نصيحتي : ابدأوا من اليوم ترويض النفس، والتوقف التدريجي عن الشاي النهاري، والقهوة، والسجائر، وآفة الآفات .. الصعوط !! فحين يأتي رمضان، يحتاج الأمر لقدرة واستعداد على التأقلم معه، ومقابلة ساعاته المفعمة بالخير والبركة بما تستحق، فلا مجال للتعامل المزاجي الخشن مع الناس، ولا عذر لمن يتذرع بتعكر نفسيته .. بسبب الخرمة للتنباك، أو بسبب غيره من المبيدات البشرية !! وصويحبكم له تجاربه الرمضانية، فما أكثر ما عانيت من افتقاد الشاي في نهار رمضان ! وأصدقائي يعرفون مدى ضعفي أمام الشاي المنعنع، حيث يكفي نصيبي الشهري منه لجيش من المحترقين في عشق الشاي، ولقد هداني تفكيري لزجر النفس عن التمادي قبيل رمضان، ثم نضجت خططي لهزيمة الشاي عبر السنوات، فبدأت ببرامج لتخفيض الجرعات تدريجيا، حتى إذا بقي لرمضان يوم أو يومان، كان توقفي عن شاي النهار قد وصل للتنفيذ الكامل. وقد ساعدتني هذه الخطط على قضاء نهارات رمضانية أقل توترا .. وأكثر صفاء .. وأكبر إنتاجية عن ذي قبل . وفيما يتعلق بالشأن التنباكي، فلست من الخبراء في جوانبه، لكن ما أعرفه أن الكثيرين جدا قد أفلحوا في الفكاك من أسره، والغالبية انتهزوا فرصة رمضان، فنفضوا يدهم عنه، وحموا أفواههم وصحتهم ومجالسيهم .. من هذا الداء ! أما السجائر، فهو من الآفات التي تفتك بالجيوب، مثلما تفتك بالصحة، وأظن أن الصحة لو صبرت على صاحبها المتجاوز، فإن لسعة الخراب الجيبي ستسارع أولا لحرقه، ثم تأتي الفواتير الثقيلة، والتي لن ترضى بغير إبادة العافية .. مهرا لها !! طبعا .. المسألة في الأساس .. قناعات ذاتية .. وإرادة، ولن يترك شخص عاداته إكراما لعمود صويحبكم، لكن رمضان آت، والصيام عبادة لا يفرط بها الناس .. حتى المتجاوزين منهم، فإن كانوا لا محالة صائمين، فلا أقل من تقليل معاناتهم، وتحسين مزاجهم، وتخفيف افتقاداتهم لما يتناولونه من مكيفات، وذلك يكون بالامتناع عن مثيرات القلق النهاري، وترويض النفس على الامتناع الاختياري عن (المبيدات) .. حتى لا يجد الفرد منا أنه مجبر، بفعل قرار طبي، على الامتناع عن الآفات، وعلى رأسها السيجائر، والصعوط ! ردود خاصة : القارئة المتابعة : طالبة جامعة القرآن الكريم : ملاحظاتك محل التقدير، ومثل هذه الأشياء تحدث .. بين آونة وأخرى . لك الشكر. الأستاذ مصطفى نورين : هذه الأحداث لم أعشها، فقد مر عليها عقود طويلة، ولست من جيل المحجوب .. وكلك نظر يا رجل !! الزميلة التي سمت نفسها (صاحبة القلم الخجول) : كلامك أثلج صدري، وقلمك يجب أن يتجاوز الخجل .. لأنه مميز ولماح .