الأخ الأستاذ/ أبشر الماحي { شارع الجمهورية في السبعينيات كان متعةً للتسوق والتسكع للبعض وهو الخرطوم بالليل كما يقولون. في نهاية منطقة السوق من الناحية الشرقية كان يوجد مخبز للرغيف الفاخر اسمه «بابا كوستا» وهو أقدم من ذلك بكثير، وكان والدنا رحمه الله يحكي لنا عنه وهذا المخبز معروف لأغلب سكان العاصمة المثلثة. { طبيب خريج من أبناء الخرطوم، تم تعيينه بمركز صحي سمير بالصحافة، وهو خرطومي مميز والمركز لا يبعد كثيراً عن سكنه، بكشف التنقلات ظهر اسمه لبابانوسة، فلم ينفذ أمره بالزوغان والأعذار الى أن علم بأن الطبيب البديل له من أبناء كردفان، فذهب وقابل الوكيل لشرح ظروفه التي لا يمكن بسببها أن يذهب الى كردفان وطلب من الوكيل أن يظل بالخرطوم وطبيب كردفان يذهب الى بابانوسة، فوبخه الوكيل، فما كان من طبيب الخرطوم إلا أن قال للوكيل: (شوف لو نقلتني بابا كوستا أنا ما ماشي خليك من بابانوسة البعيدة ديك) وأصبحت طرفة بعد ذلك. { تذكرت هذه الطرف وأنا أتابع مقالكم بملاذات آمنة بعنوان «لمن فاتهم الاستماع» بتاريخ 4/7/2010م. بعد إعلان الحكومة الجديدة، هنالك عنصرية حقيقة وأعتقد أنها دخيلة على السودان إعلانات تهنئة أبناء كذا يهنئون فلان وعلان أبناء منطقتهم. اعتراضات كثيرة ومثيرة أبناء كذا لماذا لا يكون لهم وزارات خمسة نجوم وشمال وشرق وجنوب وغرب وجزيرة وخلافه، كلٌ يهنئ أبناءه بالمناصب ويطالبون بوزارات خمسة نجوم ما عدا أهل الخرطوم!! { هل طالب أهل الخرطوم بمنصب؟ لا أعتقد ولماذا؟؟ الخرطوم هي ما يطلق على العاصمة المثلثة الخرطوم/ بحري/ أم درمان، وبدون امتداداتها الحديثة، ومهما كانت قديمة فهي حديثة. إن للخرطوم أبناء متعلمين وسياسيين وعسكريين وخلافه لماذا لم يطالبوا؟ لقناعة بأن العاصمة قومية وهي بوتقة لصهر كل أبناء السودان بمختلف أشكالهم وآرائهم وعقائدهم وطبائعهم ولقناعة أخرى أن الحكم للأقدر والأكفأ والمقبول «والقبول من عند الله». وهنالك معايير أخرى متفق عليها منها الولاء. { فيا ريت نحس ونعلم أن السودان عامة والخرطوم خاصة للجميع، والوظيفة هي توكيل ثقيل قليل من البشر يتحمل حمله، وننبذ العنصرية والجهوية، أبناء كذا وأبناء كذا، لأن مذاقها عنصري قبيح. { كأس العالم في بداية المباريات ينبذون العنصرية، ونحن في صحفنا نغرسها شتلها حتى تصبح شجرة «ليست شجرة الرئيس» ولكنها شجرة تنبت الشوك. فالشمالي والجنوبي والغربي الشرقي لابد أن يفهم بأن الحكم والوظيفة عبء كبير ويحتاج لمواصفات معينة ومحددة وليس أحجام كراسي ووزارات «5» نجوم ولتعلم إن كانت «9» نجوم فهي لا تدوم». { لا نقبل أن يطالب أبناء الخرطوم القديمة بالوزارات الخمسة نجوم وإن طلبنا ولم ينفذ مطلبنا أمامنا خياران: الاحتماء ببابا كوستا أو بجزيرة توتي، علماً بأن أهل توتي أصل سكان الخرطوم. أنور أبو بكر فريد الأخ/ صاحب الملاذات الآمنة كلما قست الحياة يبحث الإنسان عن ملاذ يستجير به ويجد فيه ملاذاً وراحةً ودثاراً، ولذا نلجأ الى الكتابة عسى نجد ضالتنا التي ننشدها. أخي صاحب الملاذات: وأنا إذ أقدم لحديثي ومأساتي بهذه الفذلكة آمل أن أكون موضوعية في طرح قضيتي على الرأي العام أولاً وعلى أصحاب القرار ثانياً. فمثل كل البدايات في بلادنا ومثل كل الأزواج بدأ مشوار حياتنا الزوجية بعد أن تزوجت من أحد أبناء عمومتي ولضيق فرص العمل في قريتي، وهي واحدة من قرى ولاية نهر النيل، فكر زوجي أن يبدأ تاجراً في الولايات الجنوبية بعد أن توفرت الإرادة ورأس المال المطلوب صوّب وجهه نحو «توريت» بعد أن ترك طفلين لم يتجاوز عمر الأكبر منهما أربع سنوات، وبدأ رحلة استمرت لسنوات ربطنا فيها على بطوننا بحجر الصبر والمباصرة وكل الأمل يحدونا نحو غدٍ أفضل. ورغم العناء النفسي ومكابدة الحياة كنا نأمل في يوم جديد تبدد فيه آلام وأوجاع. ولكن وقعت «توريت» في يد التمرد وتمَّ أسر زوجي بعد أن استولوا على كل ما يملك وازدادت (الطينة بلة) كما نقول في مثلنا الشعبي، حتى قطعت الأرض التي أوصت وزارة الإسكان باستحقاقها لم تكن في موقع مرموق بل كانت في الأندلس مربع (11) ومنذ أن تم سداد رسومها لم نسكنها ولم تعد علينا بنفع وذلك ربما لأن المربع لم يعمر ولم يسكن بعد. ومن هنا أتقدم برجاء عبركم الى وزارة الشؤون الهندسية في ولاية الخرطوم بأن تنظر لي ولأسرتي الصغيرة بعين العطف وأن تستبدل قطعتي في مربع أكثر عمراناً حتى أجد المأوى. كما أبعث برسالتي الى جهة الاختصاص في جبر الضرر الذي لحق بي وبأسرتي حتى بعد إطلاق سراح زوجي بعد اتفاقية نيفاشا لم نجد سنداً ولا دعماً من الدولة أو غيرها وأنا إذ أتقدم بتفاصيل ووقائع حياتي آمل عبر نافذة الملاذات أن أوصل رسالة الى رأس الدولة وأصحاب الشأن وفي تقديري أنهم أهل للخير والعطاء. أم نعمان