساعده على إقناع الجنوبيين بالوحدة. من جانبه دحض القيادي بالوطني السفير الدرديري محمد احمد، موقف لوكا، وقال إن الحركة حالت دون إنفاذ الاتفاقية في الجنوب بواسطة المؤتمر الوطني وحكومة الوحدة الوطنية، وأضاف أن الحركة لم تكن متحمسة للوحدة، وأقر الدرديري بتقصير الشريكين فى إنفاذ البند المتعلق بجعل الوحدة جاذبة، وقال: (أعترف أنه إذا كان هناك بند لم ينفذ من الاتفاقية فهو بند جعل الوحدة جاذبة)، وقال إن الحركة أصابتها ردة فكرية ولم تعد ملتزمة بروح الوحدة التى دعا لها رئيس الحركة الراحل الدكتور جون قرنق، واستبعد الدرديرى أن يكون مؤتمر ترتيبات ما بعد الاستفتاء (نيفاشا 2) وأكد دعوة الشريكين لكافة القوى السياسية والمجتمع الدولي للمشاركة فى المؤتمر باعتباره يناقش قضايا سيادية تتعلق بوحدة البلاد - على حد قوله.