حادثة سرقة في الشارع أو في موقف مواصلات أو من زوار الليل غير المرغوب فيهم اصبحت لا تثير الاهتمام كثيرا لأن ما يسرق منا يتعدى الماديات فبتنا نصدم في من نثق فيهم دون ادنى شك تجاههم، فتخيل أن الذي يسرق اشياءك هو زميلك في الجامعة، بينما انت تأمنه على اغراضك غالية كانت ام رخيصة، تجده يسطو عليها ضاربا بكل معايير الزمالة والاخوة وحتى مقاييس الامانة عرض الحائط. ( الاهرام اليوم ) اجرت استطلاعا وسط مجموعة من طلاب الجامعات الذين اكدوا انتشار الظاهرة بينهم وبالاخص في تجمعات الطالبات، وعزوا وجودها الى اسباب كثيرة منها انتشار اجهزة الموبايلات الحديثة واستخدام بعض الطالبات لادوات المكياج والزينة باهظة الثمن مما يدفع بعض ضعيفات النفس للاستحواذ عليها. وتبدأ عمليات السرقة وسط الطلاب عادة بصفة (الهزار) بأن يغلق احدهم او مجموعة هاتفك الجوال وعندما يزداد توترك إما تراجعوا عن مخططهم وارجعوه لك او استولوا عليه. واستنكر الطلاب ذلك السلوك الشائن من الذين يُعتبرون ركيزة للوطن وبناة للمستقبل. ويقول د.أشرف أدهم استاذ علم الانثربولجي وعلم الاجتماع السياسي بجامعة النيلين إنها تعتبر من اخطر الجرائم وسط الطلاب الجامعيين باعتبار أن هذه الفئة صفوة من صفوات المجتمع ويمثلون القيادات في المستقبل واضاف أن السرقة في هذا الوسط تعتبر مؤشرا خطيرا لتدهور المجتمع ومستقبله. وأكد د.أدهم بانه اطلع على ما لا يقل عن (40) صورة لطالبات جامعيات مسجلات كمعتادت سرقات في جامعة معينة والصور موجودة لدى مكتب المباحث بأحد اقسام الشرطة. ومن هنا يمكن تقدير حجم خطورة ظاهرة جريمة السرقة في الجامعات. ودعا ادهم عمادات شؤون الطلاب بالجامعات السودانية المختلفة الى أن تعد العدة لمحاربة السرقات المتفشية بإجراء دراسات ميدانية عميقة ومستفيضة وان يستعينوا فيها بخبراء في علم النفس والانثربولجي للتعرف على حجم الظاهرة واسبابها ودوافعها لتوصل للكيفية التي تحد من انتشارها.