تستضيف العاصمة الأوغندية كمبالا قمة الاتحاد الأفريقي في 19 يوليو الجاري، لبحث أزمات القارة التي تتزايد بصورة انشطارية جعلت من القارة الأفريقية منطقة موبوءة بالصراعات والتخلف والأمراض والجهل وكل ما يتبع ذلك من نزوح ولجوء وتدخلات إقليمية ودولية ونزاعات بين دول القارة، ومكونات الدولة الواحدة، وستبحث القمة العديد من الملفات التي رحلت من قمم سابقة، لا سيما قضايا المناطق المشتعلة مثل الصومال، الدولة الوحيدة في العالم الذي يجمع المحللون على اعتبارها نموذجا ناصعا ل (الدولة الفاشلة)، فضلاً عن ملف قضية دارفور واستفتاء تقرير المصير للجنوبيين. وينتظر المراقبون، كما يحدث عادة في كل القمم السابقات، أن تحتشد خطابات الذين يعتلون منابر القمة من لدن الأمين العام للأمم المتحدة يان كي مون، مروراً برئيس المفوضية، ورئيسي الدورة المنتهية والمقبلة، وسائر خطابات من سيعتلون منصات القمة بالتكرار الممل للأزمات والقضايا ذاتها مع دعوات مكرورة إلى ضرورة التصدي لها، وشأن سائر قمم الاتحاد الأفريقي السابقة واللاحقة، لن تخرج القمة بأي خطوات عملية ملموسة لعلاج تلك القضايا أو فحصها بروية وشفافية للبحث في الآليات المثلى لتجاوزها. الأزمة الصومالية التي تجاوزت عقدها الثاني، وبما تشكله من تهديد للأمن والسلم في القارة وربما العالم بأسره، ينتظر المراقبون أن تتجاوز قرارات القمة وتوصياتها بشأنها مرحلة الرجاءات والآمال التي لم تسهم في حل مشكلة، حتى لا تكون قمة كمبالا شأن سائر قمم الأفارقة منذ أكثر من نصف قرن هو عمر القمم الافريقية التي يتنادى لها رؤساء وحكام وحكومات أكثر من (53) دولة، والصومال للحقيقة يمثل أكبر فشل للاتحاد الأفريقي ويكشف عجزه الهيكلي، وضعفه السياسي والدبلوماسي والعسكري، والصومال يمثل الحالة الشاذة في القارة، وفي العالم، حيث ظل يجدد عجز الاتحاد الأفريقي بجلاء كلما التقى قادته لاجتماعات العلاقات العامة السنوية التي تعرف إعلامياً بقمة الاتحاد الأفريقي. وتكشف قمة كمبالا العجز الهيكلي الذي يعانيه النظام الرسمي في أفريقيا، والذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لقاءات قمة الاتحاد لا تعدو كونها تجمعات لاستهلاك الكلام المجاني الذي لا يقدم أو يؤخر، ولا يسهم في إنجاز أي أمر ذي قيمة، ويتجلى ذلك من خلال أجندة القمة المكرورة التي لم تتضمن جديداً عما بحثته سابقاتها، وبالتالي ستعري القمة، شأن سابقاتها، القدرات الحقيقية للقادة الأفارقة وحكوماتهم، أولئك الذين تتوزع ولاءاتهم بين أوربا والولايات المتحدة، فضلاً عن تسجيلهم اخفاقا شاملا في التعبير عن قضايا الشعوب الأفريقية المحترقة بنيران الحروب الأهلية والنزاعات العرقية والمجاعات والكوارث الطبيعية من جفاف وتصحر وأمراض تحيط بالقارة إحاطة السوار بالمعصم.