الحمير الذكية .. اكتشاف متأخر عرفه بعض المهربين، حيث تقول الأنباء إنه يتم بها تهريب بعض السلع بين المغرب والجزائر ! والحمير المستعملة في التهريب .. لا تحمل على ظهورها ركابا .. لكنها تحمل السلع بين الحدود المغلقة بين البلدين، وتخضع للتوجيهات والأوامر الصوتية .. والتي تحثها على السير .. عبر سماعات يتم وضعها في آذانها .. لتعبر الحدود .. وتصل لمنتظريها في الجانب الآخر من تلك الحدود ! شاطرة والله تلك الحمير .. فهي تؤدي مهام في غاية الذكاء والتعقيد، خصوصا أنها تخضع، كما يقول الخبر، لتدريب لمعرفة ألوان الملابس التي يرتديها أفراد الحرس الحدودي، حتى تتفاداهم وتهرب بجلدها حين رؤيتهم. هذا العمل العجيب، رغم مخالفته للقانون، يؤكد أن الحمير ذكية، وأنها قادرة على الاستيعاب، فضلا عن قدرتها المعروفة في (البرمجة)، حيث لم نسمع أن حمارا ضل طريقه ، ولم نقرأ في الصحف أن حمارا خرج ولم يعد لمنزل ذويه !! ومع كل ذلك الذكاء .. يصر البشر على أن الحمير غبية، ولا أظن أن هناك كلمة مستفزة، تجعل الدم يفور، وتدفع المآقي للجحوظ، وتشعلل الشر في القلوب، مثل كلمة (يا حمار) !! المشكلة أن البشر .. بقلة عقلهم .. يوزعون الصفات على الحيوانات، بمقاييس بشرية .. لا ينقصها الهوى .. ويكسوها بدرجة كبيرة الخيال .. والمزاج .. والشطط ! الثعلب مثلا .. بدماغه الصغير .. وأذنيه الغبيتين (!!) هو رمز للذكاء .. مع أن الثعالب أكثر الحيوانات خوفا، ويصيبها الرعب لو رأت ظلها .. ولا نعرف سببا للوصف البشري بأن الثعالب ذكية .. وماكرة .. اللهم إلا تسلية الصغار في كتب المقررات الدراسية .. ليكبروا حاملين القناعة الغبية .. دون أن يتفكروا في المعلومة المغلوطة .. وربما الملغومة ! والأسد .. هذا الكسول .. الذي يترك كل شؤونه للبوة المصون، ويقضي سحابة يومه نائما ومتكاسلا .. أحاله البشر بخيالهم إلى ملك للغابة، رغم أنه لا ملك ولا يحزنون، ولو كان الأمر بيدي .. لجعلت اللبوة (الضكرة) ملكة للغابة دون منازع !! والخيال لم يقف عند ذلك، فالرجل خفيف العقل هو (طيرة)، والحقود (جمل)، والجبان (أرنب)، وناقص الرجولة (جخس)!! الخيال البشري حر، وله أن يسبغ الألقاب كما يشاء، فالديمقراطية تتيح حرية التعبير للجميع، وخصوصا في الجوانب الحيوانية، كما أن الحيوانات لا تعرف حقوقها .. لأنها تتعامل مع عالم ليس عالم العقل البشري، ولذلك فإنها لن تقاضي أحدا، ولن تطلب التعويضات جراء ما توصم به. والله الحمير ذكية .. يا معشر البشر .. الأذكياء !