إن باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، ووزير الانفصال في حكومة الجنوب، اتضح أنه يهرف ويجرف، عندما يضرب على طبل الانفصال، وهو يعلم تمام العلم أنه لا الحركة الشعبية ولا مستشاريها الستة الذين جاء بهم باقان، بعد زيارته لأمريكا، التي لم يُستقبل فيها بغير مساعد وزير الخارجية الأمريكية بما يعني أن أمريكا استكثرت عليه حتى سوزان رايس، التي ساقت وفداً، يقوده باقان أموم بدعوى أنه سيخاطب مجلس الأمن، ليجلس، في مقاعد الصحافيين، وليس حتى مقاعد المراقبين، وهي هزيمة نفسية قاسية، لمن ادعى أنه قائد الجنوب الأوحد، ويهيئ نفسه لقيادة الحركة، بل وقيادة السودان، خصوصاً بعد أن جلست إليه أحزاب شتات جوبا وجعلت نفسها تحت إمرته، ولكنها يوم الخميس الماضي أعلنت أي أحزاب جوبا أن الحركة باعتها للمؤتمر الوطني، وتركتها تحرث في البحر، للدرجة التي أعلن فيها محمد إبراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي، بأنه لن يحزن على انفصال الجنوب، وأن الصادق المهدي، جناح الأمة القومي، قد أعلن موجهاته العشرة لتسوية الوضع السوداني، بما يعني أن أحزاب الشتات قد فقدت البوصلة!! منذ أن تركت باقان يقودها حتى كان يسلمها لبراثن الانفصال. الذي ما يزال يدعو إليه باقام أموم، ويُعلن على الملأ أن الوقت للوحدة قد أصبح متأخراً جداً، ولم يبق إلا إعلان انفصال جنوب السودان، ولكن الأخبار جاءت ومن داخل الحركة بغير ما يشتهي سَفِن باقان، الذي ساقته المتاهة للغرق في بحر الظلمات، فإعلان جيمس واني إيقا، رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان يؤكد أن الوحدة هي خيار الحركة وأن دعاة الانفصال ليسو إلا أفراداً، وباقان أموم، من هؤلاء الأفراد ومن قلب مجلس الوزراء، يجيء صوت الدكتور لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء، بأن حكومة الوحدة الوطنية ستسلِّم السودان كما أسلمته واحداً موحّداً، وكذلك ما أعلنه أتيم قرنق، وهو الرجل الذي أعلى صوت الوحدة قبيل إعلان أسماء مفوضية الاستفتاء، وأن الوحدة تبقى خيارا بلا بديل لكل السودانيين، وأن شرذمة السودان لا تعني سوى الدمار والحروب والانهيار!! والمعلوم أن موقف الحركة، قبيل انعقاد المؤتمر الثاني للولايات العشر ذات الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب، الذي بدا وكأنه مناداة بالانفصال، قبيل تكوين حكومة الوحدة الوطنية، وبروز نصيب الحركة فيها الذي جاء دون تغيير يذكر، بل أن خيارات سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية، تم إعلانها كما جاءت وردت دون تردد، سواء في مؤسسة الرئاسة، أو من داخل اجتماعات القيادة السياسية للشريكين، وكان الموقف الذي أعلن وقتها مجرد حركة ابتزازية «كعادة الحركة» للحصول على أكثر التنازلات الممكنة من الشريك الحاكم صاحب الأغلبية المؤتمر الوطني!! إذن، فإن تصريحات باقان أموم، هي حملات ابتزارية، خصوصاً إذا علمنا أن اجتماعات مشار علي عثمان، وعلي عثمان سلفاكير، جعلت من الوحدة خياراً بلا بديل وأن ما نهض مؤتمر ولايات الحدود المشتركة، الذي ظل منعقداً قبيل نهاية الأسبوع الماضي، وفي مدينة أويل، أكثر بلدان الجنوب ولادة لدينكا الشمال، جاءت تؤكد أيضاً أن الوحدة هي خيار بلا بديل، وكل الأحاديث عن الانفصال أراجيف أراد بها باقان وزمرته من زوار سفارات آخر الليل العمل على الابتزاز، وإطلاق التصريحات الجوفاء والسراب الخادع والمواكب الهزيلة لطلاب المدارس، التي قيل إنها قالت نعم للانفصال ولا للوحدة، ونحن هنا نؤكد أن سلفاكير ومجمل مكتبه الذي من المفروض أن يكون قد أنهى اجتماعاته بجوبا، سيؤكد ما ذهبت اليه، لأن باقان أموم، الآن يقرع السن على كونه شيوعياً إندس في الحركة الشعبية، التي يرفض ايقاعها الحالي الواثق كمير، الشيوعي الذي إذا خير بين كسلاوجوبا لما اختار غير كسلا!!